11-09-2012, 06:22 PM | رقم المشاركة : 1 |
|
الزمن عند الله
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف الزمن عند الله ويستعجلونك بالعذاب و لن يخلف الله وعده من المشاكل النفسية التي يعالجها القرآن الحكيم في آياته المرة تلو الاخرى هي مشكلة الاغترار بالفرصة ، فترى الانسان يقول ، عندما يرى الوان النعم تصب عليه أين هو عذاب الله ؟ ولماذا لم يأت ؟ فيكفر بالعقاب أساسا لأنه يبطئ عليه لقد وعد الله بالعذاب وعدا حتما ، و لكن يعطي الانسان مهلة كافية لعله يكتشف خطأه ، و لو بعد حين ، فيتوب الى الله متابا ، فاذا لم يكن للاعتراف و الاستغفار في قلبه محلا ، و حان اجله آنئذ لا يستقدم ساعة ولا يستأخر جاء في الدعاء سبحانك ما اعجب ما اشهد به على نفسي ، و اعدده من مكتوم امـــري ، و اعجب من ذلك اناتك عني و ابطاؤك عن معاجلتي ، و ليس ذلك من كرمي عليك ، بل تأنيا منك لي ، و تفضلا منك علي لان ارتدع عن معصيتك المسخطة ، و اقلع عن سيئاتي المخلقة ، و لان عفوك عني احب اليك من عقوبتي و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون لو كان للزمن عند الله قيمة اذا لاهلكنا عند اول ذنب . و لكن الله الذي لا يقدر أحد على الفرار من حكومته ، ولا يفوته شيء في السموات و الارض ، لا يبادر بالجزاء و يكون اليوم الواحد عنده كألف سنة انه سبحانه ليس كما نحن ،اننا محددون بالزمان و المكان ، و علومنا و قدراتنا محدودة ، بينما الله على كل شيء قدير ، و هو مهيمن على خلقه ، قادر على ان يقبض المكذبين متى شاء كيف شاء فلماذا العجلة ، و انما يعجل من يخاف الفوت ، سبحانه ؟ ان تأخير العذاب ، و تلاشي قانون الزمن عند الله ، لا يعني ان العذاب لن يأتي ، فكم من امة اعطاها الله مهلة بالرغم من انها ظالمة ، ثم أخذها بالعذاب حين حقت عليها كلمته و كأين من قرية أمليت لها و هي ظالمة ثم أخذتها و إلي المصير اين يذهب هؤلاء أو ليس الىالله ؟ بلى انه سبحانه لا يخشى الفوت ، و من لا يخشى الفوت لا يبادر بالانتقام ان وظيفة الرسول هي تبليغ الرسالة للناس ، لتكون لهم نذيرا بين يدي عذاب شديد ان هم اصروا على المعصية و بالرغم من ان الرسول بشير ايضا الا ان السياق أكد على جانب الانذار لان الاطار العام للحديث هنا التكذيب و العذاب قل يا ايها الناس إنما أنا لكم نذير مبين فالذين ءامنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و رزق كريم من يقف بجانب الرسالة و يؤمن بها و بالرسول و يعمل الصالح بموجبها ، فانه يفوز بجائزتين المغفرة و حط الذنوب الرزق الكريم انها جائزة معنوية تتمثل في التطهير من الذنوب و أخرى مادية و هي الرزق الكريم ، اي يوفر كرامة الانسان ذلك لأن من الرزق ما يذهب بها ، و يسبب له الهوان و ليس في الآية ما يدل على الآخرة فقط بل يشمل الدنيا أيضا . ذلك ان المغفرة و كفران الذنوب و تطهير الواقع الفردي و الاجتماعي من آثار الانحراف و الفساد ، و تزكية النفس من قذر العقد و الاحقاد ، ان كل ذلك نعمة عظيمة يسبغها الله على المؤمنين في الدنيا ايضا كذلك الرزق الكريم يوفره الله لعباده المؤمنين ، الذين يرفضون الخضوع لاصحاب السلطة و الثروة ، و يتعالون على الذلة و الهوان ، او لم يقل ربنا سبحانه و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و الذين سعوا في ءاياتنا معاجزين أولئك اصحاب الجحيم ]اولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم في سبيل تعجيز آيات الله ، حسب ظنهم ، اي عرقلة مسيرتها ، و تعويق تطبيقها ، و تحديها و التكذيب بها أو تأويلها ، انهم اصحاب الجحيم و يسعى هؤلاء نحو الحاق العجز بالآيات ، بتحديها و مواجهتها ، فهم بعكس المؤمنين الذين يسلمون بالآيات ، و يقولون : كل من عند ربنا بلا مكابرة و لا جدال و يدخل ضمن هؤلاء اولئك الذين يكذبون بالآيات رأسا و اولئــك الذين يأولونها و يحرفون مواضعها ، مثل خدم السلاطين من علماء السوء و اولئك الذين يعوقون تطبيقها كالحكام الظلمة و اولئك الذين يحبسونها في حدود ضيقة و كلمة معاجزين من معاجزة ، على وزن مفاعلة و هي صرف الشيء عن وجهه و الانسان الذي لا يريد ان يطبق أوامر الله و شريعته يبدأ بتأويل الآيات القرآنية المحتوية على الاحكام و الشرائع فيبعدها عن مقاصدها ، و هذه هي المعاجزة يؤكد القرآن مثلا على محاربة الطاغوت ، اما المعاجز فيقول صحيح ان القرآن يؤكد علىمحاربة الطاغوت و لكن الطاغوت المقصود في القرآن هم فرعون ، نمرود و ليس هؤلاء طغاة اليوم ، و القرآن يحرم الربا ، و يقول المعاجز انما نأخذ الفائدة ان الآيات من الوضوح بحيث لم تدع سبيلا لتحريف مدلولاتها ، ان الطاغوت هو الطاغوت ، و لا سبيل الى التستر عليه بعد ان سلطت عليه الآيات القرآنية الاضواء الكاشفة ، ففرعون قال انا ربكم الأعلى و فلان حاكم قال مثل ذلك بعمله و تصرفاته . و هما سواء ، كما انه لا فرق بين الفائدة و الربا ان في القرآن الحكيم العلاج الناجح لأدواء الانسان و امراضه فالقرآن لا يشير الى العلاج فقط ، بل و يقوم ايضا بمعالجة الانسان مباشرة ، بشرط ان يتفاعل مع آياته ولا يعاجزها فيزداد مرضا على مرض |
|
11-10-2012, 02:50 PM | رقم المشاركة : 2 |
|
رد: الزمن عند الله
|
|
12-04-2012, 10:02 PM | رقم المشاركة : 3 |
رد: الزمن عند الله
جزآك آلله خير.. وجعله بموآزين حسنآتك.. وجزيت آلجنان بإذنه آلكَريم لرِوحك السعَآدَهـ |
|
|
12-15-2012, 02:22 PM | رقم المشاركة : 4 |
رد: الزمن عند الله
|
|
|
12-24-2012, 04:16 PM | رقم المشاركة : 5 |
رد: الزمن عند الله
سيــدتي يبقى لمساتكــ هي الاروع ومواضيعكـ هي الاجمل جزيت خيرا ع الطرح والله يعطيكم العافية وجودكـ في المنتدي شرف وفخرلنا لاتحرمينا من روعة وجمال ابداعكـ شكرا وعرفان لكــ ولـــــد ناس |
|
|
02-01-2013, 05:52 AM | رقم المشاركة : 6 |
|
رد: الزمن عند الله
بشرف حظوركم ,,, وتغنت البلابل طربا لعزف أناملكم أزكى أزهار الربيع لطهارة قلوبكم اشكر لك جميل حضوركم لروحكم جنائن الورد |
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|