تأملات في خطاب السيدة زينب عليها السلام ...

[تاج النور]

خطاب السيدة زينب عليها السلام لأهل الكوفة...
قال بشير بن حذلم (خزيم ) ونظرت إلى زينب ابنة علي عليه السلام يومئذ فلم أر خفرة انطق منها كأنها تفرغ من لسان أمير المؤمنين عليه السلام وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ثم قالت :
"الحمد لله والصلاة على أبي (جدي) محمد وآله الطيبين الأخيار .
أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر! أتبكون ؟! فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم .ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء ؟ أو كمرعى دمنة أو كفضة على ملحودة ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون .
أتبكون وتنتحبون ؟! إي والله فابكوا كثيرا ،واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة سنتكم .
ألا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة .
ويلكم يا أهل الكوفة !أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ؟وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم ؟ وأي حرمة له انتهكتم ؟!لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء ( وفي بعضها) خرقاء شوهاء كطلاع الأرض أو ملاء السماء .
أفعجبتم أن أمطرت السماء دما ولعذاب الآخرة آخزى وأنتم لا تنصرون فلا يستخفنكم المهل فإنه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثأر وإن ربكم لبالمرصاد........"
قال الراوي : فو الله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شخصا واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول :" بأبي أنتم وأمي !كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونسائكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى "..
تأملات في خطاب السيدة زينب عليها السلام :
إن خطاب السيدة زينب عليها السلام كان يومئذ يتدفق كالشلال الهادر الذي ينحدر من قمة الجبل يجرف معه ما يواجهه من الصخور والأحجار التي يقتلعها عن مستقرها لا يصده شيء ويرغمك أن تفتح له سمعك وقلبك .......كذلك كان تأثير هذا الكلام يومئذ على ذلك الجمهور الغفير الذي جاء متفرجا على مأساة أهل البيت عليهم السلام وليس متعاطفا كما يتفرج الناس على أي مشهد يثير فضولهم ..فارغمهم الخطاب أن يعدلوا عن هذا الموقف إلى التعاطف والتفاعل وأبكاهم فأجهشوا بالبكاء وارتفع نحيبهم وصراخهم وهزهم من الأعماق . لقد احبطت السيدة زينب عليها السلام بكلماتها كل الجهد الذي بذله الطاغية في إدارة وإعداد هذا المشهد الإعلامي.
إنها كانت حمما وليست كلمات قذفتها ابنة علي والزهراء على كل ما شيده طاغية بني أمية في الشام وعاملهم في الكوفة فهدمت كل ما صنعوا من مجد كاذب وغرور وكبرياء وسلطان .
ولست أدري ماذا أودع الله تعالى في خطابها واشاراتها من التأثير والنفوذ والقوة يومئذ عندما أشارت إلى ذلك الجمهور المتفرج اللاغط :إن اسكتوا فسكنت الأنفاس والأجراس كما تقول الرواية .
وليس لنا أن نتوقف بالتأمل في كلمات ابنة الزهراء ووارثة علم علي وشجاعته وبلاغته ومن الخير أن نمضي مع هذا السيل الجارف المتدفق من الخطاب الزينبي الهادر ومن أهم النقاط التي تناولها الخطاب التاريخي لسيدة نساء كربلاء هي ..
1-الشجب والتأنيب والتقريع ..
كان أهل البيت عليهم السلام عند دخولهم إلى الكوفة بعد مأساة كربلاء بتلك الحالة المزرية يتحدثون مع أهل الكوفة بمرارة وألم وكانوا يؤنبون أهل الكوفة ويشجبون تخاذلهم عن نصرة الحسين عليه السلام وغدرهم وقعودهم عنه بل وخروجهم لقتال الحسين ومشاركتهم في محاربته ..أشد ما يكون الشجب والتقريع بعدما دعوه وكاتبوه ووعدوه أن ينصروه ويقفوا معه وذلك في قولها عليها السلام:
أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر! أتبكون ؟! فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم .ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء ؟ أو كمرعى دمنة أو كفضة على ملحودة ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون .
أتبكون وتنتحبون ؟! إي والله فابكوا كثيرا ،واضحكوا قليلا ، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا
2- عاقبة الخذلان...
ولن يطول الأمر بالذين تركوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحده في مقابلة بني أمية وبطشهم وانتهاكهم لحرمات الله حيث أن الحجاج أكثر منهم القتل وانتهك حرماتهم وأراهم الرعب والخوف والذل والبطش وتتنبأ الحوراء زينب عليها السلام بهذه العاقبة لاولئك الناس يومئذ حينما تقول :
وبعدا لكم وسحقا فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة .
3- التعميم في الخطاب..
يلفت النظر في هذا الخطاب ألتقريعي أن السيدة زينب عليها السلام تعمم التقريع والتأنيب بقتلهم للحسين عليه السلام على الحاضرين الذين استقبلوهم بظهر الكوفة فتقول: أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم ؟وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم ؟ وأي حرمة له انتهكتم ؟!لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء
إن هذا الخطاب كما هو ظاهر لا يخص الذين تولوا قتل الحسين وأصحابه عليه السلام وإنما يشمل جمهورا كبيرا من أهل الكوفة الذين تقاعسوا عن نصرة الحسين عليه السلام ورضوا بقتله ولم يغضبوا هؤلاء يشملهم الخطاب وملاك التعميم هو الرضا والسخط ...
4- الإمهال في العذاب..
وتنذرهم في هذا الخطاب بعذاب الدنيا وأليم عذاب الآخرة وأن لا يستعجلوا العذاب فإن الله تعالى يمهل ولا يهمل في قولها عليها السلام.:
أفعجبتم أن أمطرت السماء دما ولعذاب الآخرة آخزى وأنتم لا تنصرون فلا يستخفنكم المهل فإنه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثأر وإن ربكم لبالمرصاد........"
5- الإحباط ...
وتذكرهم زينب عليها السلام بقوله تعالى :
(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم)
فقد نقض القوم كل ما شيدوه وعملوه من قبل وقد كان فيهم من وقف مع علي عليه السلام في الجمل وصفين والنهر وان ولكن نقضوا كل ذلك في عاشوراء عام (61هــ) بخذلا نهم للحسين عليه السلام ووقوفهم إلى جنب الطاغية إن المحافظة على الأعمال الصالحة قد تكون أشق من أصل العمل وليس بقليل الذين أحسنوا وأصلحوا وعملوا الأعمال الصالحة ثم أفسدوا أعمالهم وأبطلوها..
6- علاقة الكوارث الكونية بسيئات الناس..
نجد في كلام السيدة زينب عليها السلام إشارتان جديرتان بالتوقف والتأمل في علاقة الكوارث الكونية والعذاب الإلهي النازل على الأرض بسيئات الناس وذنوبهم فهي تخاطبهم منذرة إياهم من عذاب الله "ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم وأي دم له سفكتم (لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) فالآثام والمعاصي تكون سببا في نزول الكوارث من زلزال وصاعقة وفقر وبأس كذلك تكون التقوى سببا في نزول الرحمة من لدن الله الى الأرض ويفتح الله تعالى على الناس بالتقوى بركات الأرض والسماء.
7- ما يقدمه الإنسان بين يديه الى الله ..
تقول الحوراء زينب عليها السلام في خطابها لأهل الكوفة "ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون " وهذه الفقرة من كلام السيدة زينب عليها السلام مقتبسة من قولة تعالى "ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون "
إن جزاء عمل الإنسان في الآخرة هو نتيجة عمله في الدنيا وهذه النتيجة هي باطن عمل الإنسان تترائى له في الدنيا بغير هذه الصورة وتتجلى له في الآخرة بصورته الحقيقية حيث يكشف عن بصر الإنسان فيرى واقع عمله وباطنه الذي كان يخفى عليه في الدنيا يقول الله تعالى :
"لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد " وكأن الإنسان كان في غفلة من حقيقة السيئة وواقعها وجوهرها فارتكبها فلما كشف عن عينه الغطاء بالموت وجد ما غفل عنه .

مأخوذ من كتاب: الخطاب الحسيني المرحلة الثانية للثورة الحسينية
المؤلف : سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي

[z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ]

يَع‘ـطِيِكْ رِبي ألَفْ عَ‘ــآآإفِيَه عَلىآ الطَرِحْالمُفِيدْ ..~
جَعَ‘ـلَهْ الله فِي مُيزَآإنْ حَسَنَـآتِك يوًم القِيَــآمَه ..
وشَفِيعْ لَكِ يَومَ الحِسَــآإبْ ..~

شَرَفَنِي المَرٌوُر فِي مُتَصَفِحِكْ العَ ـطِرْ ..~
تَقَبِلْ تَوآإجِدِي ..
زهرة
دُمتَ بَحِفْظْ الرَحَمَــــن

[تاج النور]

اللهم صلي على محمد وآل محمد

قال أمير المؤمنين عليه السلام:"عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار "

زادني شرفا مرورك العطر
دمت برعاية الله عزوجل

[حنين الروح]

الله يعـطيكـ الع ــآفيه
على الطرح المميز
بــ إنتظآر جديدك بكل شوق

[احرار الزهراء]

[تاج النور]

اللهم صلي على محمد وآل محمد

قال أمير المؤمنين عليه السلام:"عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار "

زادني شرفا مروركم العطر



نورت متصفحي برقي كلماتكم

جعلنا الله وإياكم ممن سعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته

دمتم برعاية الله عزوجل

[كلنا فداك يامحمد]

اللهم صلِ على محمــد وآل محمـد وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليك يا بطلة كربلاء....السلام عليك يا زينب الحوراء
السلام عليك يا اخت الحسن والحسين.....السلام عليك يا بنت امير المؤمنين
السلام عليك يا بنت فاطمة الزهراء.....السلام عليك يا بنت خذيجة الكبرى
السلام عليك يا بنت محمد المصطفى....السلام على أم المصائب زينب

زينب هي روح العطاء والشجاعه ...زينب هي مصــدر الصبر
بلغنــا الله وايـاكم زيارتها في الدنيا وشفاعتها في الآخــرهـ

بــآآآرك الله فيـــك غنآآآتي
وسلمت يمنــآآآك على هذا النقل الزينبي الموالي
تقبلي مروووري

[موالي الامام علي (ع)]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم عجل لوليك الفرج
جزاكم الله كل الخير على الموضوع الاكثرمن القيم
اختي الكريمة
حفظك الله وسدد خطاك لكل خير

رحم الله والديكم في الدنيا والاخرة و جعله الله في ميزان حسناتكم

السلام عليك يا ام المصائب

السلام عليك يا زينب الكبرى

السلام على المرأة الصالحة، والمجاهدة الناصحة، والحرة الابية، واللبوة الطالبية، والمعجزة المحمدية، والذخيرة الحيدرية، والوديعة الفاطمية. السلام على من اطاعت الله تعالى في السر والعلن، وتحدث بمواقفها اهل النفاق والفتن. السلام على من ارهبت الطغاة في صلابتها، وادهشت العقول برباطة جأشها، ومثلت اباها علياً بشجاعتها، واشبهت امها الزهراء في عظمتها وبلاغتها السلام على من حباها الجليل جل اسمه بالصفات الحميدة، وزادها قوةً وثباتاً على الدين والعقيدة، وشد الله عزمها في مواطن المحن الشديدة، والهمها جميل الصبر،‌ واكرمها جزيل الاجر

[تاج النور]

اللهم صلي على محمد وآل محمد








شكرا لمروركم العطر
نورت متصفحي بكلماتكم الراقيه












جعلنا الله وإياكم ممن سعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته












دمت برعاية الله عزوجل