العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات الإداريه ][¤©§][§©¤ > أرشيف أبو الفضل العباس (ع)
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-26-2015, 04:51 AM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الغنى والفقر بين المدح والذم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


الغنى والفقر بين المدح والذم
الإسلام لا يبغض الغنى، ولا يحب الفقر بذاتهما.. وإنما يبغض ويحب ما يقارنهما فالغني ـ أكثريّاً ـ بعيد عن المثل الإسلامية يبخل بمعروفه ويمنع رفده ويؤذي الناس بثروته، إنه بما اُوتي من ثروة، يزعم أنّ له وزناً، فيتعالى ويتكبر، ويجثم على الدنيا والدرهم، كالأفعى فوق الكنز. وهكذا غنى عدمه خير من وجوده، وأي عاقل يرجح لنفسه المثل السفلى، ولعامة الناس الإيذاء والإهانة؟ مما يصاحب الغنى دائماً.
وهناك الفقر، يصهر في الإنسان غالب الصفات الذميمة: كالكبر والنخوة والغرور... كما يمنع الإنسان عن كثير من الموبقات: كالفساد والرياء والاعتلاء بالإضافة إلى أنّه لا يؤذي المجتمع.
إن هاتين لما كانت ملازمتين ـ في الأغلب ـ للغنى والفقر وردت الأحاديث بذم الغنى ومدح الفقر. لا لذاتهما بل لعوارضهما يقول القرآن الحكيم: (... إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)(1) فالطغيان علة ذم الغنى لا بذاته، بل الغنى محبوب في نظر الإسلام بذاته، والفقر مذموم بذاته، إذ الغنى بنفسه سبب لكل بر وخير، والفقر سبب للحرمان من كثير من المثوبات.
فالصدقة، والضيافة، وعمارة المساجد، وبناء المدارس، والخمس، والزكاة، والصلة، والبر، وتشييد الملاجئ والمستشفيات، وإعلاء شعائر المشاهد والحج والزيارات، وما إليها لا تكون إلا بالمال. والفقير محروم من غالبها ولذا يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (نعم العون على الدين الغنى) وفي الحديث (كاد الفقر إن يكون كفراً)(2).
أما حيث ان طبيعة الغنى والفقر يتلازمان ـ في الأغلب ـ صفات ذميمة بالنسبة إلى الأول، وخصال حسنة بالنسبة إلى الثاني، كما يشهد بذلك أقل نظرة إلى المجتمعات، قورن الغنى في كثير من الأحاديث بالضعة، والفقر بالرفعة.
وهاك جملة من الأحاديث التي ترى في كثير منها الإلماح إلى ما ذكر:
قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أي أمّتك أشرّ؟ قال (صلى الله عليه واله وسلم) الأغنياء)(3).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لبلال: (إلق الله فقيراً ولا تلقه غنيّاً)(4).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (يدخل فقراء أمّتي الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام)(5).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إطّلعت على الجنة، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، وإطّلعت على النار، فرأيت أكثر أهلها الأغنياء)(6).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (خير هذه الأمة فقراؤها، وأسرعها تصعّداً في الجنة ضعفاؤها)(7).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين)(8).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ لي حرفتين اثنتين، فمن أحبّهما فقد أحبّني ومن أبغضهما فقد أبغضني: الفقر والجهاد)(9).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (الفقر أزين للمؤمنين من العذار الحسن على خد الفرس)(10).
وسئل (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الفقر؟ فقال: (خزانة من خزائن الله)(11).
وسئل ثانياً؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (كرامة من الله)(12).
وسئل ثالثاً؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (شيء لا يعطيه الله إلاّ نبياً مرسلاً أو مؤمناً كريماً على الله)(13).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ في الجنة غرفة من ياقوتة حمراء ينظر إليها أهل الجنة، كما ينظر أهل الأرض إلى نجوم السماء، لا يدخل فيها إلا نبي فقير أو مؤمن فقير)(14).
وقال (عليه السلام): (الناس كلهم مشتاقون إلى الجنة، والجنة مشتاقة إلى الفقراء)(15).
وقال (عليه السلام): (الفقر فخري)(16).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (تحفة المؤمن في الدنيا الفقر)(17).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيعتذر الله تعالى إليه كما يعتذر الأخ إلى أخيه في الدنيا، فيقول: وعزّتي وجلالي، ما زويت الدنيا عنك لهوانك علي، ولكن لما أعددت لك من الكرامة والفضيلة اُخرج يا عبدي إلى هذه الصفوف، فمن أطعمك فيّ أو كساك فيّ، يريد بذلك وجهي، فخذ بيده فهو لك، والناس يومئذ قد ألجمهم العرق، فيتخلّل الصفوف، وينظر من فعل ذلك به ويدخله الجنة)(18).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أكثروا معرفة الفقراء، واتخذوا عندهم الأيادي فإن لهم دولة، وقالوا: يا رسول الله، وما دولتهم؟ قال: إذا كان يوم القيامة فقيل لهم: انظروا إلى من أطعمكم كسرة. أو سقاكم شربة أو كساكم ثوباً، فخذوا بيده، ثم امضوا به إلى الجنة)(19).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ألا أخبركم بملوك أهل الجنة؟)(20) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (كل ضعيف مستضعف، أغبر أشعث ذي طمرين،، لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبرّه)(21).
ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على رجل فقير، ولم ير له شيئاً فقال: (لو قسّم نور هذا على أهل الأرض لوسعهم)(22).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا أبغض الناس فقراءهم، وأظهروا عمارة الدنيا، وتكالبوا على جمع الدراهم والدنانير، رماهم الله بأربع خصال: بالقحط من الزمان، والجور من السلطان، والجناية من ولاة الحكام، والشوكة من الأعداء)(23).
وروي: إنّه ما من يوم إلا وملك ينادي من تحت العرش: يا ابن آدم قليل يكفيك خير من كثير يطغيك.
وروي عن عيسى المسيح (عليه السلام) أنّه قال: (بشدّة يدخل الغني الجنة)(24).
وقال (عليه السلام): (إنّ أحب الأسامي إليّ: أن يقال: يا مسكين)(25).
وقال لقمان لابنه: (لا تحقرن أحداً لخرقان ثيابه، فإن ربك وربه واحد).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة أمر الله تعالى منادياً ينادي بين يديه(26) أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس كثير فيقول: عبادي فيقولون: لبيك ربنا، فيقول: إني لم أفقركم لهونٍ بكم عليّ ولكن إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم، تصفـّحوا وجوه الناس فمن صنع إليكم معروفاً لم يصنعه إلا فيّ، فكافوه عني بالجنة)(27).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها)(28).
وقال (عليه السلام): (إن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً. ثم قال (عليه السلام): سأضرب لك مثل ذلك. إنما مثل ذلك مثل سفينتين مُرّ بهما على عاشر، فنظر في أحدهما فلم ير فيها شيئاً، فقال: إسربوها ونظر في الأخرى، فإذا هي موقرة، فقال: احبسوها)(29).
وقال (عليه السلام): (إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا، كما يعتذر الأخ من أخيه فيقول: وعزتي وجلالي، ما أحوجتك في الدنيا من هون كان بك علي، فأرفع هذا السجف فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا قال: فيرفع فيقول: ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني؟!)(30).
وقال (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس حتى يأتوا باب الجنة، فيضربوا باب الجنة، فيقال لهم: من انتم؟ فيقولون: نحن الفقراء، فيقال لهم: أقبلوا الحساب، فيقولون: ما أعطيتمونا شيئاً حتى تحاسبونا عليه فيقول الله عز وجل: صدقوا. ادخلوا الجنة)(31).
وقال (عليه السلام) ـ لبعض أصحابه ـ: (أما تدخل السوق؟ أما ترى الفاكهة تباع والشيء مما تشتهيه؟ فقلت: بلى، فقال: أما إنّ لك بكلّ ما تراه فلا تقدر على شرائه، حسنة)(32).
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): (إن الله عز وجل يقول: اني لم أعن الغني لكرامة به علي ولم أفقر الفقير لهوان به علي، وهو مما ابتليت به الأغنياء بالفقراء ولولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنة)(33).
وقال الإمام الرضا (عليه السلام): (من لقي فقيراً مسلماً وسلّم عليه خلاف سلامه على الغني لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان)(34).
ولكن اللازم على الفقير أن يكون صابراً راضياً بقسم الله تعالى ولا يكسل عن التحصيل. وإلا فليس الفقر بمجرده ممدوحاً، وإنما مدحه لما يلازمه من رقة القلب وصفاء الروح، والتواضع وما إليها أما إذا كان الفقير ناقماً على الله أو جزوعاً أو يكسل عن الطلب، ويلقي كلّه على الناس فهو من مصداق ما ورد (الفقر سواد الوجه في الدارين).
ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا معشر الفقراء أعطوا الرضا من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم)(35).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ أحبّ العباد إلى الله الفقير القانع برزقه الراضي عن الله تعالى)(36).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا أحد أفضل من الفقير إذا كان راضياً)(37).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (يقول الله تعالى ـ يوم القيامة ـ أين صفوتي من خلقي؟ فيقول الملائكة: من هم يا ربنا؟ فيقول: فقراء المسلمين القانعين بعطائي الراضين بقدري أدخلوهم الجنة فيدخلونها ويأكلون ويشربون والناس في الحساب يتردّدون)(38).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (طوبى للمساكين بالصبر، وهم الذين يرون ملكوت السموات والأرض)(39).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من جاع أو احتاج فكتمه عن الناس، أفشاه إلى الله تعالى، كان حقّاً على الله: أن يرزقه رزق السنة من الحلال)(40).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ لكلّ شيء مفتاحاً ومفتاح الجنة حبّ المساكين والفقراء والصابرين وهم جلساء الله يوم القيامة)(41) بمعنى أنهم كالجليس الذي يقدّر حقّ قدره.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) ـ: (يا عليّ إنّ الله جعل الفقر أمانة عند خلقه، فمن ستره أعطاه الله تعالى مثل أجر الصائم القائم، ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته، فلم يفعل فقد قتله! أما أنه ما قتله بسيف ولا برمح ولكنه قتله بما نكى من قلبه)(42).
وروي: (إن الله أوحى إلى إسماعيل (عليه السلام): اطلبني عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، قال: ومن هم؟ قال: الفقراء الصادقون)(43).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن لله عقوبات بالفقر ومثوبات بالفقر فمن علامات الفقر إذا كان مثوبة: أن يحسن عليه خلقه ويطيع به ربه، ولا يشكو حاله ويشكر الله تعالى على فقره، ومن علاماته إذا كان عقوبة أن يسوء عليه خلقه، ويعصى ربه بترك طاعته ويكثر الشكاية ويتسخّط بالقضاء)(44).
______________________________
1 ـ سورة العلق: الآيتان 6 ـ 7.
2 ـ أصول الكافي: 2/307 ـ جامع السعادات: 2/82.
3 ـ جامع السعادات: 2/78.
4 ـ جامع السعادات: 2/78.
5 ـ جامع السعادات: 2/78.
6 ـ جامع السعادات: 2/78.
7 ـ جامع السعادات: 2/83.
8 ـ جامع السعادات: 2/83.
9 ـ جامع السعادات: 2/83.
10 ـ أصول الكافي: 2/265 ـ جامع السعادات: 2/84.
11 ـ جامع السعادات: 2/84.
12 ـ جامع السعادات: 2/84.
13 ـ جامع السعادات: 2/84.
14 ـ جامع السعادات: 2/84.
15 ـ جامع السعادات: 2/84.
16 ـ جامع السعادات: 2/84.
17 ـ جامع السعادات: 2/84.
18 ـ جامع السعادات: 2/84.
19 ـ جامع السعادات: 2/85.
20 ـ جامع السعادات: 2/85.
21 ـ جامع السعادات: 2/85.
22 ـ جامع السعادات: 2/85.
23 ـ جامع السعادات: 2/85.
24 ـ جامع السعادات: 2/78.
25 ـ جامع السعادات: 2/88.
26 ـ أي من الناحية التي يتوجه الأمر منها.
27 ـ أصول الكافي: 2/263 ـ جامع السعادات: 2/85.
28 ـ أصول الكافي: 2/261 ـ جامع السعادات: 2/86.
29 ـ أصول الكافي: 2/260 ـ جامع السعادات: 2/86.
30 ـ أصول الكافي: 2/265 ـ جامع السعادات: 2/87.
31 ـ أصول الكافي: 2/264 ـ جامع السعادات: 2/87.
32 ـ أصول الكافي: 2/265 ـ جامع السعادات: 2/87.
33 ـ أصول الكافي: 2/264 ـ جامع السعادات: 2/87.
34 ـ جامع السعادات: 2/87.
35 ـ جامع السعادات: 2/88.
36 ـ جامع السعادات: 2/88.
37 ـ جامع السعادات: 2/88.
38 ـ جامع السعادات: 2/88.
39 ـ جامع السعادات: 2/88.
40 ـ جامع السعادات: 2/88.
41 ـ جامع السعادات: 2/88.
42 ـ أصول الكافي: 2/260 ـ جامع السعادات: 2/89.
43 ـ جامع السعادات: 2/88.
44 ـ جامع السعادات: 2/94.



اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:00 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام