الحسين الضمير

[أبنه الهواشم]

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم

لقد تربينا منذ نعومة اظفارنا على ذكر الحسين(عليه الصلاة والسلام) حتى صار اسمه جزءا من ذكريات طفولتنا وصبانا لكن بلا شك ان ذكرى الحسين ليست مجرد ذكرى نحتفظ بها او نرددها باعتبارها مخزون عقلي او موروث اجتماعي ولا حتى مجرد عبرة نسكبها الم ولا عبرة تمر علينا من غير ان نعي حقيقتها,فالحسين ونهضته هو صورة للضمير الالهي الذي تحتاجه الانسانية في مسيرتها نحو الكمال الذي يريده الله للفرد المؤمن,الا تشاطرني الراي ان عبارة (يا حسين بضمايرنا) ليست مجرد مطلع لمرثية رائعة بل انها تمثل الامر الالهي في جعله التكويني والتشريعي حاكاه الشاعر فجاء بشكل سمفونية ستظل ترددها الاجيال ما بقي ضمير حيوالا تلاحظ كم توقف الحسين (عليه الصلاة والسلام) لا لمراجعة فعله وموقفه وهو القائل لجابر بن عبد الله الانصاري(رضوان الله عليه) عندما جاءه ناصحا بالمسالمة والصلح كما فعل الامام الحسن (عليه الصلاة والسلام) فقال له (عليه الصلاة والسلام) يا جابر اخي فعل ما فعل بامر الله ورسوله (صلى الله عليه واله) وانا افعل ما افعل بامر الله ورسوله فكان عارفا بحقيقة الامور وبمصيره حق المعرفة انما توقفه كان الغاية منه عودة الوعي وتصحيح الموقف للذين خرجوا لقتاله هذا الوعي الذي لا يمكن ان يعود الا بالاسترشاد بحجة الله في ارضه فهو (الضمير الالهي) مجسدا ومشخصا ولذلك اكثر الحسين (عليه الصلاة والسلام) في محاججة القوم والنصح لهم والقاء الحجة عليهم حتى يأس منهم, ولهذا نستطيع ان نقول ان استذكار الصرخة الضمائرية الحسينية هي بمثابة استحضار بل هي استحضار بكا ما للكلمة من معنى لا بد من فهمه واستغلاله ذلك ان لحظة (الاستذكار_الاستحضار) تمثل موقفا يتخذه الانسان ولو في قرارة نفسه يعبر فيه عن عدم رضاه عنها (اي عن نفسه) ومن خلال تحديد موقفه من الحسين (الضمير) يحاكمها ويراجع مواقفها ويحدد غايتها.

[z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ]

اللهم صل على محمد وال محمد

[احرار الزهراء]