العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر العقائدي ][¤©§][§©¤ > »●[ خط أحمر - Red Line ]●«
 
 

»●[ خط أحمر - Red Line ]●« قطرة من قطرات الحق نظهر فيها روىء محمد وآل محمد عليهم السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-22-2013, 05:12 PM   رقم المشاركة : 1
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Arrow النظام الإيراني يخدع المخالفين بشعارات الوحدة والتقريب

النظام الإيراني يخدع المخالفين بشعارات الوحدة والتقريب

أن ما يسمى بـ «التقريب بين المذاهب الإسلامية» على النحو الذي يطرح الآن ليس سوى ضرب من الخداع والدجل والنفاق والتضليل، فمعنى التقريب هو مناقشة المسائل الخلافية لا المسائل المشتركة التي ليس فيها اختلاف في وجهات النظر، فعليه ينبغي مناقشة تلك المسائل، ولكن ما يجري في هذه المؤتمرات هو الإتيان بكلام مكرر ومعاد في كل سنة إلى حد يبعث إلى الغثيان من قبيل ("يجمعنا دين واحد" ؛ "يجمعنا إله واحد" ؛ "يجمعنا نبي واحد" ؛ "يجمعنا كتاب واحد" ؛ "يجمعنا قبلة واحدة" ؛ "تجمعنا الصلاة خمس مرات في اليوم" ؛ "يجمعنا الحج" ؛ "يجمعنا الصيام" ؛ ....إلخ!!) فأين التقريب في هذا الكلام؟
أن من يريد أن يقرّب فأن عليه أن يناقش هل أنه يجب شرعاً ولاية أبي بكر وعمر أم البراءة منهما؟
فالمسلمون الحقيقيون هم من يتبرأون من أبي بكر وعمر وعائشة ولا يحترمونهم لكونهم ظلَمة ومدرسة هذا الإسلام لا تتولى الظالمين، أما المدارس الأخرى فتتولى الظالمين بما فيهم أبي بكر وعمر وعائشة، فهذه مسألة يجب أن تناقش.
إذا نوقشت هذه المسائل الخلافية بجرأة وشجاعة ورجولة على الملأ وعلى العلن في وسائل الإعلام، ستكون هذه المؤتمرات مستحقة لاسم «مؤتمرات تقريبية».
أما الكلام المطروح ("يجمعنا دين واحد" ؛ "يجمعنا إله واحد" ؛ "يجمعنا نبي واحد") فهو أكاذيب وتضليل وخداع كما أسلفنا، لأنه لا يجمعنا رب واحد فإله المسلمين ليس نفسه الإله الذي يؤمن به المخالفون ذلك الإله المجسّم الذي حينما خلق الخلق – كما تروي رواياتهم – تعِب بعد ستة أيام فاستلقى على ظهره ووضع رجلاً على الأخرى وقال: ”لا ينبغي إلى أحدٍ أن يجلس هذه الجلسة سواي“! فيفتون لذلك بأنه يحرم أو يُكره أن تضع رجلاً على الأخرى لأنها جلسة الله، فالله وحده هو من يجلس ويضع رجل على رجل! فهل هذا الإله الذي يؤمن به المسلمون؟ هل إله طوله أربعون ذراعاً هو إله المسلمين؟ هل إله المسلمين شاب أمرد؟ هل إله المسلمين له في كل يد خمسة أصابع فيضع السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والبحار على إصبع وأمور أخرى على إصبع ثم يتلاعب ويقول ”أنا الملك .. أنا الملك .. أنا الملك“!؟ هل إله المسلمين يركب على حمار وينزل في ليلة الجمعة فيستحب لذلك أن يضع له البعض – كما في بغداد – شيئاً من الحشيش والماء فوق السطح كي ينالون من بركته؟ هل إله المسلمين له خاصرة؟ هل إله المسلمين له رجلان؟ هل إله المسلمين يلبس أحياناً ثوب أحمر وأحيانا ثوب أخضر؟ هل إله المسلمين يلبس نعلان من ذهب؟ إلى درجة أن قال قائل عن هذا الإله ”اسالوني ما دون الفرج“ فهل هذا إله المسلمين أم إله اليهود الذين يؤمنون بعقيدة التجسيم؟
ولا يجمعنا نبي واحد اسمه محمد لأن صفاته مختلفة عند غير المسلمين فمحمد هذا عندهم إنسان وقح، ومهووس بالنساء يجامع إمرأته وهي حائض، ويصنع المنكرات التي منها أنه أراد أن ينتحر ثلاث مرات لأن جبرئيل قد تأخر عليه!، وسيء الأخلاق لا يعرف الأدب يبول وهو واقف أمام العالم وعندما يتجنبه من كان بجواره يناديه تعال تفرّج عليَّ كيف أبول، وإرهابي متوحش يسمل الأعين ويترك الناس تنزف من عيونها إلى أن تموت، ويصحح أخطاءه عمر بن الخطاب وتنزل الآيات في تأييد قول عمر فيقول لو كان نبي بعدي لكان عمر! وما تأخر عني الوحي إلا خشيت أن ينزل على عمر!، هل هذا نبي المسلمين أم أن نبي المسلمين هو نبي في قمة الأخلاق والأدب والمكارم ولا يخطئ ولا يعصي ولا يسهو وكان الأنبياء يتمنون إصلاح شسع نعله؟
فما يجمعنا هو مجرد ”عناوين“ مع اختلاف المحتوى، فلا إسلام متفق، ولا إله متفق، ولا نبي متفق.

وعليه فليجرؤ الضال التسخيري وأشباهه القائمين على فضائية الوحدة من العاقين لأهل البيت «صلوات الله عليهم» أن يناقشوا المسائل الخلافية في فضائيتهم حتى ندعمها، بدلاً من أن يبقون يريدون إبقاء الأمة مغيّبة ومضللة بالدعايات والفرقعة الكلامية الإعلامية بأنه يجمعنا العنوان الفلاني والعنوان الفلاني تاركين خلفهم القضايا الخلافية التي هجرانها يؤدي بالأمة المجموعة على هذه العناوين أن تتفرق إلى الجنة وإلى النار حيث سيدخلها من يعتقد بالإله المجسم، فهم لا يعملون على توعية الأمة عبر قنواتهم ووسائل إعلامهم ومؤتمراتهم التقريبية المزيّفة، وخلاصة القول فأن قناة فدك –على سبيل المثال– هي قناة تقريبية حقيقية لأنها تناقش المسائل الخلافية حتى تقترب وجهات النظر، في ظل عدم جدوى ترك المسائل الخلافية على حالها ومناقشة ”العناوين“ المشتركة بالهراء والنفاق والدجل من أجل مصالح حكومة إيران السياسية التي تريد أن توهم المخالفين أنها تريد جمع المسلمين على كلمة سواء بينما تستمر في تضليلهم وتجهيلهم.

أن مشروع قناة الوحدة الفضائية هو خلاف منهج أهل البيت «صلوات الله عليهم» لأنها لا تستقي أصول منهجها من خلال روايات أهل البيت إلى جانب الجبن الذي عندهم فهم لن يتمكنون أن يأتون برواية واحدة أن الإمام الصادق مثلاً قد عقد مؤتمر تقريبي مع أبي حنيفة فجلسا مع بعض ومدح الإمام الصادق أبا حنيفة ونعته بأنه ”أخونا في الإسلام وأخونا في الإيمان“ وقال (يجمعنا إله واحد ؛ يجمعنا نبي واحد ؛ يجمعنا قبلة واحدة) وإلى ما هنالك، بل أن العكس هو الذي كان يحصل حيث كان يأتي أبو حنيفة فيستحقره الإمام الصادق ويهرق ماء وجهه ويسخر به كأن يقول له ”لا تقس يا أبا حنيفة فأن أول من قاس أبليس“ أو يسأله أسئلة لاحراجه وبيان جهله أمام الناس فلا يحر أبو حنيفة جوابا كأن يسأله ”أيهما أعظم الصلاة أو الصوم؟“ فيقول أبو حنيفة ”الصلاة أعظم .. الصلاة عمود الدين“ فيتبع الإمام سؤاله ”فلِم الله عز وجل أوجب على الحائض قضاء الصيام دون الصلاة؟“ وإذا سأل أبو حنيفة من الإمام الصادق ”ما هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟“ يجيبه الإمام ”المعروف في أهل الأرض، المعروف في أهل السماء وذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب“ أي تأمر بولاية علي بن أبي طالب «صلوات الله عليه» و ”المنكر اللذان ظلماه حقه وابتزاه أمره وحملا الناس على رقبته أبو بكر وعمر“.

هذا بالإضافة إلى أن أهل البيت قد حرّموا الضحك في وجه المخالف، فقد وردت في الكافي الشريف وفي رسائل الشيخ الصدوق وفي مستدرك الوسائل للميرزا النوري روايات حاصلها أن من ضحك في وجه مخالف فليس منا، ولا تقبل منه صلاة أربعين يوما، وتحمل هذه الروايات على كبار المخالفين بالفعل لا مستضعفيهم العوام المساكين الذين ينبغي الضحك في وجوههم والابتسام معهم ومحاولة تقريبهم إلى الحق لأنهم مخدوعين، فالقرضاوي مثلاً لا يجوز الضحك في وجهه في المؤتمرات التقريبية واحتضانه بل العكس هو الذي ينبغي أن يحصل وهو البصق على وجهه، أما من يضحك في وجهه كالتسخيري مثلاً فأنه لمدة أربعين يوم لا تقبل صلاته إذا كان يصلي، فمشايخ المخالفين هم كبراء الضلال والسوء والدجل الذين بسببهم يبقى المخالفين العامة مخالفين لأهل البيت والواجب الشرعي فيهم هو فضحهم والاستهزاء بهم لا استضافتهم في إيران في أحسن الفنادق والصلاة خلفهم جماعة كما صلى جمع من المخابيل المعممين خلف القرضاوي في إيران في التسعينات وإن شاء الله يكون يوم القيامة إمامهم الذي يحشرون معه.

والخلاصة أن ما يسمى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية هو حركة سياسية نفاقية هرائية سخيفة بعيدة عن تعاليم أهل البيت عليهم السلام الذي وضعوا منهاجاً دقيقا هو معاملة المخدوعين من المخالفين بمنتهى الأخلاق ومنتهى الأدب وأحسن المعاشرة لكسبهم إلى الدين الحق والولاية والإيمان أما الكبار منهم فينبغي أن تكون كالسيف والسوط على ظهورهم كما قال الإمام العسكري عليه السلام – حينما أتاه رجل وسأله أن لنا جاراً من النصّاب المخالفين يحتج علينا بتفضيل أبي بكر وعمر وعثمان على أمير المؤمنين فماذا نصنع معه؟ – اذهب إليه وفل حده واكسر غرته ولا تبقي له باقية.
فمن يعمل بعكس تعاليم أهل البيت عليهم السلام يكون كالراد عليهم وكالراد على الله الذي يقول في صفات المسلمين المؤمنين المتبعين لرسول الله {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}، فلهذا لم يستضف أهل البيت يوما أحمد بن حمبل أو احترموه وبجلوه وقالوا عنه أخونا، بل نجد الإمام الباقر يجيب إسماعيل الجعفي الذي سأله عن رجلٌ يحب أمير المؤمنين عليه السلام ويتولاه ولا يتبرّأ من عدوه، ويقول: هو أحبُّ إليَّ ممن خالفه؛ بقوله عليه السلام: هذا مخلِّط وهو عدوٌّ فلا تصل وراءه ولا كرامة!.

لقد أنتهى ذلك الزمان الذي كان فيه إعلام السلطة الإيرانية هو الذي ينطق باسم التشيّع وجاء زمان الحوزات العلمية الشريفة وعلماء الدين الشرفاء الأتقياء المخلصين الولائيين الذين يكشفون حقيقة التشيّع للعالم ويخرجون للعالم ولاية أهل البيت على منهاجها الحقيقي بعيداً عن الخداع والتضليل والمصالح السياسية على حساب الدين، فتأتي محاولة النظام الإيراني باطلاق قناة الوحدة للنجاة بنفسه من المد الشيعي المتحرر من الانخداع بالخطاب الحكومي الإيراني الرسمي المهادن والمخادع الذي لا تبقى رايته أمام راية آل محمد.






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 08-22-2013, 05:12 PM   رقم المشاركة : 2
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: النظام الإيراني يخدع المخالفين بشعارات الوحدة والتقريب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

لا يكون مسلما من لا يعرف الحق لعلي أم لأبي بكر ؟

http://www.youtube.com/watch?v=S2sN3...eature=related

ونسألكم الدعاء.






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 08-22-2013, 05:13 PM   رقم المشاركة : 3
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: النظام الإيراني يخدع المخالفين بشعارات الوحدة والتقريب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



هذه (الوحدة) لا نريدها!

يبدو أننا مضطرون للسير في درب طويلة غايتها إعادة تشكيل العقلية الشيعية كي تعي جيدا المعنى الحقيقي لبعض المفاهيم والعناوين المطروحة هنا وهناك، وذلك لأن اللبس الذي أحاط بها كانت له اليد الطولى في عرقلة تحقق مشاريع النهضة الإمامية المنشودة.

لقد قدمنا تصورا للمفهوم الطبيعي للطائفية، وأوضحنا أن الاتفاق عليها يمهد الطريق نحو التعاون والتكامل الاجتماعي المبني على اعتماد حرية كل طرف في التعبير عن ذاته والعمل على تحقيق كيانه. واليوم نجد أن الحديث يلج بنا إلى باب جديد لا يقل أهمية عن الذي سبقه. وهو باب "الوحدة".

إن "الوحدة الإسلامية" شعار لطموح كبير لا شك أننا جميعا متفقون على ضرورة السعي لتحقيقه. بيد أننا نحتاج بداية إلى أن نستفهم من أنفسنا عن معنى هذه الوحدة وماهيتها وملامحها، وهذا ما لم نتفق عليه، فلكل مفهومه عن الوحدة، ولكل وجهته فيها، وهذا بحد ذاته جعلها مادة تفريق لا مادة توحيد كما يفترض من عنوانها! وليس الأمر إلى هاهنا فحسب؛ بل إنك تجد كثيرا ممن يدعو إلى الوحدة وينادي بها، هو أبعد من يكون عنها! فهي عنده ليست إلا شعارا مصلحيا يرفعه متى ما تطلبت مصالحه رفعه، وينكسه متى ما تطلبت نكسه.

أليست مفارقة أن يدعو بعضهم إلى الوحدة الإسلامية وهو في الوقت ذاته يرفض - بأطروحاته وتصرفاته - الوحدة بين بني جلدته من الموالين؟! أليست مفارقة أن يتدلف هؤلاء إلى العامة تحت شعار الوحدة إلى درجة ضرب نصوص الشريعة بعرض الجدار، بينما هم عندما يتعلق الأمر بالخاصة يضعون الحواجز والسدود التي تمنع شق أي طريق للالتقاء وبناء الوحدة الشيعية؟!

لننظر إليهم؛ إنهم مستعدون تمام الاستعداد لأن يقدموا التنازلات تلو التنازلات لأجل تحقيق الوحدة المزعومة مع الجناح الآخر، حتى وإن تطلب ذلك مثلا الإفتاء بجواز الصلاة خلفهم جماعة رغم أن تلك الصلاة باطلة قطعا، لأنها اقتداء بغير العادل لا تقره الشريعة! وحتى وإن تطلب ذلك الإفتاء بجواز السجود على السجاد والتكتف في الصلاة وعدم رعاية الوقت، رغم أن السجود على غير الأرض أو ما أنبتت من غير المأكول والملبوس باطل بنص من الصادق عليه الصلاة والسلام! ورغم أن التكتف بدعة ابتدعها لاطم الزهراء وكاسر ضلعها صلوات الله وسلامه عليها! ورغم أن عدم رعاية الوقت يعني أن الصلاة غير مجزية لأن وقتها لم يدخل بعد! ولكنهم يبررون لكل ذلك بالقول: إن الوحدة الإسلامية ضرورة تتطلب ذلك التنازل وذلك التغاضي عن قوانين الشارع المقدس!

حسنا.. فلننظر نظرة ثانية إليهم؛ إنهم يرفضون تمام الرفض أن يفتوا بجواز الصلاة خلف العالم التقي العادل الإمامي مادام غير مقتنع بفقاهتهم وغير مقر بولايتهم السياسية التي هي - عندهم - فرض مفروض على جميع المسلمين! وهم يرفضون تمام الرفض أن يتخلوا عن التنكيل بمن يخالفهم الرأي حتى وإن كان من نواب صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام، فيسجنونه ويعذبونه ويتهمونه بالعمالة، رغم علمهم أن هذا الجور هو ما يخلق العداء في النفوس ويحول دون تحقيق الوحدة! وهم يرفضون تمام الرفض التنازل عن أيٍّ من أطروحاتهم السياسية التي تسبب الفتنة في أوساط المجتمع الإمامي وتقسمه على ذاته، بين من يعتقد بأن دينه يقوم على خمسة أصول كما قرر الأئمة المعصومون صلوات الله عليهم، وبين من يعتقد بأن دينه يقوم على ستة أصول منها "ولاية الفقيه" كما قررته مناهجهم الدراسية والحوزوية!!

عجبا لهؤلاء! تجدهم يتشدقون بشعار الوحدة الإسلامية ويستذبحون لأجله ويتباكون عليه؛ في حين أنهم يديرون ظهورهم ويولون أدبارهم لمن يدعوهم إلى تحقيق الوحدة الأوْلى مع إخوان لهم يشتركون معهم في عقيدة الولاء لأهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام!

لقد كشفت هذه المعادلة حقيقة تلك الدعوة وذلك الشعار، إنها دعوة جوفاء وشعار وهمي أريدَ به تحقيق مكاسب سياسية في ساحة الطرف الآخر ليس إلا، وإن كان ذلك على حساب أحكام دين الله عز وجل وتعاليم أوليائه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

هؤلاء بلغت استماتتهم في ما هم ماضون فيه لأن يتطاولوا على شعائر الدين الحق، ويوجهوا لومهم إلى من يلتزم بها ويحث عليها، بدعوى أن تلك الشعائر تسهم في توسيع الفجوة بيننا وبين العامة. وعلى هذا أصبح عند هؤلاء من يلتزم بيننا مثلا بالشهادة الثالثة المقدسة ويرفعها على المنائر والمنابر "طائفيا يروم الفتنة والفرقة"! وبات في نظرهم من يتحدث عن ظلامات الزهراء صلوات الله وسلامه عليها "طاعنا في الوحدة الإسلامية"! وانظر إلى ما حدث قبل أيام في قم المقدسة حينما منعت السلطات مجلسا تأبينيا لذكرى استشهاد سيدنا المحسن بن علي السقط صلوات الله عليهما لإدراكها بأن هذا المجلس سيشتمل على إدانة واضحة لأئمة الضلال وحكام الجور! وليتها اكتفت بالمنع، بل طال الأمر اعتقال المنظمين وسجنهم واستجوابهم، وأين؟ في عش آل محمد.. قم المقدسة! وعلى هذه فقس.

بل لقد بلغت فيهم جرأتهم أن يصف أحد رموزهم السالفين انكباب الموالين على مراقد أهل بيت الرحمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، واللجوء إلى أضرحتهم المقدسة والتذلل عند عتباتهم الطاهرة والتضرع تحت قبابهم المشرفة، أن يصف ذلك كله "عملا جاهليا"!! فتراه يقول في سياق وصية أوصى بها: "على الأخوة الإيرانيين وجميع الشيعة في العالم أن يتجنبوا الأعمال الجاهلة التي تؤدي إلى تفريق صفوف المسلمين، وعليهم أن يشتركوا في جماعات أهل السنة، وأن يتجنبوا عقد صلاة الجماعة في البيوت، وإلقاء النفس على القبور الطاهرة والأعمال المخالفة للشرع"!!

أفٍ للدهر! كيف أصبح إلقاء النفس على قبور سادة الخلق عملا جاهليا مخالفا للشرع؟! بل كيف سوغ هذا لنفسه أن يقول ما يقول؟! أ كل ذلك لأجل الوحدة التي يتشدقون بها؟! ألا سحقا لهذه الوحدة التي يريد دعاتها جبر المؤمنين على التخلي عن ولائهم وشعائرهم وأحكام دينهم.

وإذا أردنا العجب فإنا سنراه في وصية أخرى من تلك الوصايا، عندما دعا صاحبها إلى الاهتمام بمؤلفات ابن عربي وملا صدرا وسيد قطب وغيرهم من أئمة الضلال المروجين لأفكار الشرك ووحدة الموجود العرفانية الصوفية. فهاهو هنا يسبح بحمد هؤلاء ويسبغ عليهم أثواب المديح المفرط، بينما هو هناك قد اعتبر أن الزحف للمراقد المطهرة عملا من أعمال الفرقة وضربا من ضروب الجهل! فانظر كم هي مفارقة بين هذه وتلك! بل انظر كم هي مفارقة أن يقوم هؤلاء أحيانا بالترضي على الوغديْن أبي بكر وعمر والامتناع عن ذكر ما اقترفاه بينما هم يحاولون التملص من أي ذكر لمآثر أهل البيت عليهم السلام ومناقبهم ووصاياهم وتعاليمهم!

لقد آن الأوان لكي يزال هذا القناع الزائف، آن الأوان لكي يدرك المؤمنون أن هذه الدعوات والشعارات لم تأت إلا على أرضية السياسة وما تتطلبه من مداهنات ومغازلات. لقد فرضت المصالح السياسية واقعا بائسا حرف من مسار العقيدة وجعلها تصب في خدمة جهاز الحكم ليس إلا. وهذا الأمر هو ما فتح الباب مشرعا أمام حدوث تغييرات عدة يمكن لها أن تشكل "إسلاما" جديدا مبتدعا كما كان الأمر منذ الانقضاض على الشرعية الإلهية في يوم السقيفة الأسود.

ومن المضحك المبكي أن هؤلاء يستدلون في دعوتهم تلك إلى الآية الكريمة: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" فتراهم يجعلونها تبريرا لتخليهم عن ثوابت العقيدة والأحكام والشعائر.. أفلا يعلم هؤلاء أن المقصود بحبل الله هو ولاية أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم الصلاة والسلام؟! ألم يستمع هؤلاء إلى حديث الإمام الباقر عليه السلام إذ قال في تفسيره لتلك الآية: "إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان من قبلهم، فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد عليهم السلام ولا يتفرقوا، فآل محمد هم حبل الله".

ما ذنبنا نحن إن كان القوم قد تفرقوا عن حبل الله وتركوه ونبذوه؟ هل المطلوب منا أن نترك حبل الولاية ونتمسك بخيوط حاكتها أيادي أهل السقيفة والأمويين ومن على شاكلتهم لأجل إرضائهم وتحقيق الوحدة المزعومة معهم؟!

نحن هنا لا نسجل موقفا مناهضا للوحدة أو رافضا لها، ولكننا نريد أن نوضح مفهومها الحقيقي الذي نراه، والذي استقيناه من أهل العصمة عليهم السلام. إن الوحدة لا تبتنى على الشعارات، ولا تقوم على إذابة الفوارق، ولا على هدم الثوابت والمرتكزات، وإنما هي تقوم على أرضية ذات حدود ثلاثة هي: الإيمان بالتعددية العقائدية والطائفية في ما هو مختلف فيه، والتعاون الإيجابي في ما يعود بالنفع على الأمة، وتوحيد المواقف في ما يواجهها من أخطار محدقة.

نحن لنا عقيدتنا، وللغير عقيدتهم. نحن ندعو إلى ولاية أهل البيت عليهم السلام، وللغير أن يدعوا إلى سلفهم. نحن نمد يد التعاون لتحقيق الصالح العام، وعلى الغير أن يقابلوها بالترحاب. نحن نلتحم مع الكل لأجل مواجهة تهديد خارجي، وعلى الغير أن يفعلوا ذلك أيضا.

بهذه المعادلات، نتمكن من تحقيق الوحدة الحقيقية، الوحدة التي تؤدي إلى نماء المجتمع الإسلامي، من دون أن يفرط أي أحد بثوابته العقائدية ومرتكزاته الفكرية. وإذا أردنا أن نتوسع في مفهوم الوحدة، فإننا نراها تتمثل في خلق أجواء للحوار الحر المتبادل، حتى يتبين الحق من الباطل، فتعرف الأمة هل أن الحق مع آل النبي عليهم السلام أم مع غيرهم؟ وبهذا يتمسك الجميع بحبل الله ولا يتفرق عنه، ويعود الجميع إلى ولاية الله وولاية أوليائه صلوات الله عليهم.

هذه "الوحدة" هي التي يريدها منا الله تعالى، وهذه "الوحدة" هي التي تمهد الطريق نحو ظهور مولانا صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام وقيام دولته الإلهية العادلة المباركة.

أما "الوحدة" التي يبغي أصحابها أن نتخلى فيها عن أصول ديننا وأسسه فضلا عن أحكامه ونصوصه لأجل تحقيق المكاسب السياسية، فلا نرضاها لأنفسنا، ولا نرضاها للآخرين أيضا. وعلى أمثال هؤلاء أن يعرفوا أن لهم يوما سيلاقون فيه نبيهم وأئمتهم، وعندها أنّى لهم أن يجيبوهم إذا ما سألوهم: "كيف ضربتم بتعاليمنا وأحكامنا عرض الجدار لأجل مكاسب الدنيا؟! بل كيف قادكم تملقكم لمن جحد ولايتنا إلى امتناعكم عن نصرتنا والتعريف بمظلوميتنا والتبري من قاتلينا وظالمينا؟!".

.. هل لهؤلاء من جواب يومها؟!






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 10-17-2013, 01:31 AM   رقم المشاركة : 4
أم عباس 5
يا بقية الله

 
الصورة الرمزية أم عباس 5
الملف الشخصي




الحالة
أم عباس 5 غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: النظام الإيراني يخدع المخالفين بشعارات الوحدة والتقريب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها والعن ظالميها


لم ولن نقبل بالوحدة العقائية

جزاكم الله خير






التوقيع :
اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:21 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام