العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات العامة ][¤©§][§©¤ > المنتدى العام
 
 

المنتدى العام من كل بحرٍ قطرة ومن كل بستان زهرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-29-2009, 08:55 PM   رقم المشاركة : 1
ياساقي العطاشى
( عضومتقدم )
 
الصورة الرمزية ياساقي العطاشى
الملف الشخصي





الحالة
ياساقي العطاشى غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

2 من هو............؟

اللهم صل على محمد وعلى آله الاطهار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


للباحثيين والباحثات...............من هو ؟
موضوعنا هو عبارة عن طرح سؤال من قبل أحد الاعضاء والاجابة عليه من قبل نفس العضو والسؤال هو ......."من هو؟"
يبحث فيها الباحث عن سيرة حياة أحدى الشخصيات الكبيرة من علماء عرب وعالميين في مختلف التخصصات والجوانب العلمية من فلاسفة وعلماء حوزويين وأكادميين
وفي اللغة العربية ومترجمين قدماء ترجمو الكتب القديمة الى العربية ورحالة ورؤساء وغيرهم من الاناس الذين يشهد لهم التاريخ بالمكانة وصناعة التاريخ في الاكتشافات العلمية وغيرها
كي نؤسس موسوعة متخصصة لأعضاء المنتدى في الشخصيات التي تذكر وكي يتم الاستفادة منها كمعلومات مفيدة وسريعة للحصول عليها
والله ولي التوفيق

وسأقوم أنا بطرح اول سؤال وهو:


السؤال الاول...........................من هو جابر بن حيان؟
مولده – نشأته:
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي. ولد في طوس (خراسان ) وسكن الكوفة، حيث كان يعمل صيدلانياً]. وكان أبوه عطاراً بنسبته الطوسي أو الطرطوسي، وينحدر من قبيلة الازد.
يقال إنه كان من الصابئة، ومن ثم لقبه الحرّاني، كان من أنصار آل البيت (بعد أن دخل الإسلام وأظهر غيرة عظيمة على دينه الجديد )، ومن غير الموالين للدولة العباسية في بداية حياته [
كان يعيش في ستر وعزلة عن الناس فقيل عنه إنه كان صوفياً.
ويقدّر الزمن الذي ولد فيه جابر بين 721 م – 722 م، أما تاريخ وفاته فغير معروف تماما. ويقال أنه توفي سنة 200 هـ أو ما يوافق 815 م
ويقول هولميارد Holmyard أن جابر عاش ما يقارب 95 سنة، ودليله في ذلك أن المؤلفات التي ألّفها لا يمكن إنجازها بأقل من هذا الزمن
رحل إلى الجزيرة العربية وأتقن العربية وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى على يد رجل عرف باسم (حربي الحميري) وقد يكون هو الراهب الذي ذكره في مصنفاته وتلقّن عنه بعض التجارب [
اتصل بالإمام جعفر الصادق (الإمام الخامس بعد علي بن أبي طالب ) ت 148 هـ، ويقال إنه أخذ علم الصنعة عنه، وتتلمذ على يديه، وعن طريقه دخل بلاط هارون الرشيد بحفاوة.
مدرسته:
أخذ جابر مادته الكيمياء من مدرسة الإسكندرية التي كانت تؤمن بانقلاب العناصر، وقد كان تطورها من النظريات إلى العمليات [ وقد درس جابر ما خلّفه الأقدمون، فلم يرَ من تراثهم من الناحية الكيميائية إلا نظرية أرسطو عن تكوين الفلزات، وهي نظرية متفرعة عن نظريته الأساسية في العناصر الأربعة: الماء، الهواء، التراب، النار].
ولم يعرف فقط كبار مفكري وعلماء العالم اليوناني، بل كان يعرف الكتب ذات المحتوى السري جداً مثل كتب أبولينوس التيتاني [ وزعم هولميارد أن المصدر الذي استقى منه جابر علومه في الكيمياء هو الأفلاطونية الحديثة
اكتشافات جابر الكيميائية الاخرى:
سنذكر بعضاً منها:
1- عرف جابر بأن الشب يساعد على تثبيت الاصباغ في الاقمشة، والعلم الحديث اثبت ذلك، (الشب = أملاح الالمنيوم).
2- توصل جابر إلى تحضير بعض المواد التي تمنع البلل عن الثياب، وهذه المواد هي أملاح الالمنيوم المشتقة من الحموض العضوية.
3- توصل إلى استخدام كبريتيد الانتموان، الذي له لون الذهب، ليعوّض عن الاخير الغالي الثمن.
4-تمكن من صنع ورق غير قابل للاحتراق، والعلم الحديث لايعرف حتى الان نوع هذا الورق.
5- أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحل بواسطة الحامض (الماء الملكي) وهذه الطريقة لازالت مستخدمة حتى الان.
6-مارس كثيراً من العمليات الكيميائية، كالتقطير، التكليس، التبلور، التصعيد، وعرف واكتشف الكثير من المواد الكيميائية.

لمحة عن كتبه:
ألفّ جابر عدداً كبيراً جداً من الكتب، يقال أنها تجاوزت – 3900 كتاب – كانت سبباً في الشك بوجوده، أو حتى نسبها جميعاً إليه.
له كتب في الكيمياء، الفلسفة، التنجيم، الرياضيات، الموسيقى، الطب والسحر ورسائل دينية اخرى.
تميّزت مخطوطاته وكتبه بوحدتها، مما يدل على أنها تابعة لمدرسة واحدة، والكتب التي تغلب عليها نزعة الكيمياء هي كتب السبعين والرحمة، أما الكتب التي تغلب عليها النـزعة الطبية فهي رسائل السموم [
ولجابر أسلوب لايشبه أسلوب باقي المؤلفين، فأسلوبه يتميز بالجدية، والفكرة الواحدة والتفكير العميق
وقد ذكر ابن النديم ما يزيد عن 360 مؤلفاً لجابر، يمكن الرجوع اليها في كتاب الفهرست وكذلك ذكرها كرواس في مؤلفه رسائل جابر [
يمكن أن نعدّ رسائل جابر في الكيمياء أول مظهر من مظاهر الكيمياء في المدنية الاسلامية، على الرغم من أن عدداً عظمياً من رسائله كان نصيبها الفناء، بينما بقيت بعض الكتب اللاتينية التي أُخذت عنها.






أرجومنكم التفاعل وشكرا لكم جميعا






التوقيع :
أيـا مهدينــا هــب للظهــور..............فقد عم الفساد والظلـم والجــور
قم يابن النبي طه المختار..............وأنقـــذ شيعتــك من الاشرار
قـم وأطلــب للحسين ثــأر...............فقد مــات عطشانا مـع الاحــرار

رد مع اقتباس
قديم 12-30-2009, 11:06 AM   رقم المشاركة : 2
قطيفيه مواليه
( عضوفضي )
 
الصورة الرمزية قطيفيه مواليه
الملف الشخصي





الحالة
قطيفيه مواليه غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

سلمت الانامل الذهبيه
لاحرمنا الله من موضيعك الرائعه
دمت نبراس شامخ للمنتدى
والله يعطيك الف عافيه
دمت في ود الباري
تقبلي مروري المتواضع
قطيفيهـ مواليهـ






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 12-30-2009, 05:56 PM   رقم المشاركة : 3
سعودي شرقاوي
:: عضو مميز ::

 
الصورة الرمزية سعودي شرقاوي
الملف الشخصي




الحالة
سعودي شرقاوي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

ما شاء الله فكره حلوة
لكن هل يتفاعل الجميع

من هو ابو الفضل العباس ؟؟؟






رد مع اقتباس
قديم 12-31-2009, 02:24 AM   رقم المشاركة : 4
%أسيرة الأحزان%
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية %أسيرة الأحزان%
الملف الشخصي





الحالة
%أسيرة الأحزان% غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟


هو العباس ابن أمير المؤمنين عليه السلام، وأخو سيد الشهداء عليه السلام وحامل لوائه يوم عاشوراء. والعباس في اللغة بمعنى أسد الغابة الذي تفر منه الأسود.



أمّه فاطمة الكلابية التي اشتهرت في ما بعد بكنية أُمّ البنين، وقد تزوّجها علي عليه السلام بعد استشهاد فاطمة الزهراء عليها السلام.



ذكر أنّه ولد في 4 شعبان عام 26 للهجرة بالمدينة، وهو أكبر أبناء أم البنين الأربعة الذين استشهدوا في كربلاء بين يدي الحسين عليه السلام. وعند استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام كان العباس في الرابعة عشرة من عمره، وفي كربلاء كان له من العمر 34 سنة. كنيته أبو الفضل وأبو فاضل ومن أشهر ألقابه: قمر بني هاشم، وساقي العطاشى، وحامل لواء الحسين، وحامل الراية، وأبو القربة، والعبد الصالح، وباب الحوائج و . . . إلخ.



تزوّج العبّاس من لبابة بنت عبيد الله بن العبّ‍اس (ابن عمّ أبيه)، ولد منها ولدان اسمهما عبيدالله، والفضل. وذكر البعض أنه له ابنين آخرين اسماهما محمد والقاسم.



كان العباس طويل القامة جميل الصورة، ولا نظير له في الشجاعة، وقد سمي بقمر بني هاشم لحسنه وجماله. وهو حامل لواء الحسين يوم العاشر، وساقي خيام الأطفال والعيال. وكان يتولّى في مخيم أخيه إضافة إلى جلب الماء، حراسة الخيم والاهتمام بأمن عيال الحسين عليه السلام.

وظل الاستقرار يسود الخيام ما دام هو على قيد الحياة، وهو كما قال الشاعر:



اليوم نامت أعين بك لم تنم

وتسهدّت أُخرى فعزّ منامها



في يوم عاشوراء استشهد أخوة العباس الثلاثة قبله، ولما جاء هو أخيه الحسين طالباً الأذن للبروز إلى الميدان، أمره أخوه بجلب الماء للأطفال العطاشى في الخيام. فسار أبو الفضل نحو الفرات وملأ القربة، وعند العودة للخيام اشتبك مع جيش العدو الذي يحاصر الماء، وقطعت يداه، واستشهد هناك. وقبل هذا كان قد برز للقتال عدّة مرات إلى جانب سيد الشهداء وقاتل جيش يزيد.



كان العباس عليه السلام مظهراً ورمزاً للإيثار والوفاء والتفاني. لما دخل الفرات كان في غاية العطش لكنه لم يشرب الماء بسبب عطش أخيه الحسين، بل وخاطب نفسه بالقول:

يا نفس من بعد الحسـين هوني

وبـعـده لا كنـت أن تكـونـي

هـذا الحسـين وارد المنــون

وتشـربيـن بـاردُ المـعـيـن

تـالله مـا هـذا فِـعَـالُ ديـني


وأقسم أن لا يذوق الماء(بحار الأنوار 41:45)، ولما قطعت يمينه أنشد يقول:



والله لـو قطعـتموا يمـينــي

إني أحـامـي أبـداً عن ديـني

وعـن إمـام صـادق اليقيــن

نجـل النـبي الطـاهر الأميـن

يا نفس لا تخـشي من الكـفـار

وابشـري برحـمـة الجـبّـار

مـع النبي السـيد المختــار

قـد قطـعوا ببغيهـم يسـاري

فاصـلهم يـا ربِّ حـرّ النـار



ترك استشهاد العباس مرارة وألماً في قلب الحسين، ولما سار مصرعه ووقف عند رأسه قال قولته الطافحة بالألم والأسى: "الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي"(معالي السبطين 446:1، مقتل الخوارزمي 30:2) وبقى جسده إلى جانب نهر العلقمي فيما رجع الحسين إلى الخيام وأخبر أهل البيت بمصرعه، ودُفنَ- حين دُفنت أجساد أهل البيت- في نفس ذلك الموضع. ولهذا السبب نلاحظ اليوم وجود هذه المسافة الفاصلة بين مرقد العباس ومرقد الحسين عليهما السلام.



إن للعباس عليه السلام مكانة جليلة، والتعابير الرفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة. وتنصّ زيارته المنقولة عن الإمام الصادق عليه السلام على عبارات من قبيل: " السلام عليك أيّها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين. . . أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه،المبالغون في نصرة أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه . . ."(مفاتيح الجنان:435)، وهي تؤكد على ما كان يتصف به من العبودية لله والصلاح والطاعة، وأنه استمرار لخط مجاهدي بدر، وأولياء الله والمدافعين عن أولياء الله .



و قد وصف الإمام السجاد عليه السلام المعالم البارزة لشخصية العباس بن علي بالشكل التالي: "رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عزّ وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل جعفر بن أبي طالب. وأنَّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة"(سفينة البحار155:2)



جاء اسمه في زيارة الناحية المقدسة على لسان الإمام المهدي عليه السلام، وسلّم عليه كالآتي: "السلام على أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي له الواقي، الساعي إليه بمائه، المقطوعة يداه. . ."(بحار الأنوار 66:45)



--- مأجورين ---

نسألكم الدعاء






التوقيع :



سيدي في القلب حاجه
هل لها منك انفراجه
إن مابي من عذابي
سيدي أرجو علاجه
سيدي إلى متى الإنتظار

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2009, 06:24 PM   رقم المشاركة : 5
ياساقي العطاشى
( عضومتقدم )
 
الصورة الرمزية ياساقي العطاشى
الملف الشخصي





الحالة
ياساقي العطاشى غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

اللهم صل على محمد وعلى آله الاطهار

الشكر الجزيل لكل من سعودي شرقاوي وأسيرة الاحزان للمشاركة التي هي جدا جميلة وأتمنى من أعضاء المنتدى التفاعل انشاء الله خدمةللجميع وشكرا لكم مرة أخرى






التوقيع :
أيـا مهدينــا هــب للظهــور..............فقد عم الفساد والظلـم والجــور
قم يابن النبي طه المختار..............وأنقـــذ شيعتــك من الاشرار
قـم وأطلــب للحسين ثــأر...............فقد مــات عطشانا مـع الاحــرار

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2009, 06:53 PM   رقم المشاركة : 6
خادمة ال محمد
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية خادمة ال محمد
الملف الشخصي





الحالة
خادمة ال محمد غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

من هو الامام الكاظم (ع)


الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)

الاسم: الإمام موسى الكاظم (ع)
اسم الأب: الإمام الصادق (ع)
اسم الأم: حميدة
تاريخ الولادة: 7 صفر سنة 128 للهجرة.
محل الولادة: الأبواء (بين مكة والمدينة)
تاريخ الاستشهاد: 25 رجب سنة 183 للهجرة.
محل الاستشهاد: الكاظميّة.
محل الدفن: الكاظميّة.

عصر الباقر والصادق عليهما السلام
باسمه تعالى
واكبت حياة الإمام الباقر عليه السلام فترة يقظة عند الأمة الإسلامية، يرافقها ضعف وانحسار في قدرات بني أمية. وكانت كل بضع سنوات تنكشف عن قيام جماعة ثائرة في وجه حكام بني أمية، يفضحون ظلمهم وجورهم ويعيدون إلى الذاكرة ما قاساه السجناء العلويون، ويدعون الناس للقيام والثأر لشهداء كربلاء وغيرهم.
في هذه الفترة، وقد أدرك الأمويون استفحال خطر الثورة والعصيان على حكمهم، اضطروا للتخفيف من عدواتهم لأهل بيت الرسول، وتجنب قتلهم وتعذيبهم وسجنهم علناً.
في هذه الظروف كان الإمام الباقر عليه السلام يقيم مجالس الدرس في المدينة وعلى أطرافها، وكانت دروسه تشمل كافة العلوم الإسلامية من عقائد وأحكام وتفسير للقرآن الكريم وشرح للسنة الشريفة.
بعد وفاة الإمام الباقر (ع) اشتدت الثورات المناهضة لحكم بني أمية، واتسعت رقعتها، وصار الناس أكثر ميلاً لأهل بيت الرسول (ص).
سار الإمام الصادق عليه السلام على درب أبيه، فتابع رعاية مدرسةٍ كبيرةٍ كانت تضم الكثيرين من الطلاب وتعرف بـ «جامعة أهل البيت». وتقاطر الناس من جميع الأقطار الإسلامية نحو المدينة، كي يسمعوا ويتعلّموا أحكام الدين الحنيف وغيرها من العلوم، من صادق آل محمدٍ عليه السلام، خاصة وأنّ تدوين الأحاديث كان ممنوعاً منذ ما قبل عشر سنواتٍ من عهده عليه السلام، وتقلب على دروس الإمام في بحر ثلاثين عاما ما ينوف على أربعة آلاف باحثٍ ومتعلم، ومن بينهم كثيرون من زعماء الحركات وقادة الجماعات والأحزاب. كما عرفت مجالسه المخالف والموافق والعدو والصديق من كل الفرق، دون أن يستطيع بنو أمية الوقوف في وجه هذا الإقبال العارم على دروسه عليه السلام.
وفي سنة 132 للهجرة سقط الحكم الأموي، وتسلّم السلطة بنو العباس في شخص أبي العباس السفّاح، وخلفه من بعده أخوه أبوجعفر المنصور.
كان المنصور من حضور درس الإمام، ولطالما استمع إلى أقواله ومواعظه، وكان - لذلك - على معرفة تامة بطريقه وطريقته. وقبل وصولهم إلى الحكم، كان السفاح وأخوه، ويعقوب بن داود، وأبو مسلم الخراساني، وأبو سلمة الخلال من كبار ذلك العصر، ومن أشدّ الناس عداءً للأمويين، وكانوا يتظاهرون بالحزن على السجناء العلويين المظلومين، والغضب للدماء التي أريقت في كربلاء، لكنهم بعد ظفرهم، صاروا يكشفون شيئاً فشيئاً عن خبيئة نفوسهم، وحقيقة مطامعهم، وجهروا بالعداء لأهل بيت الرسول. وما لبثوا أن ملأوا منهم السجون، ووضعوا في رقابهم السيوف.
في ذلك العهد، كان اسم الإمام جعفر الصادق (ع) يزداد شهرةً على شهرته في كافّة أنحاء العالم الإسلامي، وكان المنصور - كما قلنا - على معرفةٍ تامةٍ بمدى نفوذ الإمام، كما كان يدرك سموه وفضله وعلمه، وقد عاين بنفسه إقبال الناس على دروسه، فصمم على تعطيل هذه الدروس بأي ثمن، وأخفى نواياه في بداية الأمر، لكنّه لم يلبث أن جهر بها، وتشدد في ملاحقة أنصار الإمام ومريديه. وكان قد عيّن رجلاً سفّاكاً والياً على المدينة هو محمد بن سليمان، وكلفه بمراقبة الإمام والتضييق عليه. لكنه كان يحصد الفشل إثر الفشل.

الوصية العجيبة
في سنة 148 للهجرة توفي الإمام الصادق عليه السلام مسموماً، ولما بلغ النبأ المنصور أرسل إلى واليه على المدينة يأمره بالتنقيب عن وصية الإمام ليعرف الوصي الذي عيّنه من بعده. وأمره أن يقبض على هذا الوصي ويضرب عنقه فوراً.
قام الوالي بتفتيش بيت الإمام، فعثر على الوصية وقرأها، وكان مضمونها أنّ الإمام يوصي من بعده لخمسة أشخاص هم: المنصور نفسه، والوالي محمد بن سليمان، وولداه موسى الكاظم وعبد الله الأفطح، وزوجته حميدة.
حار الوالي في أمره، وأرسل للمنصور يعلمه بمضمون الوصية ويطلب تعليماته. لكنّ المنصور كان أكثر منه حيرةً وذهولاً، بعد ما رآه من ذكاء الإمام وسعة إدراكه، وعرف أنّه عليه السلام قد حسب لكل شيءٍ حسابه، وقال آسفاً: ليس إلى قتل هؤلاء من سبيلٍ.

الإمام الكاظم (عليه السلام)
تسلم الإمام موسى الكاظم (ع) الإمامة، في حين كان العامة من الناس يعرفون المنصور قائداً للمسلمين وخليفةً لرسول الله (ص)، وكان جواسيس المنصور منتشرين في كلّ مكان، يحصون على الناس أنفاسهم كي يتوصّلوا إلى معرفة اسم الإمام، وكانوا يمسكون بأي شخصٍ يثير شكوكهم، ويسومونه شتّى أنواع العذاب.
وضع المنصور بعد وفاة الإمام الصادق (ع) خططاً كثيرةً لإطفاء شعلة التشيع، فأوجد فرقاً كثيرة مختلفة. وقام بشراء مجموعة من الفقهاء، وعّاظ السلاطين في ذلك الوقت، وطلب إليهم - بعد أن أغرقهم بالأموال - أن ينشئوا مدارس تواجه مدرسة الإمام الصادق (ع)، وتميل بالناس عن التوجه نحو أهل البيت، وهيّأ لهم كافة الوسائل، وصار أعوانه يحثّون الناس على التوجه نحو مدارسهم. وكان عهده من أكثر العهود ظلاماً ومرارةً في التّاريخ الإسلاميّ، فقد بلغ ما أوجده من الفرق المختلفة عدداً يربو على مئة فرقة.
كان الإمام الكاظم عليه السلام، قد عاش مع أبيه عشرين عاماً، وكان على دراية تامّة بممارسات المنصور المعادية لأهل البيت عليهم السلام. وكان اسمه في ذلك الوقت ما يزال مكتوماً ومجهولاً، إلاّ عند بعض الخاصّة، وكانوا قلةً لا يجرؤون على التحدّث بشأنه جهراً، خوفاً من جواسيس المنصور، وكانوا يلقون شتى المصاعب في نقل تعليماته وتوجيهاته إلى أنصاره، أولئك الأنصار الذين باتوا حيارى لا يدرون لمن يرجعون في أمور دينهم، وأحد هؤلاء هو «هشام بن سالم» وسنعرف من قصّته التي سيرويها بنفسه مبلغ الحيرة التي كانت تلف أنصار الإمام عليه السلام.

قصة هشام بن سالم
قال هشام: «كنا في المدينة بعد وفاة أبي عبد الله (جعفر الصادق ع) أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق، والناس مجتمعون على عبد لله (الأفطح) بن جعفر على أنّه صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه وسألناه عن الزّكاة، فعجز عن إجابتنا، وتبيّن لنا أنّه بعيد عن العلم والمعرفة، وما هكذا يكون الإمام، وخرجنا من منزله لا ندري إلى أين نتوجّه، وإلى من نقصد. فبينما نحن كذلك، وإذ برجل شيخ لا أعرفه يومئ إليّ بيده، فخفت أن يكون عيناً من عيون المنصور، وقد كان له بالمدينة جواسيس يتحرّون له من يجتمع عليه الناس بعد جعفر بن محمد عليه السلام، ليأخذه ويضرب عنقه، فخفت أن يكون منهم، وقلت لصاحبي: تنحّ، فإنّي خائف على نفسي وعليك، وهو لا يريد سواي، فتنحّى عني بعيداً، وتبعت الشيخ، لظنّي بأنّي لا أقدر على التخلّص منه، فما زلت أسير معه، وفي ظنّي أنّي أسير إلى الموت، حتى ورد على باب أبي الحسن موسى عليه السلام، ثم تركني ومضى.
فإذا خادم بالباب، فقال لي: ادخل رحمك الله، فدخلت، فإذا أبوالحسن عليه السلام. فقلت له: جعلت فداك، مضى أبوك، قال: نعم. قلت: فمن لنا بعده؟ قال: هداك الله إلى ما تريد. قلت: جعلت فداك، إنّ عبد الله أخاك يزعم أنّه الإمام بعد أبيه، فقال: إنّ أخي عبد الله يريد أن لا يعبد الله. قلت: جعلت فداك، فمن بعد أبيك. فقال: إن شاء الله أن يهديك هداك. قلت: فأنت هو؟ قال: لا أقول ذلك
فقلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة. قلت له: عليك إمام؟ قال: لا.
فدخلني منه شيء لا يعلمه إلاّ الله إعظاماً وهيبةً. ثم قلت له: جعلت فداك، أسألك كما كنت أسأل أباك؟ قال: تخيّر ولا تذع، فإن أذعت فهو الذّبح فسألته، فإذا هو بحر (لكثرة علمه ومعارفه)، ثم قلت له: إنّ أصحابك ضلال (أي تائهون لا يدرون من إمامهم) فأدعوهم إليك؟ قال: من أنست منه رشداً (أي عرفت أنّه رشيد عاقل) فخذ عليه الكتمان، فإن أذاع فهو الذبح، وأشار بيده إلى حلقه.
ولما خرجت من عنده، لقيت صاحب الطّاق، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدى. وحدّثته بما جرى».
وأخذ أمر الإمام (ع) ينتشر، حتى اهتدى إليه أكثر أصحاب أبيه، ورجعوا إليه في مشاكلهم وأمور دينهم، بالرّغم من الرقابة الشديدة التي وضعها المنصور، لذلك فلم يكن هناك حديث عن مجالس الدرس والحديث وغيرهما من العلوم في أيّام المنصور، واقتصر الأمر على عدد قليل من أنصار الإمام، يحضرون إليه تحت أعذار مختلفة، حيث يأخذون عنه المعارف والعلوم الإسلامية، ويكتبونها، ثمّ يقومون بنقلها إلى الناس، في حذرٍ واحتياطٍ شديدين.
كان أنصار الإمام يكتبون أحاديثه ورواياته بأسماء مختلفةٍ، وكانوا يشيرون إلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام باسم «الرجل الصالح» أو «العالم» أو «ذاك الرجل». وكي لا يقعوا في أي إشكال، كانوا يكتبون أيضاً آراء فقهاء القصر، ويردفون آراء الإمام فيما بينها، كي لا يتمّ التعرف إليهم وإنزال الأذية بهم.

أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)
في هذه الظروف والمصاعب، كانت تعاليم الإمام عليه السلام تنتشر على أيدي أصحابه الأوفياء وتميّز ممّن نقلوا هذه التعاليم ثلاثمئة شخص كانوا أصحاب كتب ورسائل ومخطوطاتٍ، استطاعوا أن ينقلوا كتاباتهم إلى الأجيال القادمة، ومن بين هؤلاء، ستة عرفوا بالصدق والأمانة، وأجمع الرواة على تصديقهم وقبول رواياتهم عن الإمام، وهؤلاء الستة هم:
يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمدٍ. وكانت أقوالهم مقبولة موثوقة، ويعدّون من أقرب أصحاب الإمام إليه.
أمضى هؤلاء الستة حياتهم في التصدي لطواغيت زمانهم، وعملوا على نقل الأحاديث والعلوم القرآنية والإسلامية الصحيحة إلى الأجيال بعدهم.
كان يونس بن عبد الرحمن عالماً ورعاً، يعتبره الناس سلمان عصره (تشبيهاً له بسلمان الفارسي)، قضى حياته في تأليف الكتب وتدوين الأحاديث، وكان من المقرّبين إلى الإمام، الأمر الذي جعله دوماً عرضةً للملاحقة من قبل جواسيس السلطة.
أمّا محمد بن عمير فكان من كبار أهل زمانه، وقد كتب عن الإمام رواياتٍ وأحاديث كثيرة، وكان أيضاً من المقرّبين إلى الإمام، ولمّا اشتدت ملاحقة أعوان الرّشيد له، أخفى ما كتبه تحت التراب. وقد ألقي به أخيراً في السجن، وذاق شتى صنوف العذاب، لكنّه صمد ولم يفش اسم أحدٍ من أصحاب الإمام. وبعد أن أطلق سراحه. ذهب في طلب كتبه، فإذا بها قد اهترأت بكاملها.
توفّي الإمام في ذلك الوقت، فسارع ابن عمير إلى تدوين كل ما استطاع تذكّره من روايات وأقوال الإمام (ع)، وقد تقبل العلماء كتاباته على أنّها روايات صحيحة، وعملوا بها.
وهذه اللّمحة الموجزة عن رجلين فاضلين من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام.تعطينا صورة عما كانوا يقاسونه في سبيل الإسلام، وفي سبيل حفظ تعاليمه نقيّةً صحيحةً، بعيدةً عن تحريف الحكّام والفرق الدينية المنحرفة.

قصة صفوان بن مهران
يجدر هنا أن نذكر قصة شخصيةٍ أخرى من أصحاب الإمام الكاظم (ع)، وصاحب هذه الشخصية رجل يدعى «صفوان بن مهران» ويعرف بالجمال (وهو غير صفوان بن يحيى الذي تقدّمت الإشارة إليه). كان صفوان رجلاً ثرياً يمتلك الكثير من الإبل، التي كان أصحاب القوافل يستخدمونها في التنقل بين بغداد ومكة، وغيرهما، كما كان هارون الرشيد يستأجر جماله لهذا الغرض.
دخل صفوان على الإمام الكاظم يوماً فقال له:
يا صفوان، كل شيءٍ منك حسن جميل، ما خلا شيئاً واحداً.
قال صفوان متعجّباً: جعلت فداك، أي شيءٍ هو؟
قال الإمام : إكراؤك جمالك من هذا الرجل. (يعني هارون الرشيد).
قال صفوان: والله ما أكريته لصيدٍ أو لهوٍ، ولكني أكريته لهذا الطريق (يعني طريق مكة). ولا أتولاّه بنفسي، ولكن أبعث معه غلماني.
قال الإمام: يا صفوان، أيقع كراك عليهم؟ (أي هل تتقاضى أجرة جمالك من هارون وجماعته؟).
قال صفوان: نعم، جعلت فداك.
قال الإمام: أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراك؟ (أي أتحبّ بقاء هارون الرشيد حتى لا تضيع عليك أجرة إبلك؟).
قال صفوان: نعم.
قال الإمام: فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم فقد ورد النار.
فقام صفوان من عنده، وباع جماله من ساعته. فبلغ ذلك هارون الرشيد، فغضب غضباً عظيماً. لكنّه أخفى غضبه، واكتفى بلوم صفوان، نظراً لما لصفوان من مكانةٍ واحترامٍ بين الناس.

الإمام الكاظم (عليه السلام) وحكّام عصره
نعود الآن لنعرض ما جرى للإمام عليه السلام مع حكّام عصره من العباسيين؛ أمثال المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد.
طوى عليه السلام عشر سنواتٍ من إمامته في عهد المنصور، وكانت من أقصى أيام حياته، وأشدّ أيّام الإسلام ظلاماً وشدّةً، فقد كان المنصور يلقي القبض على أصحاب الإمام مجموعةً بعد أخرى، ثم يقضي عليهم بعد أن يسومهم صنوفاً من التعذيب، ويدفن أجسادهم في السّجون سراً، وقد اكتشف الأمر بعد موته، إذ فتحت السّجون، وعثر فيها على الجثث والعظام، وعرف الناس ما ارتكبه هذا الطاغية من مظالم، في تلك السجون الرهيبة.
وبعد هلاك المنصور، خلفه ابنه الغبيّ الماجن، المهدي العباسي، وكان هذا لا يخفي عداوته لأهل بيت الرسول، غير أنّه لم يبلغ مبلغ أبيه في القسوة والتنكيل. وقد تحسن وضع المساجين قليلاً في عهده.
حاول المهدي مرّة مضايقة الإمام عليه السلام، فاستدعاه إلى بغداد، ورمى به في السجن، لكنّه بعد حلم مرعب أبصره في إحدى الليالي، سارع إلى إطلاق سراحه، وأعاده إلى المدينة مكرّماً. وقد تعدّدت لقاءاته به مراتٍ خلال حكمه القصير، وجرت بينهما في إحداها محاورة تناولت قصة «فدك»، وهي المزرعة التي قدّمها الرسول (ص) لابنته نحلةً (أي هبةً)، لكنّها انتزعت منها بعد وفاته، وتناقلها الحكام فيما بينهم.
ويروى أنّ المهدي العباسي عرض على الإمام الكاظم عليه السلام. أن يردّ له مزرعة «فدك»، فرفض قبولها. ولما سأله عن سبب رفضه أجاب بأنّه لا يقبلها إلا بحدودها، فسأله: وما حدودها؟ فأجاب: إنّي إن حددّتها لم تردّها، فألحّ عليه المهدي، فحددّها عليه السلام كما يلي:
الحدّ الأول: عدن إلى الجنوب. فتغيّر وجه المهدي، ثم قال (ع): والحد الثاني: سمرقند إلى الشرق، فاربد وجهه، ثم قال: والحدّ الثالث: إفريقية إلى الغرب، فقال المهدي: والحدّ الرابع؟ قال: سيف بحر الخزر وأرمينية. عندها قال المهدي: لم يبق لنا شيء. فتحول إلى مجلسي. (أي تفضّل واجلس مكاني على العرش). فكان جواب الإمام (ع): لقد أعلمتك بأنّي إن حدّدتها، لم تردّها.
ويتبيّن من هذه الحادثة أنّ الإمام عليه السلام، كان يرمي إلى إفهام المهدي العباسي، أنّ البلاد الإسلامية كلّها في ذلك الحين، هي حقّ لأهل بيت الرّسول (ص)، وقد اغتصبت منهم، وليس مزرعة «فدك» فحسب، وأنّ المغتصبين لها هم الحكّام العباسيّون، والأمويّون من قبلهم. وهذا معنى قوله عليه السلام: إنّي إن حدّدتها، لم تردّها. لم يدم حكم المهدي العباسي طويلاً، حيث خلفه ابنه الهادي. وكان هذا رجلاً ضعيفاً، كما كان عهده قصيراً أيضاً، وخلفه من بعده ابنه هارون الرّشيد.

قصّة علي بن يقطين
كان هارون الرشيد أكثر الحكّام العباسيين قوةً واقتداراً، وشرع منذ بداية حكمه بالتضييق على العلويين وسجنهم وتعذيبهم، وحتى قتلهم. مما دعا الإمام إلى توصية أصحابه بالتخفّي، كي لا يقعوا في أيدي السفّاكين من أعوان الرشيد. وساعدهم هذا التخفي على نشر تعاليم الإسلام في جميع أنحاء العالم الإسلامي الواسع، كما استطاعوا العمل خفيةً في دوائر الدولة، وفي قصر الرشيد بالذات، الأمر الذي مكنهم من مساعدة المظلومين والمضطهدين. ومن أولئك رجل يعرف باسم «يقطين».
كان يقطين في البداية من خصوم بني أمية، وكان يدعو الناس للثورة، وتعرّف من خلال ذلك على السفاح والمنصور العباسيين، ونشأت بينهم صداقة قوية. وبعد انتصار العباسيين تولّى يقطين مناصب مهمّةً في الدولة، وكان رجلاً مؤمناً صالحاً ، ينفق أمواله في وجوه البرّ والإحسان، كما كان عوناً للمؤمنين. وقد عيّنه المنصور أخيراً قائماً بأعمال ديوانه.
كان ليقطين ابن اسمه علي، وكان علي كأبيه من خيرة أصحاب الإمام الكاظم (ع)، يتردّد عليه في الخفاء، وبعد موت أبيه يقطين حلّ مكانه، ثم توصّل إلى الوزراة في قصر هارون الرشيد، والرشيد لا يدري شيئاً عن ميوله.
كان عليّ بن يقطين يؤدي خمس وزكاة أمواله إلى الإمام بصورةٍ سريةٍ، وفكّر مرة بترك عمله في قصر الرشيد، لكنّ الإمام أوصاه بالبقاء، ليكون عوناً للمؤمنين.
ويروى أن الرّشيد أهداه يوماً ثوبا فاخراً منسوجاً بالذهب يلبسه الملوك، ويسمّى «الدّارعة»، فلما تسلّمها أهداها من فوره إلى الإمام مع مبلغ من المال بمثابة سهمه من الخمس والزكاة. فقبل الإمام المال وردّ الدارعة مع الرّسول وكتب إليه: احتفظ بها ولا تخرجها عنك، فسيكون لك بها شأن تحتاج معه إليها. تأثّر عليّ لردّ الإمام هديّته، لكنّه احتفظ بها، وجعلها في سفطٍ (وهو وعاء يعبّأ فيه الطيب وما يماثله)، مع بعض العطور، وختم عليها.
بعد مدة، غضب علي على غلامه، وكان الغلام يعرف ميوله إلى الإمام الكاظم (ع)، فسعى من فوره إلى الرّشيد وقال له: إنّ علي بن يقطين يقول بإمامة موسى الكاظم، وإنّه يحمل إليه زكاة وخمس أمواله، وقد حمل إليه الدّارعة التي أكرمتها بها.
اشتعل الرشيد غضباً حين سمع بذلك وقال: لأكشفنّ هذا الأمر، فإن صحّ عليه أزهقت روحه. ثمّ أرسل يستدعيه في الحال، ولما مثل بين يديه قال له: ماذا فعلت بالدّارعة التي كسوتك بها؟ فقال: هي عندي يا أميرالمؤمنين، في سفط مختومٍ فيه طيب، فقال له الرّشيد: أحضرها الساعة.
استدعى ابن يقطينٍ أحد الخدم وأمره بإحضار السفط بعد أن عين له مكانه، فلم يلبث الغلام أن عاد مسرعاً، ومعه السفط مختوماً، فوضعه بين يدي الرشيد، الذي فتحه ووجد الدّارعة فيه على حالها، فسكن غضبه وقال: ردّها إلى مكانها وانصرف راشداً، ولم أصدّق عليك بعد اليوم ساعياً (أي واشياً). ثم أمر بضرب الساعي ألف سوطٍ، فمات تحت السياط.
وعرف علي بن يقطينٍ بعد هذه الحادثة لماذا ردّ له الإمام الدّارعة.
هذه الحادثة، وحوادث أخرى مشابهة كشفت لعين الرّشيد مدى ما يتمتّع به الإمام من قدرة ونفوذ، إضافةً إلى ما ينقله إليه الوشاة والمغرضون من أخباره، وقد استدعى الرشيد مرةً علي بن إسماعيل، ابن أخي الإمام الكاظم بناءً على نصيحة يحيى بن خالد البرمكيّ، عدوّ الإمام، والذي يعرف حسد ابن أخيه له، وبعد أن غمره الرشيد بالمال والهدايا سأله عن أحوال عمّه، فقال علي: خلّفت عمّي في المدينة وهو في أحسن حالٍ، ولديه المال والرجال، حتى كأنّ هناك خليفتين: أحدهما في العراق والآخر في الحجاز
فهم الرّشيد مغزى أقوال علي بن إسماعيل فصمّم على التخلّص من الإمام، ثمّ أمر بالقبض عليه خفيةً وإيداعه سجن البصرة، غير أنّ والي البصرة ويدعى عيسى بن جعفر، عامل الإمام معاملة حسنةً، لما رآه من صلاحه وتعبّده وتقواه، ولمّا علم الرشيد بذلك أمر بنقله إلى بغداد، حيث أودعه في سجن الفضل بن الربيع البرمكي.
قضى الإمام في سجنه الجديد مدّةً طويلةً، غير أنّ الفضل بن الربيع لمس هو الآخر ما يتمتّع به الإمام من عظمةٍ، فصار يعامله باحترامٍ شديدٍ، وأمر بنقله إلى منزلٍ جيّدٍ، كما أمر بتخصيصه بأجود أنواع الطعام، واستطاع الإمام أن يتّصل بلفيف من أنصاره ويجتمع بهم في هذا المكان، كما استطاع أن يغادر المنزل أحياناً، ويقوم بجولاتٍ في المدينة يعود بعدها إلى مكان إقامته.
خاف الرشيد من اتّساع شهرة الإمام ومن التفاف الناس حوله، فأمر بنقله إلى سجن السنديّ بن شاهك، بعد أن أوصاه بالقسوة عليه.
طرح الإمام عليه السلام في هذا السجن، بعد أن قيّدوا يديه ورجليه بالسّلاسل. وبعد مدّةٍ طويلةٍ قضاها في سجنه أرسل الرشيد وزيره يحيى البرمكي، ينقل إليه أنّ الرشيد قد أقسم على إطلاق سراحه شريطة أن يقدّم له اعتذاره، وكان الرشيد يرمي إلى إذلال الإمام، وإظهار ضعفه أمام الناس، كما يثبت من جانبٍ آخر أنّه هو خليفة المسلمين.
عرف الإمام كلّ هذا، وكان ردّه على يحيى البرمكي: سيقع الفراق بيني وبين هارون عاجلاً، وسيحقق هارون ما يريد.
ولم يطل الأمر بعد أن كان الإمام قد أمضى في سجون الرشيد ما يقارب عشرين عاماً - حتّى أصدر الرّشيد أوامره الى السنديّ بن شاهك، بأن يدسّ في طعام الإمام حبّات من التّمر مسمومةً. وهكذا كان، وقضى الإمام عليه السلام شهيداً بالسّم، وأصدر فقهاء القصر وأطبّاؤه شهادتهم بأنّ الإمام توفي بعد إصابته بمرضٍ طبيعيٍّ، وليس لموته أي سبب آخر.
لكنّ الناس كان لهم رأي آخر، فهم يعرفون حقّ المعرفة سبب سجنه واستشهاده، ويعرفون حقّ المعرفة من هو المسؤول. ولا يزال مقامه عليه السلام في الكاظمية حتى اليوم شاهداً على جريمة هارون وأمثالها. لكنّ الجريمة مهما عظمت لن تحجب أنوار الإسلام ولن تطفئ شعلته {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متمّ نوره ولوكره الكافرون}.
صدق الله العلي العظيم.






التوقيع :
علي بجفوف اديه ما تلكه بصمات مسحهن كلهن بروس اليتامى....
نعم مادخل ويه الهادي للغار لان ظل بره اخذ دور الحمامه....
على عمه وابوه طالع يكولون غلط لا بل عليه طلعو عمامه....

اختكم خادمة ال محمد
http://imam3abbas.com/vb/search.php?searchid=120289

رد مع اقتباس
قديم 12-31-2009, 07:18 PM   رقم المشاركة : 7
ياساقي العطاشى
( عضومتقدم )
 
الصورة الرمزية ياساقي العطاشى
الملف الشخصي





الحالة
ياساقي العطاشى غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

اللهم صل على محمد وعلى آله الاطهار

أن مروركم على الموضوع قد زادني ثقة وأبتسامة لاتنمحي مني أبدا

جعلك الله بحق خادمة لمحمد وال محمد الاطهار

شكرا لكم جميعا






التوقيع :
أيـا مهدينــا هــب للظهــور..............فقد عم الفساد والظلـم والجــور
قم يابن النبي طه المختار..............وأنقـــذ شيعتــك من الاشرار
قـم وأطلــب للحسين ثــأر...............فقد مــات عطشانا مـع الاحــرار

رد مع اقتباس
قديم 01-01-2010, 10:54 AM   رقم المشاركة : 8
خادمة ال محمد
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية خادمة ال محمد
الملف الشخصي





الحالة
خادمة ال محمد غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

حشرك الله مع محمد واله بحق محمد وال محمديا اخي ياساقي العطاشى






التوقيع :
علي بجفوف اديه ما تلكه بصمات مسحهن كلهن بروس اليتامى....
نعم مادخل ويه الهادي للغار لان ظل بره اخذ دور الحمامه....
على عمه وابوه طالع يكولون غلط لا بل عليه طلعو عمامه....

اختكم خادمة ال محمد
http://imam3abbas.com/vb/search.php?searchid=120289

رد مع اقتباس
قديم 01-02-2010, 11:53 AM   رقم المشاركة : 9
قطيفيه مواليه
( عضوفضي )
 
الصورة الرمزية قطيفيه مواليه
الملف الشخصي





الحالة
قطيفيه مواليه غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

اطلالة على حياة الامام الصادق (ع)
الوليد في الاحضان
عصر الامام الصادق(ع)
الامام الصادق وشعائر الحسين (ع)
شعر في مدح الامام الصادق(ع)
مقتطفات من أحاديث الإمام الصادق ( عليه السلام )



اطلالة مختصرة على حياة الامام الصادق (عليه السلام)



اسمه : جعفر .

لقبه : الصادق ، الفاضل ، الطاهر ، الكافل ، الصابر .

كنيته : ابو عبد الله ، ابو اسماعيل ، ابو موسى .

ولادته : ولد سنة 83 هـ في 17 ربيع الاوّل في المدينة .

والده : الامام الخامس من أئمة الهدى الباقر (عليه السلام) .

والدته : فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر وتكنى « اُمّ فروة » .

جده : الامام الرابع من أئمة المسلمين السجاد (عليه السلام) .

ملوك عصره : منهم ابراهيم بن الوليد ـ ومروان الحمار آخر ملوك بني امية وعاصر ملوك الدولة العباسية منهم السفاح والمنصور الدوانيقي .

امامته : استلم مهام الامامة العظمى وله من العمر 34 سنة ، سنة 117 هـ .

اقامته : أقام مع جده 12 سنة ، وأقام مع أبيه 19 سنة وعاش بعدهما 34 سنة أيّام وسنين امامته .

صفته : كان (عليه السلام)أزهر الوجه أشم الانف أي فيه ارتفاع قليل من الاعلى ـ أنزع رقيق البشرة على خده خال أسود ، أسود الشعر في صدره شعر الى بطنه لا بالقصير ولا بالطويل .

فضائله : وهي كثيرة منها بالسند المتصل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)انه قال : اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب فسموه الصادق ، فانه سيكون في ولده سميّ له ، يدعي الامامة بغير حقها ويسمى كذاباً .

مكانته : لقد كان (عليه السلام)من الفضل بمان يقر له العدو والصديق ألتف حوله كافة العلماء والفقهاء والقراء كلهم كانوا يجلسون تحت منبر درسه وينهلون من رحيق أنفاسه علماً وأدباً وحكمة ، فكان أعلم الاُمّة في زمانه بلا منافس .

عمره : 65 سنة .

استشهاده : قضى (عليه السلام)متأثراً بسمٍّ دسه اليه المنصور العباسي ودفن في البقيع قرب قبور آبائه .

زوجاته : فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين الشهيد (عليه السلام)وحميده البربرية وهي اُمّ الامام الكاظم (عليه السلام)وكان له (عليه السلام)أولاد شتى .

أولاده : كان للامام الصادق (عليه السلام)عشرة أولاد ، اسماعيل الاعرج وهو أكبر ولد أبيه وتوفي في زمانه ، وادعت فرقة ضالة انّ الامامية فيه فاُطلق عليهم « الاسماعيلية » .

الامام الكاظم (عليه السلام) ، عبد الله العباس ، علي ، اسحاق ، محمد ، فاطمة الكبرى ، ام فروة ، أسماء .


الوليد في الاحضان

لقد كانت اللحظات الاخيرة للوضع ، وأهل البيت كلهم بانتظار هذا الوليد المبارك الذي بشّر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ومازال جده الامام زين العابدين (عليه السلام)يترقب هذه اللحظات ويبشر الال بولادة الصادق (عليه السلام) ، فقد كان يوماً مفعماً بالافراح والرياحين لانّه يوم 17 ربيع الاوّل ذكرى ميلاد خاتم الانبياء والمرسلين وجاء الوليد انه جعفر الصادق سادس الائمة الهداة ووريث علوم الانبياء والاوصياء ، فتلقفه جدّه بالاحضان والقبلات وغمرة الفرح والسرور ثم تناوله والده الكريم الامام الباقر (عليه السلام)فأجرى عليه المراسيم الشرعية من الاذان والاقامة والتصديق والعقيقة وهكذا عاش الامام الصادق (عليه السلام)بين رعاية الجد وعناية الاب فكان الاوّل يغذيه بكل معاني السمو والشموخ ، والثاني يوحي اليه بالفضل والكمال والرفعة . . حتى عاش بين الحكمة والاخلاق والعلم والزهد والعبادة فانطبعت روحه ونفسه بآثارهما ، فكان هذا أصله الكريم ومهده المبارك .


عصر الامام الصادق (عليه السلام)

لقد عاش الامام الصادق (عليه السلام)أهم مرحلة في تاريخ الاسلام وهو سقوط الدولة الاموية الظالمة وقيام دولة بني العباس فهذه المرحلة الانتقالية كانت لها ايجابيّات وسلبيّات وإفرازات وإنقسامات وتجدد وتغيّر طرأ على هيكل الاُمّة الاسلامية ككل في البدء كان العباسيون في طليعة أنصار آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)بل رفعوا شعارهم ضد بني اُمية « الرضا من آل محمد » ورد حقوقهم وأخذ ثاراتهم من ظلم الامويين ، ولكن سرعان ما تغير كل شيء وظهر دجل بني العباس وما كانت شعاراتهم تلك إلاّ لخداع الناس وتضليلهم فما أن استلموا زمام السلطة حتى بدأت حملاتهم الاجرامية الدموية ضد الشيعة وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)أيضاً وبدأت مرحلة جديدة من الاضطهاد والظلم .

فقد كانت الفترة التي حكم فيها أبو العباس السفاح اول ملوك بني العباس فترة الثورات وملاحقة بني امية ، فترك الشيعة وترك أهل البيت (عليهم السلام) فاستغل الامام الصادق (عليه السلام)هذه الفرصة للتدريس وفتح جامعته الضخمة في مسجد جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فأخذ ينشر العلوم التي منعها الامويون وكتم عليها الظالمون . . فانتشر علم آل محمد في الافاق وجاءت القوافل من طلبة العلم بالمئات الى المدينة ليحضروا دروس الامام الصادق (عليه السلام)فقد قدّر العلماء طلبة هذه الجامعة الضخمة بأربعة آلاف شخص كلّهم أخذوا العلم من الامام العظيم ، وكانت حلقات هذه الدروس متنوعة كالفقه والاحكام الشرعية مع مناقشة الادلّة ، وكعلم الكلام وتناول بعض المسائل الاعتقادية ومعالجة الشبهات الدخيلة ، وكعلم الطب والكيمياء وتفسير القرآن وعلوم الحديث . . وغيرها .
فاستطاع الامام الصادق (عليه السلام)أن يصنع طبقة كبيرة جداً من المثقفين والعلماء واستطاع خلال هذه الفترة المختصرة من الحرّية أن ينشر من العلوم ما ملىء والخافقين والى يومنا هذا .


الامام الصادق يؤكد شعائر جده الحسين (عليه السلام)

ومن ضمن المواجهات ذات الطابع السياسي الديني هي قضية الامام الحسين (عليه السلام) ، فلقد منع الامويون زيارة الحسين وأخذوا الضرائب من الزائرين ثم أمروا بقتل او سجن كل زائر واستمر الجور على قبره الشريف وعلى زائريه ، ولما انتهى أمرهم عمل الامام الصادق (عليه السلام)على اشاعة عدة اُمور منها :

1 ـ التأكيد على زيارة الحسين (عليه السلام)وانّ زيارته تُدخل الجنة .

2 ـ التأكيد على البكاء عليه وذرف الدموع .

3 ـ التأكيد على اقامة مآتم الحزن وإنشاد المراثي عليه .

4 ـ التأكيد على لبس السواد حزناً على الحسين (عليه السلام) .

5 ـ التأكيد على نشر أهداف ثورة الامام الحسين (عليه السلام)ومظلوميته وجرائم بني اُمية وفظيع أعمالهم .

وغيرها من محاولات وبرامج عمل عليها الامام الصادق (عليه السلام)حتى أعاد الاُمّة وربطها برموزها الحقيقية وأحيا ذكرى الطف الاليمة قولاً وفعلاً ، وفيما يلي بعض الاحاديث التي ذكرها الامام الصادق (عليه السلام)في هذا المجال .

قال الامام الصادق (عليه السلام) : ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رئي في دار هاشمي دخان خمس سنين حتى قتل عبيد الله بن زياد وقال : البكاؤون خمسة آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وعلي بن الحسين . . واما علي بن الحسين فبكى على أبيه الحسين اربعين سنة .

وقال : من أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى واحداً كتبت له الجنة .

وقال : من أحب الاعمال الى الله تعالى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) .

وقال : انّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي فانه فيه مأجور .

وقال (عليه السلام) لرجل كان يبكي على الامام الحسين (عليه السلام) : رحم الله دمعتك وبهذه البشارات والتصريحات حشّد الامام الصادق (عليه السلام)عواطف الاُمّة نحو الحسين (عليه السلام)وركّز في وعي الافراد حبّ الحسين (عليه السلام)وضرورة بكائه وقول الشعر فيه لكي يمتد ذكره المبارك الى يومنا هذا .

يا آية الاسلام

الدهر عن تحديد ذاتكَ يقصرُ
فجر طلعت على الزمان ، فأشرقت
يا آية الاسلام تلقف كلَّ ما
باعوا العقيدة بالنضار فحرّفوا
فاذا أحاديث النبي مناظر
وإذا المبادئ لا تسير لغاية
وتناست الاجيال عهدك غفلة
وصداك يخترق الدهور مدوّياً
يفنى الربيع بورده وغديره
في كلِّ شامخة لمجدكَ شارة
قد كافحتها الحادثات فلم تزد
رامت لتطفئ نور فضلك فانطفت
ماذا يقول الشاعر المتحيّرُ
آفاقه ، وانجاب ليل أكدر
أفك الاولى ظلماً عليه وزوّروا
ماشاءه ربُّ النُضار وغيروا
فيها يضيع السالك المتبصّر
ممسوخة منها الحجى يتذمر
واذا المطامع بالمبادئ تعثر
يوماً ليذكرك الزمان فيشكر
وشذاك فيها الخالدات تعطّر
وربيع ذكرك عاطرٌ متفجّر
وبكل رائعة لفضلك مظهر
والليل يطويه الصباح المفسر


مقتطفات من أحاديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) في العقل والعلم والتوحيد والعدل العقل:

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب ، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحديث رسول الله قول الله عز وجل . أفتتح بحثي بكلام أمير البلغاء : سئل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : صف لنا العقل ؟ قال : العاقل الذي يضع الشئ في موضعه . وقالوا : صف لنا الأحمق ؟ قال : لقد فعلت .

الكافي : أحمد بن إدريس . . . رفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له ( عليه السلام ) : ما العقل ؟ قال : " ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان " . قال : قلت : فالذي كان في معاوية ؟ قال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل ، وليست بالعقل

الكافي : . . . عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : فلان من عبادته ودينه وفضله ؟ فقال ( عليه السلام ) : كيف عقله ؟ قلت : لا أدري ، فقال : إن الثواب على قدر العقل . إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ، ظاهرة الماء ، وإن ملكا من الملائكة مر به فقال : يا رب ، أرني ثواب عبدك هذا . وأراه الله تعالى ذلك ، فاستقله ذلك الملك ، فأوحى الله تعالى إليه أن اصحبه ، فأتاه الملك بصورة إنسي فقال له : من أنت ؟ قال : رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك ، فكان معه يومه ذلك . فلما أصبح قال له الملك : إن مكانك لنزه وما يصلح إلا للعبادة . فقال له العابد : إن لمكاننا هذا عيبا ، فقال له : ما هو ؟ قال : ليس لربنا بهيمة ، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع ، فإن هذا الحشيش يضيع ! ! فأوحى الله إلى الملك ، إنما أثيبه على قدر عقله .

أمالي الصدوق : . . . عن جميل بن دراج ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : أصل الإنسان لبه وعقله ودينه ومروته حيث يجعل نفسه ، والإيام دول ، والناس إلى آدم شرع سواء

الكافي : . . . عن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة ( 1 ) . الكافي : . . . عن سماعة بن مهران ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده جماعة من مواليه ، فجرى ذكر العقل والجهل فقال ( عليه السلام ) : اعرفوا العقل وجنده ، والجهل وجنده تهتدوا . قال سماعة : فقلت : جعلت فداك ، لا نعرف إلا ما عرفتنا . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره . فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي . قال : ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فلم يقبل ، فقال له : استكبرت ؟ فلقنه . . . الخ .

الاختصاص : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون ، فإن أنكره فهو عاقل ، وإن صدقه فهو أحمق .

الناس كلهم في أربع : أولها : أن تعرف ربك . والثاني : أن تعرف ما صنع بك . والثالث : أن تعرف ما أراد منك . والرابع : أن تعرف ما يخرجك عن دينك . وهذه أقسام تحيط بالمفروض من المعارف ، لأنه أول ما يجب على العبد معرفة ربه جل جلاله ، فإذا علم أن له إلها وجب أن يعرف صنعه إليه ، وإذا عرف نعمته وجب عليه شكره ، فإذا أراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله ، وإذا وجبت عليه طاعته وجبت عليه معرفة ما يخرج عن دينه ليجتنبه فيخلص به طاعة ربه وشكر إنعامه .

احتجاجات الإمام ( عليه السلام ) ومناظراته
كانت للإمام الصادق ( عليه السلام ) احتجاجات ومناظرات كثيرة في شتى العلوم سواء الدينية منها والدنيوية ، مع أهل الملل والنحل ، والأديان الأخرى . سنورد بعضا منها لتعسر الإحاطة بجميعها .

1 - مناظرة في التوحيد : روي عن هشام بن الحكم ، أنه قال : سأل أحد الزنادقة الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلا : ما الدليل على أن الله صانع ؟ فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها ، ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني ، علمت أن له بانيا ، وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده . قال : فما هو ؟ قال : هو شئ بخلاف الأشياء ، أرجع بقولي شئ إلى إثباته ، وإنه شئ بحقيقته الشيئية ، غير إنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس ، لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا يغيره الزمان . / صفحة 28 / قال السائل : فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا . قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لو كان ذلك كما تقول ، لكان التوحيد منا مرتفعا لأنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم ، لكنا نقول : كل موهوم بالحواس مدرك بها تحده الحواس ممثلا ، فهو مخلوق ، ولا بد من إثبات كون صانع الأشياء خارجا من الجهتين المذمومتين : إحداهما النفي إذا كان النفي هو الإبطال والعدم ، والجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف ، فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين ، والاضطرار منهم إليه ، إنهم مصنوعون ، وإن صانعهم غيرهم وليس مثلهم ، إن كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا ، وتنقلهم من صغر إلى كبر ، وسواد إلى بياض ، وقوة إلى ضعف ، وأحوال موجودة لا حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها ووجودها . قال الزنديق : فأنت قد حددته إذ أثبت وجوده ؟ قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لم أحدده ولكني أثبته ، إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة . قال الزنديق : فقوله * ( الرحمن على العرش استوى ) ؟ قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : بذلك وصف نفسه ، وكذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه ، من غير أن يكون العرش محلا له ، لكنا نقول : هو حامل وممسك للعرش ، ونقول في ذلك ما قال : * ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) من العرش والكرسي ما ثبته ، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاويا له ، وأن يكون عز وجل محتاجا إلى مكان ، أو إلى شئ مما خلق ، بل خلقه محتاجون إليه . قال الزنديق : فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الأرض ؟ قال أبو عبد الله : في علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولكنه عز وجل أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ، لأنه جعله معدن الرزق ، فثبتنا ما ثبته القرآن والأخبار عن الرسول ، حين قال : " ارفعوا أيديكم إلى الله عز وجل " وهذا تجمع عليه فرق الأمة كلها . ومن سؤاله أن قال : ألا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد ؟ قال أبو عبد الله : لا يخلو قولك إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين ، أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا ، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه ويتفرد بالربوبية ، وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ، ثبت أنه واحد كما نقول ، للعجز الظاهر في الثاني ، وإن قلت : إنهما اثنان ، لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة ، أو مفترقين من كل جهة ، فلما رأينا الخلق منتظمة ، والفلك جاريا ، واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر ، دل ذلك على صحة الأمر والتدبير ، وائتلاف الأمر ، وأن المدبر واحد

وعن هشام بن الحكم ، قال : دخل ابن أبي العوجاء على الصادق ( عليه السلام ) ، فقال له الصادق ( عليه السلام ) : يا ابن أبي العوجاء ! أنت مصنوع أم غير مصنوع ؟ قال : لست بمصنوع . فقال له الصادق : فلو كنت مصنوعا كيف كنت ؟ فلم يحر ابن أبي العوجاء جوابا ، وقام وخرج .

وعن هشام بن الحكم ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن أسماء الله عز ذكره واشتقاقها ، فقلت : الله ، مما هو مشتق ؟ قال : يا هشام ، الله مشتق من إله ، وإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد الاثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد ، أفهمت يا هشام ؟ قال : فقلت : زدني ! فقال : إن لله تسعة وتسعين اسما ، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها ، ولكن لله معنى يدل عليه ، فهذه الأسماء كلها غيره ، يا هشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم للمحروق ، أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله غيره ؟ قلت : نعم . قال : فقال : نفعك الله به وثبتك ! قال هشام : فوالله ما قهرني أحد في علم التوحيد حتى قمت مقامي هذا . وروي أن الصادق ( عليه السلام ) قال لابن أبي العوجاء : إن يكن الأمر كما تقول - وليس كما تقول - نجونا ونجوت ، وإن يكن الأمر كما نقول - وهو كما نقول - نجونا وهلكت






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 01-02-2010, 04:46 PM   رقم المشاركة : 10
قطــــرات الندى
( عضوة مميزة )

الملف الشخصي




الحالة
قطــــرات الندى غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟








رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:30 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام