العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى أبو الفضل العباس عليه السلام
 
 

منتدى أبو الفضل العباس عليه السلام شذرات من سيرة أبو الفضل العباس عليه السلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-02-2009, 12:56 PM   رقم المشاركة : 1
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

2 حضور العباس(ع) اليومي في حياة العراقيين

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلِ على محمد على آل محمد وعجل فرجهم الشريف

حضور العباس(ع) اليومي في حياة العراقيين

كنت واقفاً عند مرقد العبّاس (ع) وكان ممتلئاً بالزائرين .. فـحدثت جلجلة وبلبلة ، وساد التوتر المقام .

كان عمري إذ ذاك ، ثلاثة عشر عاماً ، و كان حب الاستطلاع يأخذ مني كل مأخذ ، فوقفت أستطلع الأمر، و أستجلبه.

رأيت مجموعة مكونة من عشرة أشخاص تقريباً، يمسكون برجل منهم، وهم يجرّونه بعنف، وهو في أشــدّ حالات الذعر و الخوف : زائغ البصر، منزوع الفؤاد، تعلو وجهه اصفرارة الذهول .. كان واضحاً أن لأولئك الرجال شأن غير إقـامة الصلاة والدعـاء والزيـارة .

ضـَرَبَ الناس حولهم طوقاً ، واشرأبت الأعناق لتستطلع و سكتت الأنفاس لتستمع ,

قلت للواقف جانبي : ما هذا ؟

هنا توقف المتّهم عن ذكر هذه الجملة، و بقى صامتاً ..

فكرّر الخادم كلامه ،

ولكن الرجل تلعثم و لم يقل شيئاً ،

فصرخ فيه أحدهم : " ويلك احلف "

ولكنه رفض الكلام وتغيّر لونه.

كنت أنا - مثل غيري - مأخوذاً جداً بهذا الموقف , وبعد أن كرّر الخــــــادم تحليفه ثلاث مرات ، و لم يحلف الرجل أخذ أصحابه يجرّونه إلى خارج المقام وهم يصرخون :

" أيها القاتل العبّاس كشف جريمتك .. " فاعترف بالحقيقة ,

فقال الرجل بصوتٍ ضعيف " اسمحوا لي ، فأنا قاتل صاحبكم ".

في العراق لا يحلف الناس بالعبّاس كذباً، ويعتقدون أنه -عليه السلام- سوف ينتقم ممن يفعل ذلك ، ومن هنا فإن قضية التحليف به يستخدم في القضايا الهامّة ، مثل براءة المتهمين و إدانة المجرمين.

ذلك نموذج واحد من مظاهر حضور العبّاس (ع) اليومي في حياة الناس ، ليس فقط في العراق وإنما في العالم كله ,

ومن المظاهر الأخرى لحضوره اليومي : قيام الألوف بزيارة مقامه كل يوم ، سواء من أجل الحصول على الوسائل في الحياة ، أو من أجل الحصول على الغايات ، فالعبّاس يحرّك زائريه نحو أنبل المعاني الإنسانية التي كان يجسّدها في حياته، كما أنـّه وسيلة لقضاء حوائجهم اليومية .

وليس مرقده إلا ذلك المكان الذي يتوجه فيه الناس إلى المعنى، قاطعين مسافة الزمان الذي يفصلهم عن زمانه، بمجرد الوقوف عند ضريحه قائلين له : " سلامُ الله و سلام ملائكته المقرّبين، و أنبيائه المرسلين، و عباده الصالحين و جميع الشهداء و الصديقين، و الزاكيات الطيبات، فيما تغتدي و تروح عليك يابن أمير المؤمنين.. أشهد لك بالتسليم و التصديق و الوفاء و النصيحة لخلف النبي المرسل، و السبط المنتجب، و الدليل العالِم، و الوصي المبلّغ "

"و أشهد الله، أنك مضيت على ما مضى به البدريّون، و المجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابّون عن أحبائه.."

وهم بهذه الكلمات يستعيدون التاريخ الماضي، و يستعرضون بطولات البدريّين و المجاهدين..
كما يتذكرون ما فعله العبّاس في تاريخه..

فأنت في حضور العبّاس تشعر وكأنّك تراه واقفاً في يوم عاشوراء بقدّه الرشيق، و طلعته البهية، ماسكاً بسيف عليّ، وراية الحسين ، يدافع عن كل النبوات و الرسالات السماوية ، فتعيش معه أجواء ملاحمه و بطولاته.

إنّ مرقد العبّاس (ع) اليوم مزار مئات الألوف، يأتونه من كل فج عميق، لأنه يذكّرهم بالله .. فهو مقصد المؤمنين ليس كهدف، بل كوسيلة، وضريحه مكان للدعوة إلى الله، والتضرع إليه ، و إعلان الولاية لأولياء الله، والتبرؤ من أعدائه.

في حضور العبّاس تكون في الصلاة كلّ الخشوع لله تعالى ، فالصلاة في محراب الشهداء هي الصلاة الحقيقية، وهي تختلف عن ألف صلاة مزيفة أخرى.. إنها تختلف عن الصلاة في غرف نوم الملوك ، و تختلف عن الصلاة للتظاهر أمام الناس، و عن الصلاة لكسب الرأي العام، و عن الصلاة المجردة عن تحمل المسؤليّة، و عن الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .

و لذلك لا ترى عند ضريحه إلا التورع والتضرع و الدعاء و الصلاة و النصيحة.. لأنه (ع) شهيد هذه القيم .

وينقسم الناس بالطبع هناك إلى درجات :

منهم من يعبد الله لكسب رضاه، و منهم من يستمدّ من العباس العزيمة لمواجهة طغيان الطغاة، ومنهم من يستنجد به لكسر شهوات الجسد، وتحمل المسؤليّة تجاه المخلوقين ، ومنهم من يطلب منه حوائجه ، فــالناس يرون العبّـــاس بوابّة الحوائـــج ،
وليس ذلك إيماناً بالخرافات ، فالحقيقة والخرافة تتمايزان في عالم النظريّات ، ولكن في عالم الواقع فإنك لا تستطيع أن تقول لمن يطلب حوائجه عند ضريح العبّاس " أن ذلك خــرافـة "، فهو يحصل عليها بالفعل، وأنا ممن أؤمـــن بذلك ، لأنني طلبت حوائج كثيرة من الله وقدّمت العبّاس بين يدي حاجاتي، واستجاب الله دعائي، ومثلي ألوفٌ مؤلفةٌ من الناس في كل مكان ..

حقاً إن للعبّاس حضورٌ يوميٌ في حياة الناس، خاصةً في أوقات الشدّة ، و عند مواجهة المشاكل ، والحاجات العادية ، و في مواجهة الشهوات النفسية .

كما أن للعبّاس حضور قويّ عند المواجهة مع الظالمين ،أليس من أشهر العلامات التي يرفعها الثائرون في حالات المقاومة، هي علامة كفّ العبّاس ؟

وهي العلامة التي ساهمت بمقدار كبير في الحفاظ على أكفّ المظلومين في كثيرٍ من الثورات التي خاضوها ضد سلطات الجور أو جنود الاحتلال ، فكفّ العبّاس هي أشهر كفّ قطعت في سبيل الحق ، وهي الكفّ التي ضحّى بها صاحبها حتى لا تتم التضحية بكفّ الحقيقة، بل إن كلّ جزءٍ مما ضحّى به العبّاس أصبح رمزاً عالمياً في كل زمانٍ ومكان :

كفّه ، وعينه ، وجبهته ، وصدره .

سلام الله عليك يا حامل اللواء و ساقي العطاشى يا قطيع الكفين يا بن أمير المؤمنين و رحمــــة الله و بركاته , و صلى الله على محمد و على آل بيته الأخيار الأبرار .

من كتاب العباس بطولة الروح و شجاعة السيف لآية الله السيد هادي المدرسي حفظه الله .






التوقيع :

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:16 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام