|
|||||||||||
منتدى أهل البيت عليهم السلام شذرات من حياة وسيرة المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-11-2011, 11:11 AM | رقم المشاركة : 1 |
الدروس والعِبر من فدك
اللهم صلِّ على مُحمد وآل ِمُحمد وعجل فرجهم وأرحمنا بهم يـآكريم السلآآم عليكم ورحمة الله وبركـآتهـ.. نَحِل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فدكاً إلى بضعته الزهراء ( عليها السلام ) بوحيٍ من الله وتعالى : ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) الروم : 38 ، سنة سبع من الهجرة ، وبقيت بيدها أكثر من ثلاث سنين ، فهل تغيَّرت حياة فاطمة الزهراء والإمام علي ( عليهما السلام ) ، حيث أنَّ فدكاً كثير الغلاَّت ، وفيرة الثمار ؟ كلاَّ وألف كلاَّ ، فلم يزل ذلك القرص من الشعير ، ولم يزل ذلك الملح أو اللبن . وهناك سؤال يتبادر إلى الأذهان ، وهو :أين تذهب غلاَّت وثِمار وأموال فدك ؟ والجواب : لقد كانت تقسَّم على الفقراء والمحتاجين من المسلمين ، بينما الإمام علي وفاطمة ( عليهما السلام ) يعيشان حياة الزهد ، والعزوف عن الدنيا وزَبَارِجِها وبَهَارِجها . وهنا تتبادر أسئلة أخرى : لماذا استولى عليها الحُكَّام ، ومنعوا من استمرار إنفاق ثمارها في سبيل الله ؟ ومن انتفاع الفقراء والمحتاجين لها ؟ ولماذا هذا الإصرار من الزهراء والإمام عليٍّ ( عليهما السلام ) بمطالبتهما بأموال بني النظير وفدك وسهم خيبر ، وبإرث فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) من أبيها ، وغير ذلك ؟ فهذا الإصرار على تحدِّي السلطة في إجراءاتها الظالمة ، ومغاضبة الزهراء ( عليها السلام ) للغاصبين حتى توفِّيَت ، حيثُ أوصَتْ أنْ تُدفن ليلاً ، كل ذلك يجعلنا نتساءل عن السرِّ الكامن وراء تلك المطالبة ، وذلك الإصرار . ولعلنا نستطيع أن نستلْهِمَ من ذلك دروساً وعبراً للحياة ، منها : 1- إنَّ انتصار الحق و تأكيده ، ورفض الباطل وإدانته ، مِن المُثُل الإسلامية العُليا ، التي سَعَى النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) إلى تثبيتها في المجتمع الإسلامي ، والتأكيد عليها في مختلف ظروف الحياة الإسلامية . فكانت هذه المطالبة شُعلة وَهَّاجَة ، تُنير الدرب أمام المظلومين المغصوب حقَّهم ، وتحرق بوهجها وشَرَرِها الحُكَّام الظالمين على مَرِّ الأيام والدهور 2- إن موقف فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في هذا الظرف الحَرِج ، واحتجاجاتها بالدستور الإسلامي القرآن الكريم ، واستشهادها بالصحابة ، يبيِّن مَدَى الانحراف الخطير الذي حدث بمسيرة الإسلام والمسلمين بعد وفاة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) . فحاولت الزهراء وعلي ( عليهما السلام ) تحييد هذا الانحراف وتعديله منذ لحظاته الأولى ، وكان هذا واجبهما أمام الله والمجتمع ، سواء أعادَ الحقُّ إلى أصحابه أو لم يعد . 3- إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أعطَتْ درساً لكُلِّ المسلمين من وجوب قول الحق ، والوقوف بوجه الحاكم الغاصب والظالم ، وأنَّه ليس بمنأىً عن الحساب والعتاب والعقاب ، وليس فوق القانون شيء . وأنَّ الحاكم موجود لِحِماية القانون ، والالتزام بما يفرضه الشرع عليه من التزامات في نِطاق موقفه ومنصبه هذا . 4- إن الاعتراض والمطالبة بالحق والعدالة ليسَتْ من اختِصاص الرجال ، بل من اختصاص كُلِّ شرائح المجتمع ، بما فيه النساء ، لأنَّهُنَّ عنصر من عناصره . 5- إن المطالبة بالحق ، والانتصار لله تعالى ليس مشروط بإمكانية الحصول على الهدف ، وإنما هو تسجيل موقف عقائدي مرتبط بالتصدِّي للانحراف ، ومطالِبٌ بتصحيح الأخطاء ، ومُنبِّه لِمَن غفل أو تغافل عن هذا الانحراف . وكذلك هو إظهار مواقف كلا الطرفين ، من الظالم والمظلوم ، وصاحب الحق ومغتصبِه ، والحاكم والرعيَّة ، فإظهار مواقف الطرفين على حقيقتها أمام المجتمع تؤدِّي إلى تثبيت أُسُس الحقِّ والعدالة ، وتنوُّر فِكر الرعيَّة ، حتى لو كان الظالم شاهراً سيفَه ، أو مفرِّقاً أمواله لشراء العقول ، فإن العقل سيحكمُ ولو بداخل نفسه وتحت أستار ستائره ، بالحق والعدل 6- إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) معصومة بِنَصِّ القرآن الكريم ، بالآية الشريفة التي نقَلَها الفريقان : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب : 33 . ومن غير المُمكن أن تطالِب الزهراء بِحقٍّ ليس لها ، لأنَّ ذلك ينافي العصمة ، وغيرها غير معصوم ، وهذا يعني أن كلامها ( عليها السلام ) حُجَّة ، يجب الالتزام به ، وكلام غيرها ادِّعاءً وليس بِحُجَّة . وأنَّ غضبَها وسخطَها غضبُ وسخطُ لله تعالى ، ولا يُخفَى أنها ( عليها السلام ) ماتت وهي واجدة وغاضبة على أولئك الذين أخذوا حقَّها ، واستأثروا به دونها . وحينما أرادوا زيارتها في مرضِها الذي استشهدت فيه ، فإنَّها لم تجب بالقبول ، بل قالت للإمام علي ( عليه السلام ) : ( البيتُ بيتُك ، والحُرَّة زوجتُك ، اِفعل ما تشاء ) . وحينما دخلا عليها وحاولا استرضاءها وبكيا لديها ، أوضحت ( عليها السلام ) أنها غير راضية عليهما ، وأنهما أغضباها . ولا زالت ( عليها السلام ) غاضبة ساخطة عليهما ، لأنها تعرف أنَّهما بَكَيا للتأثير عليها عاطفياً ، وليس عن تراجع عن موقفهما ، أو تقديم تنازُلات واعتذارات منهما . ومعنى ذلك إنهما أرادا استرضائها ولو لَفظياً ، أو الإظهار للناس بأنها راضية عنهما ، وأنها قد استقبَلَتْهُما ، فهي مُقرَّة على أفعالهما ، وقد طابَت نفسُها عن فدك ، وعن حقوقها المغتصَبَة الأخرى . لكن وصيَّتها بأن تُدفَن ليلاً ، ومن ثم تنفيذ هذه الوصية من قبل الإمام علي ( عليه السلام ) قد فوَّت الفرصة ، وسدَّ السبيل على كل مُفترٍ مدافع عن الباطل ، ومبرِّرٍ للأفعال اللاأخلاقية ، التي تتابعت على الزهراء ( عليها السلام ) . ولمْ يبقَ لديهم من سلاح إلا الطعن بالطاهرة بنت المصطفى ( عليها السلام ) ، والانتقاص من شأنها ، وعدم الاعتناء بها ، والنيل من مقامها ، من أمثال قولهم : مَالَنَا والنساء ؟ وكذلك ردُّ طلبها ، وتمزيق كتابها ، وعدم الاعتناء بما تقوله ( عليها السلام ) ، ومطالبتها بالشهود... صلَّ اللهُ عليكِ سيدتي ومولآآتي ياافاطمة الزهرااء وعلى روحكِ الطـآهره... مركز البيت العالمي للمعلومـآت |
|
|
العلامات المرجعية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|