العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى أهل البيت عليهم السلام
 
 

منتدى أهل البيت عليهم السلام شذرات من حياة وسيرة المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-19-2011, 07:38 PM   رقم المشاركة : 1
السوسن
(مراقبة عامة)


 
الصورة الرمزية السوسن
الملف الشخصي





الحالة
السوسن غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي من العطاء الفكري للامام الباقر(عليه السلام)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
بسبب الاعداد الخاص لكل إمام من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، لتحديد معالم شخصيته وطابعها المبدئي في الفكر والعمل ، فإنّ الائمّة قد تسنّموا قمة التسلسل في درجات الشخصيّة الاسلامية ، حتّى عُدّوا في النشاط الفكري والممارسات العملية الممثلين الحقيقيين لرسالة الله تعالى ومتطلباتها.
فهم في الفكر السنة ناطقة بمكنون الحق والهدى، وهم في سائر الأنشطة والتفاعل على الصورة الحية التجسيدية الله العظمى ومنهاجه الأقوم.
وقد سبق أن أشرنا إلى طبيعة التلقي والاعداد اللّذين يخضع لهما كل إمام من خلال إشراف الرسول (صلى الله عليه واله ) على تشكيل شخصيته كما في حالة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، أو إشراف إمام سابق على تشكيل شخصية الّذي يليه ، كما في سائر الائمّة (عليهم السلام) ، بيد أنّ الجانب الفكري عند الائمّة (عليهم السلام) وإن كان نقياً بسبب ذلك الاعداد الخاص ، إلاّ أنّ مفاهيمهم ومعالجاتهم لما يستجدّ من أحداث في حياتهم ، وحياة المعاصرين لهم ، تأتي من خلال ما يملكون من مدد علمي لا ينضب في هذا المضمار .
وقد تجسّد ذلك عمليّاً في حياة الائمّة (عليهم السلام) حيث أشارت العديدُ من الاحاديث الكريمة لهذه الحقيقة ، إذ لم تتعذّر عليهم الاجابةُ عن سؤال أو إشكال في أمر فكري أم تشريعي أو علمي أو نحوه ، ولم يُخطِئوا في تحديد مفهوم أو تصوّر أو فكرة طوال حياتهم .
وحيث نحاول الآن دراسة سيرة الأمام الباقر (عليه السلام) فسوف نطلُّ على البُعْد الفكري الشاهق من شخصيته الكريمة. وقبل أنْ نطرح بعض النماذج الحيّة من أفكاره الرائدة، نودّ أنْ نشير إلى عمق تفكيره (عليه السلام) وسموّ مكانته العلمية ، على مَن سواه في عصره،في العقائد والفقه والتفسير والحديث وسواها من حقول معرفته،ممّا كان مثار إعجاب القمم الفكرية في زمنه وما بعده.
فعبد الله بن عمر بن الخطاب يُسأل عن مسألة ، فيعجز عن الاجابة عنها ، فيرشد سائلها إلى الأمام الباقر (عليه السلام) : إذهب إلى ذلك الغلام ، فسله وأعلمني بما يجيبك ، فيأتي السائل إلى الباقر (عليه السلام) ، فيرى الاجابة حاضرة لديه ، ثمّ يعود إلى ابن عمر ليخبره بما جنى من ثَمَر ، فيعلِّق ابن عمر على ذلك بقوله : « إنّهم أهلُ بيت مُفَهَّمون »
وعبد الله بن عطاء المكّي يقول :
«ما رأيتُ العلماءَ عند أحد قَطُّ أصغرَ منهم عند أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) . ولقد رأيتُ الحكمَ بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبيٌّ بين يَدي معلِّمه ».
وهذه نماذج من المعطيات الرائدة الّتي خلفها (عليه السلام) ، فكراً نابضاً بالحياة نطرحها من أجل التأمّل ، والعِظَةِ العملية علّها تُعينُنا على صوغ ذِهنيّاتِنا ، وبناء المجتمع الفاضل الكريم :
1 ـ وفد عمرو بن عبيد ـ وهو مِن أئمّة الاعتزال ومُفكِّريهمـ على محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام) لامتحانه بالسؤال ، فقال له :
«جُعِلتُ فداك ما معنى قوله تعالى: (أَولَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّموَاتِ وَالاَْرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا ) ، ما هذا الرّتق وما هذا الفتق ؟ قال أبو جعفر (عليه السلام) : ( كانت السّماء رتقاً لا تنزل المطر ، وكانت الارض رتقاً لا تخرج النبات ، فَفَتَقَ الله السّماء بالقَطْر ، وفَتَقَ الارضَ بالنّبات ) . فانقطع عمرو ولم يعترض بشيء . وعاد إليه مرّة اُخرى وقال : خبِّرني جُعِلتُ فداك عن قوله تعالى : (وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ) ، ما ذلك الغضب ؟ قال (عليه السلام) : ( العذاب يا عمرو ! وإنّما يغضب المخلوق الّذي يأتيه الشيء فيستفزّه ، ويغيّره عن الحال الّتي هو بها إلى غيرها ، فمن زعم أنّ الله يغيِّره الغضبُ والرِّضا ويزولُ عن هذا ، فقد وصفَهُ بصفةِ المخلوق ) » .
2 ـ قال محمّد بن المنكدر ـ زعيم صوفي ـ :
« ما كنتُ أرى أنّ مثل عليّ بن الحسين يَدَعُ خلقاً يقارِنُهُ في الفضل حتّى رأيتُ ابنه محمّد بن عليّ وذلك أنِّي أردتُ أنْ أعِظَهُ فَوَعَظَني ، فقالَ أصحابه بأي شيء وَعَظَكَ ؟ قال : خرجتُ إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارّة فلقيتُ محمّد بن عليّ ، وكان رجلاً بَديناً وهو مُتّكِئ على غلامين له ، فقلت في نفسي شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدُّنيا ، والله لاعِظَنَّهُ ، فدنوتُ منه ، فسلَّمتُ عليه ، فسلَّمَ عَلَيَّ بِبَهر،وقد تصبَّبَ عرقاً ، فقلت : أصلَحَكَ اللهُ ، شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدُّنيا ! لو جاء الموتُ وأنت على هذه الحال ؟ قال : فخلّى عَنِ الغلامين مِن يَدِهِ ، ثمّ تسانَدَ وقال : ( لو جاءني والله الموتُ وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة مِن طاعات الله ، أكفُّ بها نفسي عنك ، وعن الناس ، وإنّما كنتُ أخافُ الموتَ لو جاءني وأنا على معصية مِن معاصي الله ) . فقلتُ : يرحمُكَ اللهُ أردتُ أنْ أعِظَكَ فوعَظْتَني ».
وتبدو أهميّة حديث الأمام الباقر (عليه السلام) مع ابن المنكدر إذا أعدنا إلى الاذهان أنّ هذا الاخير يدين بالتصوّف والعزلة عن الحياة الدُّنيا ، والاتّجاه الاتكالي في اُموره المعاشية على سواه من الناس ، مُتذرِّعاً بالانصراف للعبادة فحسب ، الامر الّذي لا يقرّه الاسلام الحنيف ، وهو ما أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) عندما قال : « مَلعونٌ مَن ألقى كلَّه على الناس » .
ولقد وجد الأمام الباقر (عليه السلام) الفرصة ملائمة لتفنيد مذهب التصوّف عمليّاً ، فوضع ابن المنكدر أمام الامر الواقع ، وذكّره بأنّ الموتَ في ساعة كسبِ الرِّزقِ ، إنّما يكون في طاعة من طاعات الله عزّ وجلّ ، فلم يَرَ ابن المنكدر بُدّاً من الاعتراف بسلامةِ خطِّ الأمام (عليه السلام) فترجمَ قناعَتَهُ بقوله : «أردتُ أنْ أعِظَكَ فَوَعَظْتَني» .
3 ـ قال أبو يوسف الانصاري :
«قلت لابي حنيفة:لقيتَ محمّدَ بن عليّ الباقر(عليه السلام)؟فقال:نعم،وسألتُهُ يوماً،فقلتُ له:أرادَ اللهُ المعـاصي؟فقال: (أفَيُعْصى قهراً؟)،قال أبو حنيفة : فما رأيتُ جواباً أفحَمَ منه».
ومن الضروري أنْ نشـير إلى أنّ أبا حنيفة فقيه مدرسـة الرأي المعـروف ، كان له كلّ الحق حين يصف جواب الأمام (عليه السلام) لوجازته ، لانّ الرّجل قد أدرك أهميّةَ جوابِ الأمام (عليه السلام) بدقّة تحديه العلمي الصارم لفلسفة الجبر والتفويض الّتي مزّقت وحدةَ المفكِّرين والفقهاء زمناً طويلاً ، حيثُ إنّ الأمام (عليه السلام) يحدِّدُ مَسارها الموضوعي بكلمتين اثنتين ( أفَيُعْصى قهراً ؟ ) أي هل يعقل أنّ الله يجبر عبـاده على معصيته ، فيعصونه بالقهر ؟ ممّا يثير إعجاب أبي حنيفة .
4 ـ عن أبي حمزة الثمالي قال :
«قدم قتادة بن دعامة البصري على أبي جعفر (عليه السلام) فقال له الأمام (عليه السلام) : ( أنت فقيه أهل البصرة ؟ ) قال : نعم ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : (وَيْحَكَ يا قتادةُ إنّ الله عزّ وجلّ خَلَقَ خَلْقاً فجعلهم حُجَجاً على خلقه ، فهم أوتادٌ في أرضه ، قُوَّامٌ بأمره ، نجباءُ في علمه ، اصطفاهم قبلَ خلقِهِ ، أظلّةٌ عن يمين عرشه ) ، فسكت قتادة طويلاً ثمّ قال : أصلحكَ الله ، والله لقد جلستُ بين يَدي الفقهاء وقدّام ابن عباس ، فما اضطرب قلبي قُدّامَ أحد منهم ما اضطربَ قُدّامَكَ . فقال أبو جعفر (عليه السلام) : ( أتدري أينَ أنتَ ؟ أنتَ بينَ يدي بيوت أذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمُهُ ، يسبِّحُ له فيها بالغدوّ والاصال ، رِجالٌ لا تُلهيهمْ تجارةٌ ولابيعٌ عن ذكر اللهِ ، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، فأنت ثمّ ونحن اُولئك)، فقال قتادة : صَدَقْتَ والله ، جعلني اللهُ فداك ، واللهِ ما هيَ بيوتُ حجارة ولا طين».
5 ـ وفي تحديد مفهوم الشيعي يقول (عليه السلام) :
« ما شيعتُنا إلاّ مَنِ اتّقى اللهَ وأطاعَهُ ، وما كانوا يُعرفونَ إلاّ بالتواضُعِ ، والتّخَشُّعِ ، وأداءِ الامانة ، وكثرةِ ذكر الله ، والصّومِ والصّلاةِ ، والبِرِّ بالوالدينِ ، وتعهُّدِ الجيران مِنَ الفُقراء ، وذوي المسكنة والغارِمينَ والايتام ، وصدقِ الحديث ، وتلاوةِ القرآن ، وكَفِّ الالسنِ عن الناس إلاّ مِن خير ، وكانوا أمناءَ عشائِرِهم في الاشياء ».
6 ـ ومن روائع توصياته السياسية وصيّته لعمر بن عبد العزيز الحاكم الاموي المعروف :
« أوصيكَ أنْ تَتَّخِذَ صغيرَ المسلمين ولداً ، وأوسطَهُم أخاً ، وأكبرَهُم أباً ، فارْحَم وَلَدَكَ ، وصِلْ أخاكَ ، وبِرْ والدَكَ ، وإذا صنعتَ معروفاً فرَبِّهِ ».








رد مع اقتباس
قديم 02-20-2011, 12:26 PM   رقم المشاركة : 2
احرار الزهراء
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية احرار الزهراء
الملف الشخصي




الحالة
احرار الزهراء غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من العطاء الفكري للامام الباقر(عليه السلام)







التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 02-20-2011, 06:44 PM   رقم المشاركة : 3
سعودي شرقاوي
:: عضو مميز ::

 
الصورة الرمزية سعودي شرقاوي
الملف الشخصي




الحالة
سعودي شرقاوي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من العطاء الفكري للامام الباقر(عليه السلام)

بارك الله فيج اختي الكريمه






رد مع اقتباس
قديم 02-20-2011, 06:45 PM   رقم المشاركة : 4
سعودي شرقاوي
:: عضو مميز ::

 
الصورة الرمزية سعودي شرقاوي
الملف الشخصي




الحالة
سعودي شرقاوي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من العطاء الفكري للامام الباقر(عليه السلام)

احسنتم
وبارك الله في جهودكم






رد مع اقتباس
قديم 02-22-2011, 10:15 AM   رقم المشاركة : 5
بحر الجود
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية بحر الجود
الملف الشخصي




الحالة
بحر الجود غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من العطاء الفكري للامام الباقر(عليه السلام)

اشكرك على طرحك الراائع
بارك الله فيك
وسلمت يمنااك
تحيااتي






التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:04 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام