09-18-2008, 07:58 PM | رقم المشاركة : 1 |
#الأمل#
(الله في السماء,والأمل في الأرض, وبين روح الله المؤاسي, ومدد الرجاء الأسي, تندمل الجفون القريحه,وتلتئم القلوب الجريحه, وتنتعش الجدود العاثرة الكروان يموت فرخه في المساء,في الصباح يرقص ويصدح, والشاه يذبح حملها في الحضيرة, وفي المروج يثغو ويمرح, والقلب يقطع من القلب والروح تنزع من الروح, ثم يعيش المحب بعد حبيبه, والوالد بعد ولده, كما يعيش النهر الناضب في ارتقاب الفيضان,والروض الذابل في انتظار الربيع لله على الناس نعمتان لا يطيب بدونهما العبش ,ولا يبلغ الإ عليهما العمر:النسيان والأمل ماذا كان يصنع الأسى بالقلوب الوالهه إذا لم يمح النسيان من الذهن صورة الحبيب الراحل أو الهاجر؟ تأمل حالك يوم فجعك الموت في عزيز عليك,أما كنت تجد لهيب الحزن متصلا يوقد صدرك من غير خبو, ويذيب حشاك من غير هدنة. تصور دوام هذة النار على نياط القلب وأعصاب الجسد , ثم قدر في نفسك الحياه على هذة الصوره, على أنها والحمدالله لا تدوم ,فإن الجبار الذي سلط الألم على الروح, وهو الرؤوف الذي سلط الزمن على الألم , فالزمن لا ينفك يسحب ذيول الأيام والليالي ,على الصور والأثار حتى تنطمس المشابه, وتعفو الرسوم, ولا يبقى من المفقود إلا صورة لا تنطق, ولا من الجرح إلا ندبه لا تحس. وماذا كان يفعل اليأس بالنفوس المكروبه إذا لم لم يفتح الأمل أمامها فرجه في الأفق المطبق, وفسحه من الغد المجهول؟ يا ويلتا للفقير يعتقد أن فقره يدوم بدوام الحياة, وللمريض يرى أن مرضه ينتهي بانتهاء الأجل , ويا بؤس للحياة إذا لم يقل المأزوم والمحروم والعاجز: إذا كان في ليوم قنوط ,ففي الغد رجاء ,وإذا لم تكن لي الأرض , فستكون لي السماء!) |
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|