إنه الحجاج بن يوسف الثقفي.. يا وزارة التربية!

[حيدر الشيرازي]

يحدث في السعودية : مدرسة ابتدائية باسم الحجاج بن يوسف الثقفي الطاغية السفاح !!!

فيما يبدو أن اختيار مسميات وزارة التربية والتعليم لمدارس البنين وإطلاق مسميات شخوص تاريخية .
فيما يبدو أن اختيار مسميات وزارة التربية والتعليم لمدارس البنين وإطلاق مسميات شخوص تاريخية أيا كانت سيرتها أو أيا ما قاله المؤرخون عنها أمر عشوائي يُجرى دون تدقيق أو تمحيص؛ وربما هو خطأ سابقتها المسماة بـ"وزارة المعارف" ولكن استمرار الوزارة التي بدلت اسمها بما يناسب دورها التربوي والتعليمي المتطور دون تصحيح ما يحتاج ذلك؛ أمر يُعدّ أيضا من العشوائية واللامبالاة؛ متناسية أن "أعظم النار من مُستصغر الشرر" كما يقولون!! فاختيار مسمى شخصية تاريخية مسلمة لمدرسة بنين؛ ينبغي أن يحقق هدفه التربوي والتعليمي قبل أن يكون مجرد تسمية تُعرف بها المدرسة؛ إنه يعني تعزيز القدوة من سيرة الشخصية التي يطالعها الطالب وهو داخل وهو خارج من البوابة، وحين يردد اسمها أينما ذهب وارتحل!! بمعنى أقرب: اختيار الوزارة لهذا الاسم يعني التشجيع على أن يكون هذا الطالب مثله في يوم من الأيام ولن يلومه أحد!!
لماذا أقول ما سبق؟! لأني تفاجأت خلال مروري بأحد الشوارع في حي المتنزهات بجدة؛ بتسمية مدرسة ابتدائية للبنين بمسمى (الحجاج بن يوسف الثقفي) ومن منّا لا يعرف من الحجاج وما فعله!! ويكفي ما ذكرته مقررات التاريخ ـ التي درستُها على زمني ـ عن الحجاج أيضا!! بل يكفي أن أبا الفداء الحافظ ابن كثير صاحب تفسير القرآن الكريم؛ قال في كتابه الضخم البداية والنهاية/ المجلد السادس، وهو يسرد قصة مقتل عبد الله بن الزبير ابن أسماء بنت أبي بكر الصديق على يد الحجاج والذي وصفه بـ"المبير" أي المبيد بمعنى السفاح، قال فيما قال وهو يذكره "قبحه الله وخزاه"؛ بل إن المنصفين من الباحثين والمؤرخين فيما تناولوه في التاريخ حين جاؤوا على ذكره؛ أنه نموذج للطاغية الظالم سفاك الدماء!! فهل هذا من نريد أبناءنا يقتدون بسيرته !؟ ويخلد في نفوسهم !؟ ولو تغاضينا جميعا وتغاضت وزارة التربية والتعليم عما نعرفه من سيرته من سفك دماء المسلمين لمجرد شبهة؛ وإن كان قائد حرب مسلم لم يُهزم؛ فلا يمكن أن ننسى أنه حاصر أهل مكة المكرمة واغتصبها منهم، ونكل بهم ثم قتل ابن الزبير ومثل به في الحرم المكي المقدس، بل وضرب الحرم بالمنجنيق كي يجبر أهل مكة على مبايعة مروان بن عبد الملك؛ فهل يُعقل أن وزارة التربية والتعليم تختار هذا الرمز مسمى لمدرسة بنين وأيضا للابتدائية؛ كي تعززه في نفوس صغار لا يدركون ما ندركه؛ كقدوة في ذاكرتهم وشخصيتهم!! وهل من المقبول أن يكون رمزا يُخلد من ضرب الحرم المكي بالمنجنيق ومثل بحفيد الصديق!؟ أي جيل ننتظر لو كان مثل هذا الرمز التاريخي قدوة يهتدون بسيرته؟! ألا يكفي ما حصل من "جهيمان" منذ ثلاثة عقود في الحرم المكي!!؟ إن الإصلاح للعملية التعليمية يعني إصلاح كامل أدواتها؛ المناهج، والمعلم، والمكان الذي يحتوي كل ذلك؛ ولهذا أطالب وزارة التربية والتعليم بتغيير هذا المسمى إلى مسمى شخصية مضيئة بحق؛ وليس مهما إن كانت جاهلية أم مسلمة؛ ما يهم ماذا قدمت للتاريخ من قيم وأخلاق جاء الإسلام مناديا بها ومتمما لها.

السلام عليكم

أحسنت أخي حيدر على هذا الطرح والاشاره اليه
وكلامك صحيح هو اختيار اسم المدرسة وماذا يعني في نفس الطالب
كيف تسمى هذه المدارس هذه التسميه سبحان الله
هل نفذت الاسماء التاريخية والرموز الشامخة حتى يسمو المدرسه بهذا الاسم !!!
ياأخي هم يعرفون ماذا فعل الحجاج وغيره ولكن رغماً عن كل الناس يضعون هذه الاسماء
الله يهديهم وانا اضم صوتي لصوتك اخي لتغير هذه المسميات