في رحاب الامام الحسن (عليه السلام)

ان التاريخ يروي لنا المواقف والأمور التي استخدمها أأمتنا المعصومون (عليهم السلام) والتي تختلف بعضها عن بعض حسب ما يراه المعصوم وما تتطلبه مقتضيات العصر فمثلاً نجد أن الإمام الحسن (عليه السلام) يختلف عن الإمام الحسين (عليه السلام) في معالجته لمتطلبات العصر وليس مفهوم الاختلاف ذلك المفهوم الذي لربما ساد في عقول الناس بأن الحسين (عليه السلام) صاحب ثورة والحسن (عليه السلام) صاحب سلم ....!!! لا ليس هذا صحيح بل كل المعصومين يدعون إلى السلم وتحقيقه بالمجتمع شريطة الحفاظ على مبادئ الإسلام ودفع ما هو ضار وفاسد ليتحقق السلام ، فنجد أن الإمام الحسين (عليه السلام) انطلق بتفجير ثورته المباركة العظيمة ، لأن السلام للإسلام والمسلمين يتطلب ذلك ، وإن منهج الفاجر لو لا قدوم الحسين (عليه السلام) لزج فساده وأنتبه في بقاع الأرض لكن أبى الله ببركة أولياءه وعلى مرِّ العصور أن يزعزع بها عروش الجبارين وان دامت هذه العروش فان أساسه مقروض ووجوده مختل .
أما الإمام الحسن (عليه السلام) فقد انتهل درب الثورة الجسدية وخوض القتال لكن المصلحة والإرادة الإلهية اقتضت أن يوقف هذه الثورة التي تعني في حكم الشريعة المقدسة (الجهاد الأصغر) وانتقل إلى الثورة العلمية التي هي سلاح الأولياء مهما كانت الأسباب والظروف ، فبدأ يفجر (عليه السلام) الساحة العلمية ويزجها ويوصل ما هو يراد تثبيته ليتكسر أساس الظالم وأعمدته ،حتى وصل الأمر له (عليه السلام) إلى استخدام الثورة الأخلاقية واستخدم هذا السلاح مع أصحابه وتفعيل هذه الساحة بشكل واسع ومؤثر ولا يدع للظالم منفذ لكي يخدش في المنبع النظيف ، وهكذا ترى وتتبع الخطوات الإلهية الجبارة التي غفل عنها الناس لابتعادهم وتبعدهم وخذلانهم لمنهج العقل والفكر .....
ولاننسى هنا المواقف العظيمة التي مرّ بها سادتنا وعلمائنا في تنظير وترتيب وصيانة المنهج النظيف الطاهر وتقوية فروعه ومناهجه لتكون أكثر نمو وعطاء وانتصارٍ .
ونسألكم الدعاء