|
|||||||||||
المنتدى الإسلامي السير في الطريق إلى الله عز وجل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-22-2011, 01:40 AM | رقم المشاركة : 1 |
في بيان الدواء النافع في حضور القلب
في بيان الدواء النافع في حضور القلب أعلم إن المؤمن لا بد أن يكون معظماً لله وخائفاً له وراجياَ منه ومستحيياً من تقصيره فلا ينفك عن هذه الأحوال بعد إيمانه وإن كانت قوتها عنده بقدر قوه يقينه. فانفكاكه عنها في الصلاة لا سبب له إلا تفرق الفكر وتقسم الخاطر وغيبة القلب عن المناجاة والغيبة عن الصلاة. ولا يلهي عن الصلاة إلا الخواطر الواردة الشاغلة. فالدواء في إحضار القلب هو دفع تلك الخواطر ولا يدفع الشيء وإلا بدفع سببه. وسبب توارد الخواطر إما أن يكون أمراً خارجاً أو أمر في ذاته باطناً. أما الخارج فما يقرع السمع أو يظهر للبصر، فإن ذلك قد يخطف الهم حتى يتبعه ويتصرف فيه ثم ينجر منه الفكر إلى غيره ويتسلسل، ويكون الإبصار سبباً للأفكار ثم تصير بعض تلك الأفكار سبباً للبعض الآخر، ومن قويت رتبته وعلت همته، لم يلهه ما يجري على حواسه. ولكن الضعيف لا بد أن يتفرق فكره. فعلاجه قطع هذه الأسباب بأن يغض بصره أو يصلي في بيت مظلم أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه، أو يقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة ما يشغل بصره ويحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع المنقوشة المصنوعة وعلى الفرش المزينة ولذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم سعته بقدر ما يمكن للصلاة فيه ليكون ذلك أجمع للهم. وينبغي أن لا يعدل إلى غمض العينين ما وجد السبيل إلى القيام بوظيفة النظر وهي جعله قائماً إلى موضع السجود وغيره من الأمور المعلومة شرعاً فإن تعذر القيام بها مع فتحهما فالغض أولى لأن الفائت من وظيفة الصلاة وصفتها بتقسم الخاطر أعظم منه مع الإخلال بوظيفة النظر. وليحضر بباله عند نظره إلى موضع سجوده أنه واقف بين يدي ملك عظيم يراه ويطلع على سريرته وباطن قلبه وإن كان هو لا يراه، وإن التوجه القلب ووجه الرأس مثال ومضاف بالتبع وإنه يخاف إن ولاه ظهر قلبه أن يطرده عن باب كرمه، ويسلبه عن مقام خدمته، ويبعده عن جناب قدسه ومقدس حضرته، وكيف يليق بالعبد أن يقف بين يدي سيده ويوليه ظهره ويجعل فكره في غير ما يطلبه منه؟ لا ريب في أن هذا العبد مستحق للخذلان مستوجب للحرمان في الشاهد والخسيس والقياس البعيد، فكيف في المقصد الأصلي والملك الحقيقي. وقد ورد في الحديث (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم). فبهذا ونظائره تجتمع المهمة، ويصفو القلب، وينحصر بالنظر إلى الأمور الخارجية. وأما الأسباب فإنها أشد فإن من تشعبت به الهموم في أودية الدنيا لم ينحصر فكره في فن واحد بل لا يزال يطير من جانب إلى جانب وغض البصر لا يغنيه. فإن ما وقع في القلب كاف للشغل. فهذا طريقه أن يرد النفس قهر إلى فهم ما يقرأه في الصلاة ويشغلها به عن غيره ويعينه على ذلك أن يستعد قبل التحريم بأن يجدد على نفسه ذكر الآخرة، وموقف المناجاة وخطر المقام بين يدي الله تعالى، وهو المطلع، ويفرغ قلبه قبل التحريم بالصلاة عما يهمه فلا يترك لنفسه شغلاً يلتفت إليه خاطره، فهذا طريق تسكين الأفكار. فإن كان لا يقمع مادة الداء من أعماق العروق وهو أن ينظر في الأمور الشاغلة الصارفة له عن إحضار القلب ولا شك أنها تعود إلى ومهماته، وإنها إنما وقطع تلك العلائق وكل ما يشغله عن صلاته فهو ضد دينه، وجند إبليس عدوه، فإمساكه أضر عليه من إخراجه فيتخلص منه بإخراجه وقد روي أن بعضهم صلى في حائط له فيه شجرة فأعجبه ريش طائر في الشجرة يلتمس مخرجاً فاتبعه نظرة ساعة، لم يذكر كم صلى، فجعل حائطه صدقة ندماً ورجاء للعوض عما فاته. وهكذا كانوا يفعلون قطعاً لمادة الفكر وكفارة لما جرى من نقصان الصلاة. وكان بعضهم إذا فاتته صلاة في جماعة أحيا تلك الليلة، وآخر أخر صلاة المغرب حتى طلع كوكبان، فاعتق رقبتين، وثالث آخر ركعتي الفجر فأعتق رقبة، كل ذلك مجاهدة للنفس، ومناقشة لها في الغفلة عما فيه حظها. فهذا هو الدواء القامع لمادة العلة، ولا يغنى غيره فإن ما ذكرناه من التلطف بالتسكين والرد إلى فهم الذكر فينفع في الشهوات الضعيفة والهمم التي لا تشغل إلا حواشي القلب. فأما الشهوة القوية المرهقة فلا ينفع فيها التسكين، بل تجاذبها وتجاذبك ثم تغلبك وتنقضي جميع صلاتك في شغل المجاذبة. ومثاله رجل تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره فكانت أصوات العصافير تشوش عليه، فلم يزل طيرها بخشبه في يده ويعود إلى فكره، فتعود العصافير إلى التنفير بالخشبة فقيل له أن أردت الخلاص فأقلع الشجرة. فكذلك شجرة الشهوة إذا تشبعت وتفرعت أغصانها انجذبت إليها الأفكار انجذب العصافير إلى الأشجار وانجذب الذباب إلى الأقدار والشغل يطول في دفعها، فإن الذباب كلما ذب آب ولأجله سمي بالذباب. فكذا الخواطر فهذه الشهوات كثيرة وقلما يخلو العبد عنها ويجمعها أصل واحد وهو حب الدنيا وذلك رأس كل خطيئة وأساس كل نقصان ومنبع كل فساد ومن انطوى باطنه على حب الدنيا حتى مال إلى شيء منها، لا ليتزود منها ويستعين بها على الآخرة فلا يطمعن في أن تصفو له لذة المناجاة في الصلاة فإن من فرح بالدنيا فلا يفرح بالله وبمناجاته فإن كانت الدنيا قرة عينه انصرف لا محالة إليها همه، وهمه الرجل مع قرة عينه ولكن مع هذا فلا ينبغي أن يترك المجاهدة ورد القلب إلى الصلاة وتقليل الأسباب الشاغلة. وأما من كانت الدنيا معه وليس هو معها وغنما يصرفها حيث أمره الله تعالى ويستعين بها على طاعة الله ويتزود منها إلى الآخرة، وهمته مجتمعة في ما يبقى ويجعلها من أسباب الكمال ومقدماته فلا بأس عليه. فقد قال (ص): ( نعم العون على تقوى الله الغنى). إلا أن ذلك محل الغرور وموضع تلبيس إبليس عليه لعنة الله فليحذر المستيقظ عند ذلك ولا يزال يراجع عقله ويمتحن قلبه حذرا من أن يدخل عليه الخطر والكدر، وهو لا يشعر ولا برهان على ذلك أقوى من الوجدان. فهذا هو الدواء المر، ولمرارته استبشعته أكثر الطباع، وبقيت ركعتين مزمنة وصار الداء عضالاً، حتى إن الأكابر اجتهدوا أن يصلوا ركعتين لا يحدثون فيهما أنفسهم بأمور الدنيا فعجزوا عن ذلك. فإذا لا مطمع فيها لأمثالنا وليته سلم لنا من الصلاة شطرها أو ثلثها من الوسواس فنكون ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً. وعلى الجملة فهمة الدنيا وهمة الآخرة في القلب مثل الماء الذي يصب في قدح مملوء بالخل فبقدر ما يدخل من الماء يخرج من الخل ولا يجتمعان. فتدبر هذه الجملة وفقك الله وإيانا إلى الرشاد وأوقفنا على مناهج السداد. فهذا ما يتعلق به الغرض من المقدمة. آخر تعديل كلنا فداك يامحمد يوم 09-25-2011 في 07:48 AM.
|
|
|
09-22-2011, 05:45 PM | رقم المشاركة : 2 |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمد الميامين الأطهار أحسنتِ ماقدمتِ وفقنا الله واياكِ لما يحب ويرضى وجنبنا معصيته وموفقه بحق محمد والآل |
|
|
09-23-2011, 02:13 AM | رقم المشاركة : 3 |
|
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
مكثت اقلب في صفحتك واتمعن جمال احرفك اردت ان اقتبس منها فعجزت كل جزء منها لايكتمل نوره ولايستقيم حرفه الابجزئه الاخر فأثرت ان اسمتعت به حيث كان واروي روحي من جماله انامل ماننحرم من ابداعها وذوق ومجهود لانفيه لو دون الشكر عناقيد الامتنان تعطرها روائح المسك بموسيقى التقيم وامنياتي ان نرى جديدك بكل شوق ولهفه |
|
09-25-2011, 07:51 AM | رقم المشاركة : 4 |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركآآآتـــهـ بآآرك الله فيك غنآآتي وتسلم يمنآآآك على ماقدمتيه لنآآآ ورحـــم الله والديك أحسنتِ لك ودي |
|
|
09-25-2011, 08:10 AM | رقم المشاركة : 5 | |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
اقتباس:
دمتي بود |
||
|
09-25-2011, 08:11 AM | رقم المشاركة : 6 | |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
اقتباس:
دمتي بود |
||
|
09-25-2011, 08:11 AM | رقم المشاركة : 7 | |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
اقتباس:
دمتي بود |
||
|
10-04-2011, 12:18 PM | رقم المشاركة : 8 |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
عزيزتي الله عليك وعلى روعة مواضيعك موضوع يجعلنا نفيق من غيبوبة حقا رائعه سيـــدتي موضوع في قمة الروعة والجمال أسأل الله أن نكون من أهل الفجر يا عسانى ما نعدمك يالغلا ولا نعدم روعة مواضيعك تقبلي تواجدي ومروري مودتي ولــــد ناس |
|
|
10-04-2011, 08:51 PM | رقم المشاركة : 9 |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه جعله الله في ميزان اعمالج نريد المزيد من المواضيع المتميزه تحياتي |
|
|
10-04-2011, 09:27 PM | رقم المشاركة : 10 |
رد: في بيان الدواء النافع في حضور القلب
|
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|