العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ منتديات الاسرة والمجتمع ][¤©§][§©¤ > منتدى الحياة الزوجية
 
 

منتدى الحياة الزوجية [القسم للمتزوجين فقط] طريقة التعامل بين الزوجين؛ نصائح للحياة الزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-31-2016, 08:15 PM   رقم المشاركة : 1
عباس محمد س
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي آليات لتخفيف التراكم السلبي بين الزوجين

آليات لتخفيف التراكم السلبي بين الزوجين

لعلاقةالزوجية يميزها أنها علاقة شديدة القرب (معنويا وحسيا)، وشديدة الخصوصية إضافة إلىكونها علاقة مستديمة وعلاقة حتمية.

وهذه الخصائص في العلاقة الزوجية يفترضأن تؤدي إلى نتائج إيجابية، وهي فعلا كذلك في حالة نجاحها وتحقيقها لمعاني السكنوالمودة والرحمة التي وردت في توصيف أركان هذه العلاقة في القرآن الكريم، أما إذاخرجت العلاقة عن هذا الإطار فإن كل الخصائص السابقة يمكن أن تتحول إلى مشكلاتتتراكم عبر الزمن حتى تصبح مزمنة أو مستعصية، وقد تؤدي إلى أن يقتل أحد الطرفينالآخر وبصورة بشعة، فكونها علاقة شديدة القرب يعطي فرصة للاحتواء والذوبان الجميلكما يعطي فرصة على الناحية الأخرى للاحتكاكات والتربصات والعلاقات المؤلمة جسدياونفسيا، وكونها علاقة شديدة الخصوصية يعطي فرصة على الناحية الأخرى لاستغلالالأسرار وابتزاز صاحبها (أو صاحبتها) وإذلاله أو فضح، وكونها علاقة مستديمة يعطيفرصة لتراكم الذكريات الجميلة والمشاعر الحلو، كما يعطي على الجانب الآخر فرصةلتراكم مشاعر الإحباط والغضب والكراهية، وكونها علاقة حتمية يعطي إيحاء للطرفينبالارتباط الدائم والآمن في الدنيا والآخرة، وعلى الجانب الآخر يمكن أن يعطي إحساسابالدخول في طريق مسدود مع شريك نعاني منه ولا نرغبه ولا نستطيع الفكاك منقيوده.

التراكم ونوعية الحياة الزوجية:
إذن فالحياة الزوجية قابلة لإحداثالتراكم الإيجابي للخبرات والمشاعر إلى الدرجة التي تربط الطرفين لأقصى درجاتالارتباط بين البشر، ومن جهة أخرى قابلة لإحداث التراكم السلبي أيضاً لأقصى الدرجاتالتي تدفع للقتل انتقاما وخلاصا من شريك قاهر وضاغط وخانق.

ونستطيع القولبأن نوعية الحياة الزوجية تتوقف على ترجيح نوع التراكم، فإذا رجحت كفة التراكمالإيجابي كانت الحياة الزوجية أقرب للسعادة بقدر درجة الرجحان، والعكس صحيح، أماإذا كانت الكفتان متقاربتين فنحن هنا أمام حياة زوجية على الحافة، وسلوك الزوجينوسلوك من حولهما يدفع إلى رجحان أحد الكتفين فإما أن يطلقا وإما أن يتجها إلى بعضالتوافق، وأحياناً تظل الكفتان متأرجحتين وتظل الحياة الزوجية تحت التهديد لسنواتطويلة، وهذا في الحقيقة وضع مؤلم لأنه يضع الطرفين في صراع لا يحسم، فمن ناحية توجدأشياء إيجابية تربطهم، ومن ناحية أخرى توجد تراكمات سلبية تبعدهم، وفي علاقة كهذهنتوقع وجود مشاعر متناقضة من الحب والبغض والرضا والسخط والأمان والخوف وفوق كل هذاحيرة لا تنتهي.

التراكمات السلبية:
وربما لا نتحدث كثيراً عن التراكماتالإيجابية على أساس أنها الشيء البديهي المتوقع في العلاقات الزوجية السوية ولكنناهنا سنركز على التراكمات السلبية نظراً لخطورتها واحتياجها للتدخل الإصلاحيوالعلاجي.

ولكي نفهم خطورة التراكمات السلبية في الحياة الزوجية ربما نحتاجلأن نستدعي أحداثاً روعت الضمير الإنساني وصدمته مثل الزوجات اللائي قتلن أزواجهنوقطعنهم قطعا ووضعنهم في أكياس بلاستيك، وقد تكرر هذا الأمر في فترة ما منذ سنواتعدة لدرجة أفزعت الرجال والزوج الذي قتل بناته الست انتقاما من أمهم.

والآننحاول أن نفهم لماذا يحدث التراكم السلبي في العلاقة الزوجية، ولماذا يحتفظ أحدالأطراف بمشاعره المؤلمة لسنوات، وما الذي يمكن أن تحدثه هذه المشاعر في العلاقةبين الطرفين وفي الحالة النفسية والجسدية لهما أو لأحدهما؟

أسباب زيادةاحتمالات التراكم السلبي:
هناك ظروف وأحوال ترجح التراكم السلبي للمشاعر لدى أحدالأطراف أو كليهما نذكر منها:

1-
ضعف القدرات والمهارات: فقد وجد أن الأشخاصالأقل ذكاء والأقل ثقافة والأقل في المهارات الاجتماعية والأقل تدينا والأقل ثقةبالنفس والأكثر فقرا، والأكثر احتياجا للتقدير والتعاطف، كل هؤلاء يكونون أكثر عرضةلتراكم المشاعر السلبية في علاقاتهم الزوجية وحتى في علاقاتهم الاجتماعية، لأنهميكونون في حاجة شديدة للآخر ولتقديره ولرضاه وفي الوقت نفسه ليست لديهم المهاراتالكافية للحصول على ذلك فيقعون في دائرة الإحباط التي تؤدي بهم إلىالغضب.

2-
الاستبداد والطغيان:
ويزيد من احتمالات التراكم السلبي أن يكونالشريك مستبدا طاغيا قاهرا كاتما لأي تعبير انفعالي من الطرف الآخر ومحاولا إلغائهوقمعه تحت أي دعوى أو مسمى، وهنا يفقد الطرف المقهور أي فرصة للتعبير عن مشاعرهويضطر اضطرارا إلى اختزانها.

3-
فقد الخيارات: وقد تلعب البيئة المحيطة دورامهما في زيادة التراكم السلبي حين يفقد الطرف المقهور والمكبوت خياراته ويجد نفسهفي طريق مسدود، فمثلا الزوجة التي يقهرها ويظلمها زوجها ولا تجد مخرجا منه فليس لهامكان آخر تذهب إليه أو أنها مضطرة للاستمرار معه من أجل الأولاد، أو تخشى مواجهةالحياة كمطلقة، ويزيد الطين بلة حين يستغل الطرف القاهر المستبد الظالم هذا الوضعفيبالغ في ظلمه وإهانته لها.

4-
فشل الاستيعاب المعرفي: عدم قدرة أحدالأطراف أو كليهما على استيعاب الخبرات الحياتية المؤلمة في المنظومة المعرفية،وهذا يجعل كل مشكلة حياتية عادية تتحول لأزمة وتأخذ أكبر من حجمها وتستغرق أكثر منالوقت المتوقع لها، وتحدث آثار واسعة النطاق على الحياة الزوجية والحياةالنفسية.

5-
ضعف القدرة على السماح: وضعف هذه القدرة أو غيابها يضيف كل خطأأو حدث مؤلم إلى مخزون الأخطاء والأحداث المؤلمة السابقة دون وجود فرصة لتطهيرالنفس من هذه التراكمات..

6-
الانفراد: بمعنى أنه لا يوجد طرف ثالث بينالزوجين، وهنا ينفرد الطرف الأقوى بالطرف الضعيف فيذله ويهينه، ولا يجد الطرفالضعيف ملاذا غير كتمان غضبه وعدوانه، والطرف الثالث هنا قد يكون الله ( لدىالأزواج المتدينين) أو تكون الأسرة أو أحد الأصدقاء، أو الأبناء، أو الجيران، أوهيئة أو مؤسسة حكومية أو غير حكومية، والطرف الثالث هنا يلطف من مشاعر العدوان ويضعقواعد للتعامل ويفصل في الخصومات ويصفيها ويفتح مسارات للغفرانوالتسامح.

آليات تخفيف التراكم:
1-
العتاب: وهو يكفي لبعض الناس خصوصاًحين يكون الخطأ بسيطا ومحتملا والطرفان على درجة معقولة من النضج.

2-
التعبير عن المشاعر: وذلك بأن تتاح الفرصة لكل طرف للتعبير عن مشاعره بشكل مقبول،وذلك لكي تصل الرسالة للطرف الآخر فيتوقف أو يعتذر أو يصحح أو يخفف.

3-
وجودطرف ثالث: يسمع الشكوى ويفصل بين الطرفين ويعطي كل ذي حق حقه.
4-
السماح: وهويعني أن تنسى الإساءة ولا تعاقب عليها ولا يبقى بداخلك غضب بسببها، وهو قدرةيمتلكها بعض الناس حيث يمكنهم نسيان الإساءات والتغاضي عنها واستمرار التعاملالإيجابي مع الطرف المسيء بناء على اعتباراتإنسانية أو دينية تسهل نسيان الإساءاتوالقدرة على فتح صفحات جديدة في الحياة، وإغلاق ملفات وفتح ملفات حسب الظروفالمحيطة، وحسب التقدير الشخصي، وحسب المعتقدات الدينية والاجتماعية، وهو علاجللذاكرة المرضية (الرغبة في الانتقام) والتي تعني التثبيت على الحدث وعدم القدرةعلى تجاوزه، والدوران في دائرة مغلقة عقليا وانفعاليا..

متصل التراكمالسلبي:
تبدأ القصة بشعور الطرف الضعيف بالإحباط في علاقته الزوجية، فهو لايستطيع التعبير عن نفسه ولا يستطيع تحقيق أحلامه أو تحقيق ذاته أو تحقيق توقعاته فيهذه العلاقة، وشيئاً فشيئاً ( إذا لم ينتبه الطرف الآخر) يتحول الإحباط إلى غضب،وإذا لم يجد الغضب مسارا يسلكه إلى الخارج فإنه يتحول إلى غضب غير منصرف أو مكتوموهو ما نسميه الحنق، وهذا الحنق إما أن يتحول إلى رغبة في الانتقام والعدوان الموجهإلى الطرف الآخر أو يوجه إلى الذات في صورة اكتئاب أو رغبة في الانتحار، وأحياناًيتم تحويل الانتقام (إزاحته) إلى طرف ثالث، وأكثر طرف مهيأ لهذا التحويل هو الأطفالفالأم المحبطة في علاقتها الزوجية أكثر قابلية لضرب أبنائها وإيذائهم وقد تصل فيذلك إلى درجات شديدة وخطرة من الإيذاء على الرغم من عدم وجود مبرر ظاهر لذلك ( وكذلك الأب المحبط المهزوم قد يتوجه بعدوانه نحو الأبناء)، أو قد يتحول العدوانلأشياء كأن تكسر الزوجة الغاضبة فازة أو نجفة أو أي شيء في البيت، وقد يفعل الزوجالغاضب مثل ذلك أو أكثر منه، وقد يصل تحويل العدوان إلى درجة قتل الأبناء أوالبنات، كما حدث مع الزوج المقهور الضعيف حين قتل ستة من بناته وأفلتت منه السابعةبسبب خلافات مزمنة بينه وبين زوجته.

وبعض الناس يعممون الغضب والعدوانفنجدهم في كل تعاملاتهم مع الناس يتسمون بالقسوة والعنف بلا مبرر واضح، وبعضالأزواج قد ينتقم بالخيانة، والبعض الآخر قد يسترد كرامته ومكانته بمزيد من النجاحوالإنجاز بهدف تجاوز إيذاء الطرفالمعتدي.






رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:33 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام