عائشة تنشد الشعر فرحاً بمقتل الإمام علي (ع) ؟! -

[المستبصرة]

كنت تخبر أصحابك عن استشهادك
وكان أصحابك يقولون: " هو ينعي نفسه و نحن لا ندري"
وتقول وأنت على المنبر: « ما يمنع أشقاها أنى خضبها من فوقها بدم » وتضع يدك على شيبتك المقدسة .
وكنت في آخر أيام عمرك الشريف تذهب كل ليلة الى منزل أحد أبناءك ضيفاً عندهم للإفطار ، فلا تتناول أكثر من ثلاث لقيمات ، لكن أي لقيمات ، انها من خبز الشعير والملح الجريش ، ثلاث لقيمات فقط ؟ فيكون جوابك لسائلك : " يأتيني أمر الله و أنا خميص إنما هي ليلة أو ليلتان " .
في أول ليالي القدر تقف ناظرا الى السماء و نجومها قائلا : " و الله ما كـَذبت و لا كـُذبت و إنها الليلة التي وُعدت بها " ، وكأني أنظر اليك وقد توجهت بأبي انت وأمي في ظلمة السحر الى المسجد لأداء صلاة الفجر. ، وما أن تصله حتى علا صوتك بالآذان يطرق الأسماع ، فرحت ترتل توحيد الله من فوق مأذنة الشهادة مناديا ( حي على خير العمل ) ، انظر اليك بعين القلب وقد كبرت للصلاة ، وكأنك أبيت الا أن تكون شهادتك في المحراب كما كانت ولادتك في المحراب ، فأنت وليد المحراب وشهيده ، تلج في مسامعك قول أخيك صلي الله عليه و آله و سلم : " يا علي! أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك و أنت تصلي لربك و قد انبعث أشقي الأولين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة علي قرنك فخضب منها لحيتك " .
تبدأ مسيرتك الى الخلود بتكبيرة الصلاة ، لترتقي بالسجود متخذه سلما لعروجك الى السماء ، مخضبا شيبتك الشريفة ووجهك المبارك بسيف مسموم على رأسك من أشقى الأولين والآخرين عبد الشيطان ابن ملجم لعنه الله .

اني أعلم يا سيدي ورب الكعبة انك فزت فوزا عظيما والشهادة مطلبك ، والتضحية في سبيل الدين مقصدك ، لكن بقي لك محبين أدمى قلوبها مقتلك وذرفت مآقيها لمصيبتك منذ يوم شهادتك ، والى أن يقوم قائمكم عجل الله فرجه .
آهٍ آهٍ .... يا أبا الحسن .... شمت الشامتون وفرح المبغضون ، وكان أسعد لحظاتهم خبر مقتلك ، فراحوا يطلقون عبارات الزهو والخيلاء والتيه ، وصفا لهم الجو وطاب لهم العيش بعد أن غاب شخصك يا مفترس الأبطال ، وكانوا بذلك النبأ مستبشرين ، فرح في الشام وفرح في المدينة وفرح .. وفرح ...... ، هذا ما نقلته لنا كتب التاريخ والسير بكل وقاحة ودون حياء ، وكأنك لست أخ ونفس رسول الله وابن عمه وزوج بضعته الطاهرة ، وأول الناس اسلاما ، وجالي الكربات عن وجه رسول الله ، وقائد النصر العظيم ، فأنت المواسي ان تخاذل المتخاذلون ، والمقدام أن ولوا الدبر ، ومفرق الأحزاب وهادم اصنامهم .


سيدي لما بلغ نعيك إلى معاوية ، فرح فرحا شديدا وقال : إن الأسد الذي كان يفترش ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه ، ثم قال :
قل للأرانب ترعى أينما سرحت * * * وللظباء بلا خوف ولا وجل

و لما ان جاء عائشة خبر قتلك سجدت .
http://islamww.com/booksww/pg.php?b=4072&pageID=11

( طبقات ابن سعد 2 : 231 ، مسند أحمد 6 : 38 ، صحيح البخاري 1 : 162 ، صحيح مسلم 4 : 138 ، المستدرك 3 : 56 ) .

وقالت : فليصنع العرب ما شاءت فليس أحد يمنعها.
( الاستيعاب بهامش الإصابة : ج 3 ص 57 )

وأما فرح عائشة بقتلك فهو لا يقل عن سجودها شكرا ، فعندما انتهى إليها خبرك قالت :

فألقت عصاها واستقرت بها النوى * * * كمـا قر عيـنا بالإياب المسافر

قالت : فمن قتله ؟ فقيل : رجل من مراد فقالت :

فإن يك نائيــا فلقـد نعــاه * * * غـلام ليـس في فـيه التـراب


فقالت زينب بنت أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا ؟ فقالت : إني أنسى فإذا نسيت فذكروني
( تاريخ الطبري - ج4 ص115 ، ابن سعد في الطبقات الكبرى - ج3 ص40 ، وابن الأثير في تاريخه الكامل ج2 ص743 ، والبلاذري فيأنساب الأشراف ج3 ص263 ) .
http://islamww.com/booksww/pg.php?b=4009&pageID=1424
http://islamww.com/booksww/pg.php?b=3972&pageID=603
http://islamww.com/booksww/pg.php?b=3972&pageID=604

اللهم اللعن القائد والسائق والراكب
اللهم اللعن معاوية بن أبي سفيان
اللهم اللعن معاوية بن أبي سفيان
اللهم العن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام
اللهم العن غاصبي حقه
اللهم العن قاتلي عترة آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام
وبهذه الفاجعة الأليمة نرفع أحر التعازي إلى مقام ناموس الدهر و صاحب العصر الامام الحجة بن الحسن عجل الله فرجه بذكرى استشهاد جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والى مراجعنا العظام والمؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها ، فإنا لله وإنا إليه راجعون وعظم الله أجوركم جميعا .