بركة كربلاء

[رمبوش]

هذه القصة قرأتها في أحد الكتب وأتمنى الفائدة للجميع
هناك قصة تاريخية حدثت في إيران في عهد أحد الملوك الصفوية أي قبل 350 سنة تقريبا والقصة هي :
أن الحكومة الفرنسية أرسلت شخصية بارزة من شخصياتها ورجالها سفيرا منها إلى إيران وكان هذا السفير مسيحيا ويعرف العلوم الرياضية والحسابات الفلكية ويستطيع من خلالها أن يطلع على أسرار الناس , فكان يخبرهم عنها على ضوء الحسابات التي كان يعرفها وعلى أثر هذه الخبرة كان هذا الرجل مغرورا بنفسه معجبا بعلمه , حتى أنه دعى علماء الإسلام إلى عقد جلسة للمناقشة حول الإسلام ونبوة محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) والمطالبة بالأدلة المقنعة على حقيقة نبوة نبي الإسلام .
فوجه الملك الصفوي دعوة إلى علماء الدين للحضور في قصره لمناقشة ذلك السفير المسيحي , وأول من أفتتح الجلسة هو أحد علماء الدين ويقال أنه أية الله الفيض الكاشاني – صاحب كتاب الوافي في الحديث الشريف والصافي في التفسير –
ولاحظ العالم الكاشاني أن السفير مغرور بنفسه أشد الغرور فالتفت العالم إلى السفير فقال : ما أجهل حكومتكم حيث أرسلت لهذا الأمر المهم رجلا جاهلا مثلك , بينما المفروض أن ترسل أكبر شخصية في الدولة حتى تكون له صلاحية المناقشة .
فلما سمع السفير هذا الكلام غضب وأنزعج وقال : أيها العالم الإسلامي لو كنت تعرفني وتعرف شخصيتي لكنت تعلم أن النساء لم يلدن مثلي وسوف تعرف ذلك من خلال مناقشتي .
قال العالم : أني سمعت أنك تخبر الناس بأفعالهم وأسرارهم على ضوء الحسابات الرياضية التي تعرفها ؟
وهنا أدخل العالم يده في جيبه ثم أخرجها مقبوضة وقد أخفى فيها شيئا وقال للسفير الفرنسي ماذا في يدي ؟
وبدأ السفير يفكر ويحسب أخماسا في أسداس , وبعد نصف ساعة إصفر لونه وتغيرت ملامح وجهه !!!
فقال العالم : هل ظهر جهلك ؟
فقال السفير : وحق المسيح وأمه إني عالم بما في يدك ولكني أفكر في شيء أخر !
فقال العالم : في أي شيء تفكر ؟
فال السفير : إن في يدك تربة من تراب الجنة ... ولكني أتفكر كيف وصلت هذه التربة إليك وأنت في هذه الحياة الدنيا ! هذا هو الذي أثار دهشتي وحيرتي !
فقال العالم : لعلك اشتبهت في الحساب وأخطأت في الجواب أعد حسابك مرة أخرى وتأكد من النتيجة ؟
فقال السفير : لا وحق المسيح وأمه إني لست مخطئا
فقال العالم : إن ما في يدي هي تربة كربلاء وأن نبينا قال : كربلاء قطعة من الجنة والآن هل ثبت عندك صدق نبوة محمد وهل ترى مانعا من إعتناق دين الإسلام بعد أن ظهر لك من حساباتك التي تعتمد عليها أن الإسلام هو دين الله وأن محمد رسول الله وهل تحتاج إلى المزيد من الدليل والبرهان ؟
وهنا فكر السفير قليلا فرأى الحق واضحا فما كان منه إلى أن شهد الشهادة ودخل دين الإسلام ببركة تربة الحسين عليه السلام