العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى الإمام الحسن عليه السلام
 
 

منتدى الإمام الحسن عليه السلام شذرات من سيرة الإمام الحسن عليه السلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-06-2009, 07:57 PM   رقم المشاركة : 1
سامر نجف
( عضو مميز )
الملف الشخصي




الحالة
سامر نجف غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Thumbs up مفاخرة بين الامام الحسن المجتبى ورجالات من قريش

[align=justify]وروى الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات ، قال : اجتمع عند معاوية عمرو بن العاص ، والوليد بن عقبة بن أبى معيط ، وعتبه بن أبى سفيان بن حرب ، والمغيرة بن شعبة ، وقد كان بلغهم عن الحسن بن على عليه السلام قوارص ، وبلغه عنهم مثل ذلك ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، إن الحسن قد أحيا أباه وذكره ، وقال فصدق ، وأمر فأطيع ، وخفقت له النعال ، وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه ، ولا يزال يبلغنا عنه ما يسوءنا . قال معاوية ، فما تريدون ؟ قالوا : ابعث عليه فليحضر لنسبه ونسب أباه ، ونعيره ونوبخه ، ونخبره أن أباه قتل عثمان ونقرره بذلك ، ولا يستطيع أن يغير علينا شيئا ، من ذلك .

قال معاوية : إنى لا ارى ذلك ولا أفعله ، قالوا : عزمنا عليك يا أمير المؤمنين لتفعلن ، فقال : ويحكم لا تفعلوا ! فوالله ما رأيته قط جالسا عندي إلا خفت مقامه وعيبه لى ، قالوا : ابعث إليه على كل حال . قال : إن بعثت إليه لانصفنه منكم . فقال عمرو بن العاص : أتخشى أن يأتي باطله على حقنا ، أو يربى قوله على قولنا ؟ قال معاوية : أما إنى إن بعثت إليه لامرنه أن يتكلم بلسانه كله ، قالوا : مره بذلك . قال : أما إذ عصيتموني ، وبعثتم إليه وأبيتم إلا ذلك فلا تمرضوا ( 1 ) له في القول ، واعلموا أنهم أهل بيت لا يعيبهم العائب ، ولا واعلموا أنهم أهل بيت لا يعيبهم العائب ، ولا يلصق بهم العار ، ولكن اقذفوه بحجره ، تقولون له : إن أباك قتل عثمان ، وكره خلافة الخلفاء من قبله .

فبعث إليه معاوية ، فجاءه رسوله ، فقال : إن أمير المؤمنين يدعوك . قال : من عنده فسماهم له . فقال الحسن عليه السلام : مالهم خر عليهم السقف من فوقهم ، وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم قال : يا جارية ، ابغينى ( 2 ) ثيابي ، اللهم إنى أعوذ بك من شرورهم ، وأدرأبك في نحورهم ، وأستعين بك عليهم ، فاكفنيهم كيف شئت وأنى شئت ، بحول منك وقوة ، يا أرحم الراحمين ! ثم قام ، فلما دخل على معاوية ، أعظمه وأكرمه ، وأجلسه إلى جانبه ، وقد ارتاد القوم ، وخطروا خطران الفحول ، بغيا في أنفسهم وعلوا ، ثم قال : يا أبا محمد ، إن هؤلاء بعثوا إليك وعصوني .

فقال الحسن عليه السلام : سبحان الله ، الدار دارك . والاذن فيها إليك ، والله إن كنت أجبتهم إلى ما أرادوا وما في أنفسهم ، إنى لاستحيى لك من الفحش ، وإن كانوا غلبوك على رأيك ، إنى لاستحيى لك من الضعف ، فأيهما تقرر ، وأيهما تنكر ؟ أما إنى

( هامش )
( 1 ) فلا تمرضواله ، آى لانجعلوا قولكم مريضا . ( 2 ) الغينى ثيابي ، أي أعنيني على إحضارها .

لو علمت بمكانهم جئت معى بمثلهم من بنى عبد المطلب ، وما لى أن أكون مستوحشا منك ولا منهم ، أن وليى الله ، وهو يتولى الصالحين . فقال معاوية : يا هذا : إنى كرهت أن أدعوك ، ولكن هؤلاء حملوني على ذلك مع كراهتي له ، وإن لك منهم النصف ومنى ، وإنما دعوناك لنقررك أن عثمان قتل مظلوما ، وأن أباك قتله ، فاستمع منهم ثم أجبهم ، ولا تمنعك وحدتك واجتماعهم أن تتكلم بكل لسانك .

فتكلم عمرو بن العاص ، فحمد الله وصلى على رسوله ، ثم ذكر عليا عليه السلام ، فلم يترك شيئا يعيبه به إلا قاله ، وقال : إنه شتم أبا بكر وكره خلافته ، وامتنع من بيعته ، ثم بايعه مكرها ، وشرك في دم عمر ، وقتل عثمان ظلما . وادعى من الخلافة ما ليس له . ثم ذكر الفتنة يعيره بها ، وأضاف إليه مساوئ ، وقال : إنكم يا بنى عبد المطلب لم يكن الله ليعطيكم الملك على قتلكم الخلفاء ، واستحلالكم ما حرم الله من الدماء ، وحرصكم على الملك ، وإتيانكم مالا يحل . ثم إنك يا حسن ، تحدث نفسك أن الخلافة صائرة إليك ، وليس عندك عقل ذلك ولا لبه ، كيف ترى الله سبحانه سلبك عقلك ، وتركك أحمق قريش ، يسخر منك ويهزأبك ، وذلك لسوء عمل أبيك .

وإنما دعوناك لنسبك وأباك ، فأما أبوك فقد تفرد الله به وكفانا أمره ، وأما أنت فإنك في أيدينا نختار فيك الخصال ، ولو قتلناك ما كان علينا إثم من الله ، ولا عيب من الناس ، فهل تستطيع أن ترد علينا وتكذبنا ؟ فإن كنت ترى أنا كذبنا في شئ فاردده علينا فيما قلنا ، وإلا فاعلم أنك وأباك ظالمان . ثم تكلم الوليد بن عقبة بن أبى معيط ، فقال : يا بنى هاشم ، إنكم كنتم أخوال عثمان ، فنعم الولد كان لكم ، فعرف حقكم ، وكنتم أصهاره فنعم الصهر كان لكم يكرمكم ، فكنتم أول من حسده ، فقتله أبوك ظلما ، لا عذر له ولا حجة ، فكيف ترون الله طلب بدمه ، وأنزلكم منزلتكم ، والله إن بنى أمية خير لبنى هاشم من بنى هاشم لبنى أمية ، وإن معاوية خير لك من نفسك .

ثم تكلم عتبة بن أبى سفيان ، فقال : يا حسن ، كان أبوك شر قريش لقريش ، أسفكها لدمائها ، وأقطعها لارحامها ، طويل السيف واللسان ، يقتل الحى ويعيب الميت ، وإنك ممن قتل عثمان ، ونحن قاتلوك به ، وأما رجاؤك الخلافة فلست في زندها قادحا ، ولا في ميزانها راجحا ، وإنكم يا بنى هاشم قتلتم عثمان ، وإن في الحق أن نقتلك وأخاك به ، فأما أبوك فقد كفانا الله أمره وأقاد منه ، وأما أنت ، فوالله ما علينا لو قتلناك بعثمان إثم ولا عدوان .

ثم تكلم المغيرة بن شعبة ، فشتم عليا ، وقال . والله ما أعيبه في قضية يخون ، ولا في حكم يميل ، ولكنه قتل عثمان . ثم سكتوا .

فتكلم الحسن بن على عليه السلام ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على رسوله صلى الله عليه وآله ، ثم قال :
أما بعد يا معاوية ، فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني ، فحشا ألفته وسوء رأى عرفت به ، وخلقا شيئا ثبت عليه ، وبغيا علينا ، عداوة منك لمحمد وأهله ، ولكن اسمع يا معاوية ، واسمعوا فلاقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم .

أنشدكم الله أيها الرهط ، أتعلمون أن الذى شتمتموه منذ اليوم ، صلى القبلتين كليهما وأنت يا معاوية بهما كافر تراها ضلالة ، وتعبد اللات والعزى غواية ! وأنشدكم الله هل تعلمون أنه بايع البيعتين كليهما بيعة الفتح وبيعة الرضوان ، وأنت يا معاوية بإحداهما كافر ، وبالاخرى ناكث !

وأنشدكم الله هل تعلمون أنه أول الناس إيمانا ، وأنك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم ، تسرون الكفر ، وتظهرون الاسلام ، وتستمالون بالاموال ! وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله ، يوم بدر ، وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه ، ثم لقيكم يوم أحد ويوم الاحزاب ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومعك ومع أبيك راية الشرك ، وفى كل ذلك يفتح الله له ويفلج حجته ، وينصر دعوته ، ويصدق حديثه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله في تلك المواطن كلها عنه راض وعليك وعلى أبيك ساخط ! وأنشدك الله يا معاوية ، أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر ، وأنت تسوقه ، وأخوك عتبة هذا يقوده ، فرأكم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : ( اللهم العن الراكب والقائد والسائق ! ) . أتنسى يا معاوية الشعر الذى كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم ، تنهاه عن ذلك :

يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا
خالي وعمى وعم الام ثالثهم * وحنظل الخير قد أهدى لنا الارقا
لا تركنن إلى أمر تكلفنا * والراقصات به في مكه الخرقا
فالموت أهون من قول العداة : لقد * حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا

والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت .

وأنشدكم الله أيها الرهط ، أتعلمون أن عليا حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل فيه : ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ) ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أكابر أصحابه إلى بنى قريظة فنزلوا من حصنهم فهُزِموا ، فبعث عليا بالراية ، فاستنزلهم على حكم الله وحكم رسوله ، وفعل في خيبر مثلها !

ثم قال : يا معاوية أظنك لاتعلم أنى أعلم مادعا به عليك رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد أن يكتب كتابا إلى بنى خزيمة ، فبعث إليك [ ابن عباس ، فوجدك تأكل ، ثم بعثه إليك مرة أخرى فوجدك تأكل ، فدعا عليك الرسول بجوعك ] ( 1 ) ونهمك إلى أن تموت . وأنتم إيها الرهط : نشدتكم الله ، ألا تعلمون أن رسول الله صلى إليه عليه وآله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها .

أولها : يوم لقى رسول الله صلى الله عليه وآله خارجا من مكة إلى الطائف ، يدعو ثقيفا إلى الدين ، فوقع به وسبه وسفهه وشتمه وكذبه وتوعده ، وهم أن يبطش به ، فلعنه الله ورسوله وصرف عنه .
والثانية يوم العير ، إذ عرض لها رسول الله صلى الله عليه وآله وهى جائية من الشام ، فطردها أبو سفيان ، وساحل بها ، فلم يظفر المسلمون بها ، ولعنه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ودعا عليه ، فكانت وقعة بدر لاجلها .
والثالثه يوم أحد ، حيث وقف تحت الجبل ، ورسول الله صلى الله عليه وآله في أعلاه ، وهو ينادى : اعل هبل ! مرارا ، فلعنه رسول الله صلى الله عليه وآله عشر مرات ، ولعنه المسلمون .
والرابعة يوم جاء بالاحزاب وغطفان واليهود ، فلعنه رسول الله وابتهل .
والخامسة يوم جاء أبو سفيان في قريش فصدوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسجد الحرام ، والهدى معكوفا أن يبلغ محله ، ذلك يوم الحديبية ، فلعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان ، ولعن القادة والاتباع ، وقال : ( ملعونون كلهم ، وليس فيهم من يؤمن ) ، فقيل : يارسول الله ، أفما يرجى الاسلام لاحد منهم فكيف باللعنة ؟ فقال : ( لا تصيب اللعنة أحدا من الاتباع ، وأما القادة فلا يفلح منهم أحد ) .

( هامش )
( 1 ) زبادة يقتضيها السياق ، أخذت عن قصة حاءت في ترجمة معاوية في أسد الغابة 4 : 386 هما عن صحيح مسلم .

والسادسة يوم الجمل الاحمر .

والسابعة يوم وقفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة ليستنفروا ناقته ، وكانوا اثنى عشر رجلا ، منهم أبو سفيان . فهذا لك يا معاوية .

وأما أنت يابن العاص ، فإن أمرك مشترك ، وضعتك أمك مجهولا ، من عهر وسفاح ، فيك أربعة من قريش ، فغلب عليك جزارها ، الامهم حسبا ، وأخبثهم منصبا ، ثم قام أبوك فقال : أنا شانئ محمد الابتر ، فأنزل الله فيه ما أنزل . وقاتلت رسول الله صلى الله عليه وآله في جيع المشاهد ، وهجوته وآذيته بمكة وكدته كيدك كله ، وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة . ثم خرجت تريد النجاشي مع أصحاب السفينة ، لتأتى بجعفر وأصحابه إلى أهل مكة ، فلما أخطاك ما رجوت ورجعك الله خائبا ، وأكذبك واشيا ، جعلت حدك على صاحبك عمارة بن الوليد ، فوشيت به إلى النجاشي ، حسدا لما ارتكب ، مع حليلتك ، ففضحك الله وفضح صاحبك . فأنت عدو بنى هاشم في الجاهلية والاسلام . ثم إنك تعلم وكل هؤلاء الرهط يعلمون إنك هجوت رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين بيتا من الشعر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( اللهم إنى لا أقول الشعر ولا ينبغى لى ، اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة ) ، فعليك إذا من الله مالا يحصى من اللعن .

وأما ذكرت من أمر عثمان ، فأنت سعرت عليه الدنيا نارا ، ثم حلقت بفلسطين ، فلما أتاك قتله ، قلت : أنا أبو عبد الله إذا نكأت قرحه أدميتها . ثم حبست نفسك إلى معاوية ، وبعت دينك بدنياه ، فلسنا نلومك على بغض ولا نعاتبك على ود ، وبالله ما نصرت عثمان حيا ولا غضبت له مقتولا ، ويحك يابن العاص ! ألست القائل في بنى هاشم لما خرجت من مكة إلى النجاشي :

تقول ابنتى أين هذا الرحيل * وما السير منى بمستنكر
فقلت : ذريني فإنى امرؤ * أريد النجاشي في جعفر
لاكويه عنده كية * أقيم بها نخوة الاصعر
وشانئ أحمد من بينهم * وأقولهم فيه بالمنكر
وأجرى إلى عتبة جاهدا * ولو كان كالذهب الاحمر
ولا أنثنى عن بنى هاشم * وما اسطعت في الغيب والمحضر
فإن قبل العتب منى له * وإلا لويت له مشفرى

فهذا جوابك ، هل سمعته !

وأما أنت يا وليد ، فوالله ما الومك على بغض علي ، وقد جلدك ثمانين في الخمر ، وقتل أباك بين يدى رسول الله صبرا ، وأنت الذى سماه الله الفاسق ، وسمى عليا المؤمن ، حيث تفاخرتما فقلت له : اسكت يا علي ، فأنا أشجع منك جنانا ، وأطول منك لسانا ، فقال لك علي : اسكت ، ياوليد فأنا مؤمن وأنت فاسق . فأنزل الله تعالى في موافقة قوله : ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) ، ثم أنزل فيك على موافقة قوله أيضا : ( أن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا ) . ويحك يا وليد ! مهما نسيت ، فلا تنس قول الشاعر فيك وفيه :

أنزل الله والكتاب عزيز * في علي وفى الوليد قرانا
فتبوا الوليد إذ ذاك فسقا * وعلي مبوا إيمانا
ليس من كان مؤمنا عمرك الله * كمن كان فاسقا خوانا
سوف يدعى الوليد بعد قليل * وعلى إلى الحساب عيانا
فعلى يجزى بذاك جنانا * ووليد يجزى بذاك هوانا
رب جد لعقبة بن أبان * لابس في بلادنا تبانا ( 1 )

وما أنت وقريش ؟ أنما أنت علج من أهل صفورية ، وأقسم بالله لانت أكبر في الميلاد ، وأسن ممن تدعى إليه .

وأما أنت يا عتبة ، فوالله ما أنت بحصيف فأجيبك ، ولا عاقل فأحاورك وأعاتبك ، وما عندك خير يرجى ، ولا شر يتقى ، وما عقلك وعقل أمتك إلا سواء ، وما يضر عليا لو سببته على رءوس الاشهاد ! وأما وعيدك إياى بالقتل ، فهلا قتلت اللحيانى إذا وجدته على فراشك ! أما تستحي من قول نصر بن حجاج فيك :

يا للرجال وحادث الازمان * ولسبة تخزى أبا سفيان
نبئت عتبة خانه في عرسه * جبس لئيم الاصل من لحيان

وبعد هذا ما أربا بنفسى عن ذكره لفحشه ، فكيف يخاف أحد سيفك ، ولم تقتل فاضحك ؟ وكيف ألومك على بغض علي ، وقد قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر ، وشرك حمزة في قتل جدك عتبة ، وأوحدك من أخيك حنظلة في مقام واحد !

وأما أنت يا مغيرة ، فلم تكن بخليق أن تقع في هذا وشبهه ، وإنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة : استمسكى ، فإنى طائرة عنك ، فقالت النخلة : وهل علمت بك واقعة على فأعلم بك طائرة عنى !

( هامش )
( 1 ) التبان : سراويل صغيرة ( معرب : تمبان بالفارسية ) يكون للملاحين .

والله ما نشعر بعداوتك إيانا ، ولا اغتممنا إذ علمنا بها ، ولا يشق علينا كلامك ، وإن حد الله في الزنا لثابت عليك ، ولقد درأ عمر عنك حقا ، الله سائله عنه ! ولقد سألت رسول الله صلى الله عليه وآله : هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها ؟ فقال : ( لا بأس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا ) ، لعلمه بأنك زان . وأما فخركم علينا بالامارة : فإن الله تعالى يقول : ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا . ثم قام الحسن فنفض ثوبه ، وانصرف ، فتعلق عمرو بن العاص بثوبه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، قد شهدت قوله في وقذفه أمي بالزنا ، وأنا مطالب له بحد القذف .

فقال معاوية : خل عنه لا جزاك الله خيرا . فتركه . فقال معاوية : قد أنباكم أنه ممن لا نطاق عارضته ، ونهيتكم أن تسبوه فعصيتموني ، والله ما قام حتى أظلم على البيت ، قوموا عنى ، فلقد فضحكم الله وأخزاكم بترككم الحزم ، وعدولكم عن رأى الناصح المشفق . والله المستعان
[/align]






رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:15 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام