العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
 
 

منتدى الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2012, 09:17 PM   رقم المشاركة : 1
السيد تيسير الموسوي
( عضو جديد )
الملف الشخصي




الحالة
السيد تيسير الموسوي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Ah11 قبس من مقامات المصطفى في القرآن الكريم

الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديث عن الله ورسالاته وكلماته، حديث عن كل هذا الخط المقدس الذي اختطته يد القدرة الإلهية واقتضته المشيئة الربانية ليكون منهجاً يُعمل بموجبه في العباد والبلاد.

والرسول صلى الله عليه وآله هو تلك الشخصية الجامعة التي جمع الله تعالى فيها كل معاني الفضيلة وأصول الكمال، ما فرق الله شيئاً في خليقته من الفضائل إلا عنده اجتمعت، وما آتى الله نبياً من أنبيائه مكرمة أو منقبة أو فضيلة إلا وسجلها لحبيبه محمد صلى الله عليه وآله.

والقرآن الكريم طالما أثنى على النبي صلى الله عليه وآله بمختلف ألوان الثناء، ووصفه بالخلق العظيم، ووصفه بأنّه رؤوف رحيم، ووصفه بأنّه الرجل الذي حمل رسالة السماء، وجاهد من أجلها حتى ضحى بوجوده الكريم، وأنّ له حقاً عظيماً على هذه الأمة، فإنّ أعظم نعمة بعد التوحيد ومعرفة المولى تبارك وتعالى هي معرفة الرسول صلى الله عليه وآله.

وفي الواقع أنّ معرفة الرسول، ومعرفة مقاماته صعب للغاية ولا يمكن لمثلي ولأمثالي أن يعرف الرسول حق معرفته، أو يقف على حقيقة مقامه خصوصاً بعد أن قال هو صلى الله عليه وآله ـ وهو في مقام الحديث مع صنوه علي بن أبي طالب ـ : ((يا علي ما عرفني إلا الله وأنت))[1].

واعتقد أنّ الرسول في الوقت الذي أشار فيه إلى عدم معرفة حقيقته لعموم الخلق وسدّ الأبواب عن معرفة مقامه الشريف، نصّ على ثلاثة طرق يمكن للإنسان أن يقف من خلالها على بعض مقاماته:

الطريق الأول ـ الذي يمكن أن نسلكه من أجل معرفة الرسول الأعظم ـ : هو أن نرجع إلى الله ونسأله من هو الرسول الأعظم؟ وهذا الطريق يعبر عنه في المنطق بالطريق اللمي، وهو أن نعرف الشيء من خلال موجده وعلته. واعتقد أنّ السائل يجد في كلمات المولى سبحانه في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي عرّفت لنا رسول الله سواء على مستوى أخلاقه وفضائله، أو على مستوى مقاماته أو على مستوى آثاره والأدوار التي قام بها.

الطريق الثاني ـ الذي يمكن أن يُسلك لمعرفة النبي والذي رسمه لنا الرسول في حديث مع الإمام علي عليه السلام ـ : هو أن نسأله من أنت؟ خصوصاً بعد أن علمنا أنّ الرسول الأعظم ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فكل ما يقوله الرسول هو عين الواقع والحقيقة ولا يوجد فيه مجال للمبالغة ونحو ذلك.

الطريق الثالث: أن نسأل الإمام علي من هو الرسول الأعظم؛ لأنّ الرسول قال إنّ علي يعرفني، فمن خلال كلمات الإمام علي عليه السلام ـ سواء في نهج البلاغة أم غيرها ـ نستطيع أن نقف على بعض مقامات الرسول الكريم.

وسوف أقف في هذا البحث على بعض مقاماته وفضائله وخصائصه التي نصّ عليها هو في كلماته، وأكدها المولى تبارك وتعالى في كتابه، وأشار لها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وكل واحدة من هذه الأمور عبارة عن امتياز لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يشاركه فيها أحد لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.

لقد نصّ القرآن الكريم على أنّ الرسول صلى الله عليه وآله يحشر في يوم القيامة في مقام يحمده عليه الجميع، وهذا المقام عبرّ عن المولى تبارك وتعالى في سورة المزمل بالمقام المحمود، فقال: ( فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا)[2]، وعندما نأتي إلى الروايات الشريفة الواردة عن الرسول الأكرم وعن الإمام علي عليه السلام نجدها تؤكد هذا المعنى وتفسر هذا المقام بمقام الشفاعة الكبرى لنبينا المصطفى صلى الله عليه وآله.

وهذا المقام إنّما سمّي بالمقام المحمود؛ لأنّ الجميع سوف يحمد الرسول صلى الله عليه وآله في يوم القيامة، والجميع لا يحمده إلا بعد أن ينتفع منه. يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: (( وقد وصف سبحانه مقامه بأنّه محمود وأطلق القول من غير تقييد، وهو يفيد أنّه مقام يحمده الكل، ولا يثني عليه الكل إلا إذا استحسنه الكل، وانتفع منه الجميع، لذا فسروا المقام المحمود بأنّه المقام الذي يحمده عليه جميع الخلائق وهو مقام الشفاعة الكبرى له صلى الله عليه وآله يوم القيامة، ولقد اتفقت على هذا التفسير الروايات من طرق الفريقين عن النبي صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام))[3].

إذاً، الرسول يحشر يوم القيامة في مقام يحمده عليه الجميع، ويستفيد منه الجميع، وينتفع منه الجميع؛ لهذا عبرّ المولى تبارك وتعالى عنه بأنّه رحمة للعالمين، فقال عز وجل: ((وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين))[4]، وواحدة من مظاهر هذه الرحمة العامة أنّ المذنبين من هذه الأمة المرحومة ومن الأمم السابقة التي قادها الأنبياء السابقين من لدن آدم إلى نبينا ينتفعون به يوم المحشر؛ ولذا ورد في الرواية الشريفة: (( ما من أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد يوم القيامة ))[5]. وهذه من خصائص نبينا صلى الله عليه وآله ولا يوجد أحد وصفه المولى تبارك وتعالى بأنّه رحمة للعالمين غيره.

ومن مظاهر رحمة الرسول صلى الله عليه وآله أنّ الله ببركة وجوده وببركة دعائه رفع عذاب الاستئصال عن هذه الأمة، فإنّ من سنن المولى تبارك وتعالى في الأمم السابقة أنّ الأنبياء كانوا حينما يواجهون تمرداً عاماً فإنّ الله ينتقم من أممهم عن طريق الإبادة الجماعية، كقضية الطوفان في أمة نوح عليه السلام، أو مطر المنذرين أو الخسف، وما شابه ذلك. وهذه السنة رفعت عن هذه الأمة ببركة وجود الرسول صلى الله عليه وآله، وهذا ما أشار إليه المولى تبارك وتعالى بقوله: (( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون))[6]. وهذه

من مظاهر رحمته صلى الله عليه وآله.

وألفت نظرك إلى أنّ هذا الوصف ـ وهو رحمة للعالمين ـ من صفات الله عز وجل، فإنّ الرحمة الواسعة والمطلقة هي من صفات المولى عز وجل وهذا ما نقرأه في قوله: (( ورحمتي وسعت كل شيء))[7]، ونفس هذه الرحمة الواسعة والمطلقة يعطيها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وآله، فيقول: (( وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين))[8]، وهذه من مقامات رسول الله في القرآن التي لا يدانيه فيها أحد من الخلق لا نبي مرسل ولا ملك مقرب ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، فهو مظهر رحمة الله الواسعة.

ومن الأمثلة على رحمته لما كان فتح مكة، دخل صناديد قريش الكعبة وهو يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، لأنّهم قتلوا أصحابه، وأنصاره، وأقرباءه في عشرات الحروب.

لأنّهم أخرجوه من مسقط رأسه، وبلد الله، وبلد آبائه.

والذين تآمروا على قتله عدّة مرات وكلها باءت بالفشل.

هؤلاء جاءهم النبي صلى الله عليه وآله فاتحاً منتصراً عليهم...

أترى ماذا كان يفعل إنسان آخر لو كان في موقع النبي؟

إنّه بلا إشكال كان يقيم مجزرة رهيبة...

فالموجودون هم الظالمون أنفسهم لا أبناؤهم.

ولكن النبي لما سمع حامل الراية وهو سعد بن عبادة ينادي:

اليوم يوم الملحمة* اليوم تسبى الحرمة

وهو يقصد بذلك: إننا سنكثر من القتل في أهل مكة حتى تتراكم جثث ولحوم القتلى بعضها على بعض، وإلى جنب بعض، وسنسبي نساء مكة سبي الكفار المحاربين.

لكن رسول الله، رسول الرحمة، رسول الإنسانية، رسول الإسلام، أبى ذلك أشد الإباء، وسجل نقطة مشرقة في التأريخ الإنساني، فأمر الصحابي المنادي بالسكوت، وأعطى الراية إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وأمره أن يدخل مكة برفق وهدوء، وأن ينادي في أهل مكة بلين ولطف، ونادى علي عليه السلام في طرقات مكة:

اليوم يوم المرحمة* اليوم تصان الحرمة

ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة، وهو يقول: لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده، ثم جمع أهل مكة الذي بالأمس حاربوه، قائلاً لهم: ما تظنون أني فاعل بكم وما أنتم قائلون؟ فقال سهيل بن عمر: نقول خيراً ونظن خيراً، أخ كريم وبن عم، قال صلى الله عليه وآله: فإني أقول لكم: كما قال أخي يوسف: ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) فاذهبوا فأنتم الطلقاء، فخرج القوم كأنما أنشروا من القبور.

ثم قال: أيها الناس من قال لا إله إلا الله فهو آمن...

ومن دخل الكعبة فهو آمن...

ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن ...

ومن ألقى سلاحه فهو آمن...

و من دخل دار أبي سفيان فهو آمن...

ومن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن))[9] .

وأبو سفيان بالنسبة للمسلمين في تلك الفترة كهتلر بالنسبة إلى الحلفاء، فلو ظفروا بهتلر فهل سيعاملونه كما عامل الرسول أبا سفيان، الرجل الدموي، والسفاك، ومجرم الحرب؟! لكن مع ذلك شملته رحمة الرسول الكريم، فأطلقه.

أي ملك، أو رئيس يعفو عن شخص أقدم على مثل ما أقدم عليه أبو سفيان، مجرم الحرب وقاتل النفس المحترمة، وصاحب الفتن الكبرى، والمجازر الرهيبة؟!

هل تجد لهذه القصة في غير نبي الإسلام مثيلاً؟

كلا... ثم كلا... إنّه الإسلام، جامع كل الفضائل، والخصال الحميدة في أقصى مراتبها.

فأين أولئك الذين قالوا عن نبي الإسلام أنّه رجل حرب عن هذه السيرة العطرة والمواقف الإنسانية المشرقة؟!

لماذا لا يقولون عن البريطانيين ـ الذين قتلوا في الهند ثمانمائة ألف إنسان في صورة مجاعة اصطناعية أيام المطالبة بالحرية والخروج من نير الاستعمار ـ أنّهم رجال حرب وسفاكون للدماء؟![10]

لماذا لا يقولون عن الأمريكيين الذين قتلوا في الحرب الفيتنامية من قيادة واحدة ل ( جياب) نصف مليون إنسان أنّهم مجرموا حرب وسفاكوا دماء؟!

لماذا لا يقال عن الفرنسيين الذين قتلوا في الجزائر ـ في حرب التحرير ـ أكثر من مليون من البشر، أنّهم مجرموا حرب ولا يملكون من الإنسانية شيئاً؟!

أين هذه الغلظة والخشونة والإجرام من رحمة النبي وعفوه وعطفة على البشرية قال تعالى: (قَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[11].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

[1] مستدرك سفينة البحار7: 182، مدينة المعاجز2: 439.

[2] الإسراء: 79.

[3] الميزان في تفسير القرآن 13: 176.

[4] الأنبياء: 107.

[5] بحار الأنوار8: 38، تفسير الصافي4: 219.

[6] الأنفال: 33. عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام لأي شئ يحتاج إلى النبي صلى الله عليه وآله والامام ؟ فقال لبقاء العالم على صلاحه وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو أمام قال الله عز وجل وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم...) علل الشرائع1: 123

[7] الأعراف: 156.

[8] الأنبياء: 107.

[9] راجع بحار الأنوار 21: 104. ودار أبي سفيان كانت بأعلى مكة ودار حكيم بن حزام كانت بأسفل مكة، وهما من رؤوس الشرك أسلما يوم فتح مكة.

[10] راجع كتاب هذا مذهبي لغاندي.

[11] ـ التوبة: 128.






رد مع اقتباس
قديم 11-16-2012, 12:47 PM   رقم المشاركة : 2
z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
:: عضوة مميزة ::

 
الصورة الرمزية z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ
الملف الشخصي





الحالة
z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: قبس من مقامات المصطفى في القرآن الكريم

تسلم الانامل الطاهره
لاحرمنا الله منك

دمت في ود الباري
بارك الله فيك وعساك على القوه
دمت نبراس الى هذا المنتدى
تقبل مروري المتواضع







التوقيع :
سبحان الله ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:03 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام