العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى الإمام الحسين عليه السلام
 
 

منتدى الإمام الحسين عليه السلام شذرات من سيرة الإمام الحسين عليه السلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-04-2009, 06:01 AM   رقم المشاركة : 1
ابوزهراءالركابي
زائر
الملف الشخصي





 

Ah11 ((المسير إلى كربلاء ... محطات تمحيص وابتلاء))




((المسير إلى كربلاء ... محطات تمحيص وابتلاء))
لن تكتمل حقيقة الدين والمذهب في قلوب أبناء الأمة إلا إذا كانالإيمان فيها بالغيب قسيم الإيمان بالحاضر، ولا يصح تدين أحد ما إلا إذا كان مشدودالجوارح إلى رضا الله وتجنب غضبه ، مثلما يتعلق بما يرى ويسمع في هذه الدنيا،فالمجاهد مثلا يقاتل من أجل النصر للعقيدة أو الشهادة لنفسه ، لكن النصر عنده غيب،خصوصًا إذا وهنت الوسيلة ، وقل العون، وترادفت العوائق، بيد أن هذا النصر ينبع منالإيمان بالله ، فهو يمضي في طريقه المر واثقًا من النتيجة الأخيرة ، في حين إن غيره يستبعدها أو يرتاب فيها، أما هو فعقيدته أن اختلاف الليل والنهار يقربه منهاوإن طال المدى ، لأن الله وجب له أن يعز الموحدين المؤمنين وينصرهم.. فلماذا الخوفمن صعوبة المسير وضراوة الصراع بين النفس والعقل؟ ولِمَ الشك في وعد الله القريب أوالبعيد؟! إن السائرين الأوائل لم ينقصهم إيمان بمستقبل أو ثقة بغيب ، إنما نهضوابحقوق الدين والمذهب الذي اعتنقوه وعظموا شعائره ، وثبتوا على صراطه المستقيم ، علىالرغم من تعدد العقبات وكثرة الفتن وجسامة التضحيات ، من أجل ذلك أصروا على إحياءالمسير إلى كربلاء في أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) لمَّا اقتضاهم الأمر ،وبذلوا النفس والنفيس في سبيل عقيدتهم بثورة ألطف وأهدافها ، ومع أن الله تعالى وعدالمؤمنين منهم أن رسالتهم في إحياء هذه الشعيرة ستستقر، وأن رايتهم ستعلو، وأنالكفر لا محالة زاهق، إلا أنه علق أفئدتهم بالمستقبل البعيد وهو الدار الآخرة , ومن هنا يجب على الإنسان المؤمن أن لا يعتري نفسَه الملل، ولا جسمه الكلل ، لأن طموحاته وأشواقه ممتدة إلى غايته المأمولة وهي إحياء وتشييد وبناء وتحقيق الأهداف التي أراد تحقيقها الإمام الحسين(عليه السلام) في نهضته الفكرية والإصلاحية الخالدة على الزمان، فليس شرطًا أن يرى المرء ثمرة جهاده في المسير إلى كربلاء الإمام الحسين(عليه السلام) ، وان كان أغلب هؤلاء الزائرين يطويه الموت، وهو لا يعرف أسباب الصراع بين الهدىالحسيني والضلال الأموي السفياني، وهذا كثير الوقوع، لكن وعد الله الذي لا يخلف وعده للمؤمنين بقضية إمامنا الحسين آت لا محالة: بل ليكونوا امتدادا طبيعيا تتنقل من خلاله الأفكار والمبادئ الحسينية إلى جيل (محمدي, علوي, حسني, حسيني,مهدوي) يرىإنسانيتها وعدلها وخيرها في نصرتها وتحقيق غايتها ، جيل يكون الثبات والصمودوالمواجهة عنوانه الأول والأخير، جيل يكون له الحظ الأوفر في تشييد وبناء وتحقيقا للمطلب العظيم الذي أراده الإمام الحسين(عليه السلام) تحقيقه بدمائه الزكية , جيليرى زيارة الحسين عبادة لله وحده لا شريك له وتعظيما لشعائره وتمجيدا لأهداف وغاياتأوصياءه , لا جيلا يجعل التطبيل والزنجيل والتطبير عادة يمارسها في كل عام وهو لايعي خطاب الإصلاح الذي نادى به الإمام الحسين(عليه السلام) ، ولعله من الأفضل للزائر المؤمن أن يؤدي مراسيم وطقوس زيارته وهو مجرد عن علائق هذه الدنيا الدنيةدون أن يلتفت إلى أهواء نفسه وشهواتها, أو يسخر لميول واتجاهات هو في غنى عن عواقبها، بل يستثمر مسيره ونتائج معركته المحتدمة بين ما هو حق وما هو باطل ، لأن الله قد تولاها بذاته العلية وإرادته القوية . واليوم ومن خلال واقعنا المعاصر لبى المسلمون نداء المسير إلى كربلاء وإحياء أربعينية إمامهم الحسين وأهل بيته وأنصاره(عليهم السلام)، واستجابوا لنداء الله ورسوله غير خائفين ولا جازعين. إلا أنالمسير إلى كربلاء ليس رحلة ولا عملاً ترفيهيًّا، بل هو مبدأ وعقيدة لا يمكنالتنازل عنها إلا إذا كنا متوجهين إلى كربلاء وعقولنا ونفوسنا مشغولة بلهو الدنياوزخرفها, ولم تكرَّم الزيارة الأربعينية لكونها سفرًا فحسب ، بل لعلها المنفذالأقوى والأوحد الذي من خلاله ننتصر للإمام الحسين(عليه السلام) ومظلوميته المتمثلة ببقية الله في أرضه إمامنا المهدي(عليه السلام) الذي ينتظر منا أن نعي حقيقة الأسباب التي دعت الأمام الحسين(عليه السلام)للخروج على طاغية زمانه,وقد يكون هذا الانتصار والإيثارعملاً مضنيًا, أو يكون لعبًا مريحًا مسليًا إذا كنا نخدع أنفسنا ونخادع الآخرين،فالمظهر والشكل لا يتغير، لكن الذي يتغير هو النية والجوهر والمقصد ، وهكذا هوالمسير إلى كربلاء الحسين.. خطواتٌ يتحرك بها القلب المؤمن في الحياة ، فتتحرك فيركابها الثقة الغالية والتضحية النبيلة، إنها طريق الأبطال تزدحم بالأخيار الأنصارمن حملة العقائد، يتركون ديارهم وبلدانهم ليلتمسوا في ملكوت الإمام الحسين(عليهالسلام) وحضرته المقدسة مأمنًا لعقيدتهم ومتنفسًا لدينهم وحقيقة مذهبهم وانتصاراعظيما لمهديهم(عليه السلام)، يقيموا فيه المواكب والمسيرات التي تحتضن الشعائر والشرائع المحمدية الأصيلة






رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:32 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام