لماذا نلعن أعداء آل محمد عليهم صلوات الله؟

[أبو حيدر]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

لماذا نلعن أعداء آل محمد عليهم صلوات الله؟

قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز:
"إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا" [لأحزاب: 57]

قال العلّامة المجلسي (رضي الله عنه):
"اللّعن على أعداء الدّين معدودة من أفضل العبادات". [مقدّمة بحار الأنوار]

ربّما يتسائل أيّ شخص سواء كان من الطائفة البكرية أو حتّى من الطائفة المنصورة، لماذا الشيعة الإماميّة يلعنون؟ . . . وللإجابة على هذا السؤال، نقول:
ـ إنّ اللّعن لا يثبت ولا يتحقق إلا بنص من القرآن أوالسنة، وأنه حكم يصدر من العليم الحكيم عز وجل، ومن نبيه صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله، ومن عترة النبي المعصومين الذين عندهم علم الكتاب عليهم السلام. أما من غيرهم فلا يتحقق اللعن إلا للملعونين الشرعيين، أما لغيرهم فلا يكون أكثر من سب وشتم.

ـ أنّه يجب الإيمان بآيات اللعن واعتقاد لعن الملعونين في القرآن، ولعن من صدرت عليه لعنة من رسول الله صلى الله عليه وآله أوأحد المعصومين عليهم السلام.

ـ يجب الإعتقاد بلعن كل من انطبق عليه نص عام في اللعن من آية أوحديث صحيح، كظالمي آل محمد صلى الله عليه وآله.

ـ الإعتقاد بلعن الملعونين فريضة كما تقدم، أما فعل اللعن أي لعن الملعونين فتجري عليه الأحكام الخمسة: الوجوب أوالاستحباب أوالحرمة أوالكراهة أوالإباح، حسب ما يطرأ عليه من عنوان، ويتبع فتوى مرجع التقليد.

ـ اللعن والبراءة قبل الولاية ومقدم عليها رتبة، لأن الولاية لا تصح إلا بالبراءة، وتخلية القلب تسبق التحلية في السلوك، ولذا كانت البراءة في شهادة التوحيد قبل الولاية، والنفي متقدما على الإثبات: (أشهد أن لا إله إلا الله).

ـ بناء على ما تقدم، فإن لعن أعداء محمد وآله أفضل من الصلاة عليهم صلى الله عليه وآله، لأنه مقدمة لولايتهم ومودتهم، والدعاء لهم والصلاة عليهم.

ـ من الأغلاط الشائعة تصور أن اللعن والبراءة يتنافى مع التسامح والحرية والمحبة للناس مع أن معاني الخير لا يمكن أن تتحقق في نفس الإنسان إلا ببغض الشر والأشرار والبراءة منهم، واعتقاد أنهم ملعونون مطرودون من رحمة الله تعالى.
فالإنسان لا تتحقق إنسانيته إلا بتوازن قوة الحب والبغض في شخصيته، وتوجيه كل منهما إلى مجالها الصحيح، فالذي يحب الخير لا تكون شخصيته متوازنة حتى يبغض الشر، بل لا تحصل له الحصانة المطلوبة من الشر إلا ببغضه وبغض الأشرار.

والحمد لله ربّ العالمين ،،،
اللهمّ إنّي أتقرب إلى الله والى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الحسن والحسين عليهم السلام بموالاتكم والبراءة ممن أسّس أساس الظلم والجور عليكم وأبرأ إلى الله وإلى رسوله ممن أسّس أساس ذلك وبنى عليه بنيانه وجرى في ظلمه وجوره عليكم أهل البيت وعلى أشياعكم، برئت إلى الله وإليكم منهم وأتقرب إلى الله والى رسوله ثم إليكم بموالاتكم وموالات وليكم وبالبرائة من أعدائكم، اللهمّ العن أعداء آل محمّد.

ونسألكم الدعاء.