العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى الإمام الحسين عليه السلام
 
 

منتدى الإمام الحسين عليه السلام شذرات من سيرة الإمام الحسين عليه السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-15-2015, 07:45 AM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي بكاء فاطمة على ولدها الحسين (عليهما السّلام)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


في بكاء فاطمة على ولدها الحسين (عليهما السّلام)

روى فرات بن إبراهيم في تفسيره عن الصادق (عليه السّلام) أنه قال : (( كان الحسين بن علي (عليه السّلام) مع أمّه تحمله ، فأخذه النبي (صلّى الله عليه وآله) وقال : لعن الله قاتلك , ولعن الله سالبك , وأهلك الله المتوازرين عليك , وحكم بيني وبين من أعان عليك . قالت فاطمة : يا أبة ، أيّ شيء تقول ؟ قال : يا بنتاه ، ذكرتُ ما يُصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والبغي ، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون الى القتل ، وكأني أنظر إلى معسكرهم وإلى موضع رحالهم وتربتهم . قالت : يا أبة ، وأين هذا الموضع الذي تصف ؟ قال : هو موضع يُقال له : كربلاء ، وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمّة .

يخرج عليهم شرار اُمّتي ، وإنّ أحدهم لو يشفع له من في السماوات والأرضين ما شُفّعوا فيه ... ويأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم ... أولئك مصابيح في ظلمات الجور ، وهم الشفعاء , وهم واردون حوضي غداً , أعرفهم إذا وردوا عليّ بسيماهم . فقالت فاطمة (عليها السّلام) : يا أبة , إنا لله ! وبكت . فقال لها : يا بنتاه ، إنّ أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا ...

فما عند الله خير من الدنيا ومافيها ... من كُتب عليه القتل خرج إلى مضجعه , ومن لم يقتل فسوف يموت . يا فاطمة بنت محمّد ، أما تحبين أن تأمري غداً فتُطاعي في هذا الخلق عند الحساب ؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش ؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة ؟ أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه ؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار ؟ يأمر النار فتطيعه , يخرج منها من يشاء ويترك من يشاء .

أما ترضين أن تنظري إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به ، وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله ؟ فما ترين الله صانعاً بقاتل ولدك وقاتليك ؟ ... أما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك ويأسف عليه كل شيء ؟ أما ترضين أن يكون من أتاه زائراً في ضمان الله ؟ ويكون من أتاه بمنزلة من حجّ إلى بيت الله واعتمر ؟ ولم يخلُ من الرحمة طرفة عين , وإذا مات مات شهيداً , وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي , ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتّى يفارق من الدنيا ؟ قالت : يا أبة سلّمت ورضيت ))(1) .

وفي خبر آخر قالت (عليها السّلام) : (( يا أبة ، متى يكون ذلك ؟ )) . قال : (( في زمان خال مني ومنك ومن علي )) ، فاشتدّ بكاؤها , وقالت : (( يا أبة ، فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له ؟ )) . فقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : (( يا فاطمة ، إن نساء أمتي يبكين على نساء أهل بيتي , ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي , ويجددون العزاء جيلاً بعد جيل في كل سنة , فإذا كان القيامة تشفعين أنت للنساء , وأنا أشفع للرجال , وكل من بكى منهم على مصاب الحسين أخدنا بيده وأدخلناه الجنة . يا فاطمة ، كلُّ عينٍ باكيةٌ يوم القيامة إلاّ عيناً بكت على مصاب الحسين ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة)(2) .

وروي أنّ فاطمة (عليها السّلام) لما دنت منها الوفاة دعت ابنتها زينب , فشمّتها من نحرها , وقبّلتها من صدرها , وقالت لها : (( هذه وديعة لي عندك , فإذا رأيت أخاك وحيداً فريداً فشمّيه في نحره , وقبّليه في صدره ؛ فإنّ نحره موضع سيف ابن ذي الجوشن ، وإنّ صدره موضع حوافر خيول بني اُميّة )) .

قال : فامتثلت الحوراء زينب ذلك , ولما كان يوم عاشوراء وبقي الحسين وحيداً فريداً , وأراد أن يودّع العيال ويمضي إلى القتال , أقبلت إليه أمّ المصائب وقالت له : أخي ، اكشف لي عن صدرك وعن نحرك . فكشف لها الحسين (عليه السّلام) عن صدره , فقبّلته في صدره وشمّته في نحره , ثمّ وجّهت وجهها نحو المدينة صائحة : يا أماه ، قد استرجعت الوديعة وأخذت الأمانة , فتعجب الحسين (عليه السّلام) من كلامها فقال لها : (( أخية ، وما الأمانة ؟ )) .

قالت : اعلم يابن اُمّ , لما دنت الوفاة من أمّنا فاطمة , قرّبتني إليها وشمّتني في نحري وقبّلتني في صدري , وقالت لي : (( هذه وديعة لي عندك , فإذا رأيت أخاك الحسين وحيداً فريداً فشمّيه في نحره وقبّليه في صدره )) . قال الراوي : فلما سمع بذكر أمّه بكى ، وسُمع منادٍ ينادي بين السماء والأرض : (( وا ولداه ! وا حسيناه ! )) .

فالزهراء تبكي على ولدها , بل تحضر جميع المآتم ، كما روي أنّ فُضيلاً صنع مأتماً للحسين (عليه السّلام) , ولم يُخبر به إمامنا الصادق (عليه السّلام) , فلمّا كان اليوم الثاني أقبل إلى الإمام روحي فداه , فقال له : (( يا فُضيل ، أين كنت البارحة ؟ )) . قال : سيدي ، شغل عاقني . فقال : (( يا فُضيل ، لا تُخفِ عليَّ . أما صنعتَ مأتماً وأقمتَ بدارك عزاءً في مصاب جدي الحسين (عليه السّلام) ؟ )) . فقال : بلى سيدي . فقال (عليه السّلام) : (( وأنا كنت حاضراً )) . قال : سيدي ، إذاً ما رأيتك . أين كنت جالساً ؟ فقال (عليه السّلام) : (( لما أردتَ الخروج من البيت أما عثرتَ بثوب أبيض ؟ )) . قال : بلى سيدي . قال (عليه السّلام) : (( أنا كنت جالساً هناك )) . فقال له : سيدي ، لمَ جلست بباب البيت ولم تتصدّر المجلس ؟ فقال الصادق (عليه السّلام) : (( كانت جدّتي فاطمة بصدر المجلس جالسة , لذا ما تصدّرت ؛ إجلالاً لها )) .

ففاطمة (عليها السّلام) تحضر في كل عزاء يعقد لولدها الحسين (عليه السّلام) , كما حضرت مصرعه فرأته يوم عاشوراء بعد الظهر بساعة .


ـــــــــــــــ
(1) تفسير فرات الكوفي 1 / 219 / 1717 .

(2) بحار الأنوار 44 / 292 ـ الحديث (37) .

ثمرات الأعواد. الجزء الأول. تأليف. علي بن الحسين الهاشمي النجفي الخطيب


اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس
قديم 10-15-2015, 09:30 AM   رقم المشاركة : 2
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: بكاء فاطمة على ولدها الحسين (عليهما السّلام)

بارك الله فيك..

وأجرك على الإمام الحسين عليه السلام.






التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:55 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام