العلة من عودة بعض الارواح

[اعز صديق]

العلة من عودة بعض الأرواح
هذا الموضوع مقتبس من إحدى رواياتي والتي تدور حول عالم الخيال والاتصال بالأرواح لتكون قصة يؤخذ منها العظة والعبرة وهذا الجزء مقتبس من رواية ( ...........) .
شيخ كبير طاعن في السن لحيته البيضاء كسته وقار الأولياء يُمعن النظر في سماء زرقاء ، إذ مر به شاب فأنى أنة .
*مضى الشباب سريعا وسيمضي المشيب أيضا ، ستخرج الروح يوما لتلتحق بغيرها .
سمع الشاب ( أسامة ) كلام الشيخ .
* أأنت خائف من الموت ؟
* كلا فالعمر قد مضى وقارب الرحيل إلى العالم الثاني .
* كثير منا يخاف من الموت وبالرغم من ذلك فنحن نحب الكلام عن الأرواح .
* أيها الشاب إن الروح من الأمور الغيبة ولكن الله سبحانه وتعالى لم يمنع الناس من السؤال والبحث في جميع الميادين والتخصصات ومنها مسألة الروح الروحُ التي حيرت العقول في كيفية نشأتها ودخولها وخروجها من الأبدان وتنقلها في العوالم الأخرى ، كعالم الملكوت وعالم الأرواح وعالم الأطياف والأحلام ، فالروح عبارة عن ملكة طاهرة نورانية ، وهي المسؤولة عن تحريك الجسد وليس الجسد هو المسؤول عن تحريكها ومثال ذلك :-
( وقود السيارة فبدونه لا تستطيع السيارة السير) ومسألة ان الروح التي فينا كانت في غيرنا كلام لا صحة ولا وزن له
* ولكن العلم الحديث اثبت هذا .
* هذا كلام غير صحيح والدليل على ذلك :-
إذا كانت الروح قبل آلاف السنين في بدن كافر واليوم في بدن مسلم فان الكافر الذي يُخلد في النار لا يشعر بالألم لأن روحه متصلة بالمسلم ، وإذا كانت الروح متصلة بالكافر فأن المسلم الذي يُخلد في الجنة لا يشعر بالنعيم والملذات فيها .
* صحيح .
* أجسادنا أداة وصورة تنقل مؤثرات الروح تماما كجهاز التحكم من بُعد .
* هل عادت الروح لأحد من قبل ؟
* نعم .
* ما الهدف من عودتها ؟
* المصلحة الإلهية هي الهدف الأول والأخير ، إذا اقتضت المصلحة أن تعود الروح إلى صاحبها فإنها ستعود وتكون دليلا على شيء مهم كالبعث والميعاد والقدرة والمعجزة وكذلك الانتقام .
بالنسبة للبعث والميعاد فأكبر شاهد على ذلك أصحاب الكهف رضوان الله عليهم ، لقد عادت أرواحهم إلى أبدانهم ليتضح جليا لأهل ذلك الزمان ان الإنسان إذا مات سيبعث لا شك ولا ريب وسيحاسب على ما فعله في الدنيا .
أما بالنسبة للقدرة فشاهدنا قصة نبي الله عزير عليه السلام عندما مر على قرية وهي خاوية على عروشها وتسأل أنى يحيي الله سبحانه وتعالى هذه الأرض بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه وسأله كم لبثت ؟
فقال : يوم أو بعض يوم .
فأوحى الله عز وجل إليه : انظر إلى حمارك وطعامك لقد تغيرا فاحتار عزير فقال تعالى : لقد لبثت مائة عام فانظر إلى حمارك كيف نعيده للحياة مرة أخرى لتتيقن .
أما بالنسبة للمعجزة فشاهدنا ما كان يفعله نبي الله عيسى عليه السلام من إحياء للموتى ، ولم يستطع احد غيره فعل ذلك
أما بالنسبة للانتقام هذه الكلمة التي يرتجف البدن لذكرها والحقيقة ان الروح تهتز لهذا الكلمة أيضا ، لأن الانتقام لا يكون إلا عن غضب وردت فعل فغضب الله سبحانه وتعالى شديد وأليم في الدنيا والآخرة ، في الآخرة من المُسلمات وأما بالنسبة للدنيا فدليلنا هو ( قصة غلام بني إسرائيل ) لقد رجعت الروح المظلومة إلى صاحبها للانتقام ممن ظلمها .
أراك هائما ؟
* صحيح فعلامات الاستفهام تطير على رأسي تريد جوابا لها هل الأرواح تعود للانتقام ؟
* بدل التفكير بالأرواح والعالم الأخر انظر إلى المستقبل بعين الأمل ، والان وداعا .
* وداعا أيها الشيخ .