العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات الأدبيه ][¤©§][§©¤ > منتدى الشعر وهمس القوافي
 
 

منتدى الشعر وهمس القوافي الشعر المتميز؛ الشعر الحسيني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2015, 04:44 AM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي قِفْ في رُبى الطَّف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



قِفْ في رُبى الطَّف



للشاعر: محمّد حسين الصغير


قيلت في رثاء سيِّد الشهداء الإمام الحسين بن علي عليه السلام في 10 محرم الحرام 1412 هـ 10 / 7 / 1992 م.
وهي معارِضةٌ لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي في رثاء بني أُميّة، والتي مطلعها:


قُمْ ناجِ جُلَّقَ وانشِدْ رسْمَ مَن بانُوا مَشَتْ على الرَّسمِ أحداثٌ وأزمانُ



* * *


قِفْ في رُبى الطَّفِّ وانشدْ رَسمَ مَن بانُوا * فإنّهـا فـي جبيـنِ الدهـرِ عُـنـوانُ
واسْتَلهِـمِ التُّربـةَ الحمـراءَ ناطـقـةً * بهـا الدمـاءُ الزَّواكـي فهـيَ تِبيـانُ
أنَّى استَقَلَّ ( بنو الزهراءِ ) عن وطـنٍ * وكيفَ ضَمَّت ( بني الزرقاءِ ) أوطـانُ!
ضاق الفضاءُ بأهلِ البيـت، واتَّسَعَـت * لقـادةِ الـجـورِ أوكــارٌ وأوكــانُ
حتّى إذا نزلوا في ( كربـلاءَ ) سَـرَت * للحـربِ مِنهـم مغاويـرٌ وفُـرسـانُ
تَدَرَّعـوا الصبـرَ، فالأبـدانُ أُضحيـةٌ * واستشعروا المـوتَ، والأرواحُ قُربـانُ
بِيضُ الوجوهِ، فما انحازوا ولا انتكسوا * شُمُّ العَرانيـنِ مـا هانُـوا، ولا لانُـوا
يستشرفـون سُيـوفَ الهنـدِ لاهـبـةً * ويمتطـون العوالـي وهـيَ مُــرّانُ
البِـيـد بالخيلِ،والبطـحـاءُ عـامـرةٌ * بالمشرفـيّـةِ، والآفــاقُ حُـسْـبـانُ
والأرضُ تَرقُـلُ بالأبطـالِ زاحـفـةً * إلـى المنايـا ووادي الطَّـفِّ مـيـدانُ



* * *


قِفْ بي على الطَّفِّ واسألْ عن كواكبِهِ * أنَّـى اسْتَبَـدَّت بهـا نُـؤْيٌ وكُثبـانُ
مُجَزَّرينَ على وجـهِ الصَّعيـدِ لُقًـى * فـي كـلِّ داجيـةٍ بـدرٌ وكَـيـوانُ
تَهابُها مِـن وحـوشِ البِيـدِ عُسـلانُ * رُعْباً، وتَحرُسُها فـي الجـوِّ عُقبـانُ
فـي ذِمَّـةِ اللهِ أشــلاءٌ مُمَـزَّقـةٌ * وفـي ذُرى الخُلْـدِ أرواحٌ وأبــدانُ
في كُلِّ ثَغـرةِ جُـرحٍ مِـن دمائِهـمُ * أشـعّـةٌ وتَـرانـيـمٌ وألـحــانُ
لاحَ الصباحُ عليها فازدَهـى غُـرَراً * وجادَها الغَيثُ غَضّـاً وهـوَ نَشـوانُ
فيا رُبَى الطَّـفِّ لا جافـاكِ مُنْهَمِـراً * مِـن رحمـةِ الله بالأنـواءِ هَـتّـانُ
ولا عَـداكِ نَسيـمُ الفجـرِ، باكَـرَهُ * طِيـبٌ، وخامَـرَهُ رَوحٌ ورَيـحـانُ
مَـرَرتُ فيهـا، وأنفاسـي مُؤرَّجـةٌ * وشِمْتُهـا، وأوارُ القـلـبِ نـيـرانُ
تَدافَعَت حولـيَ الأطيـافُ معركـةً * بِهـا تَصـارعَ كُـفـرانٌ وإيـمـانٌ
تُبدي بهـا جَبَـروتَ الأرضِ طائفـةٌ * وتَستـذِلُّ بهـا الطُّغْـيـانَ فِتَـيـانُ
حتّى إذا اشْتَبكا، طاحـت مُضَرَّجـةً * سَواعِـدٌ، وهَـوَت أيـدٍ وسِيـقـانُ
وحولَها مِـن أُبـاةِ الضَّيـم كوكبـةٌ * ما كان مِنهـم لغيـرِ الحـقِّ إذعـانُ
مَشَوا إلى الموتِ مَشْيَ الأُسْدِ * ضاريةً الثَّغـرُ مُبْتَسِـمٌ، والوجـهُ جَــذْلانُ
وغُودِرُوا جُثَثاً يَلـوي الصَّعيـدُ بهـا * والريحُ تَعصِـفُ، والبَوغـاءُ أكفـانُ
إن يَقتلُوا الشَّمْسَ فالأضواءُ واجمـةٌ * أو يَنحَروا الفجـرَ فالأنـداءُ أحـزانُ



* * *


لولا الحسيـنُ لَغـامَ الأفْـقُ واندَلَعَـت * شَـرارةٌ، وطغـى للـغَـيِّ طُـوفـانُ
والنـاسُ عـادت إليـهـم جاهليَّتُـهُـم * وقُدِّسَـتَ بـعـدُ أصـنـامٌ وأوثــانُ
والحاكـمُ الفـردُ بآسـمِ اللهِ يَملِكُـهـا * زَعْـمـاً؛ وسُلطـانُـهُ للهِ سُـلـطـانُ
سياسـةُ الجَبـرِ والإرجـاءِ قائـمـةٌ * علـى التناقُـضِ، والأهـوءُ ألــوانُ
والدِّيـنُ عـاد غريبـاً بعـدَ جِـدَّتِـهِ * والحـقُّ عـاثَ بـهِ بغَـيٌ ونُـكـرانُ
ما كان غيـرُ أبـي الأحـرارِ مُنقِذَهـا * بصرخـةٍ هـيَ للتغيـيـرِ إعــلانُ
لثـورةِ الطَّـفْ تاريـخٌ بـهِ انجَذبَـت * مِــن العـوالـمِ آفــاقٌ وأكــوانُ
ومـا تَـزالُ تَعيـهـا كــلَّ أونَــةٍ * مِـن التـحـرُّرِ أفـكـارٌ وأذهــانُ
تَغفُو الشعَوبُ على ضَيـمٍ يُـرادُ بهـا * وتَستفيـقُ، وثـأرُ الـطَّـفِّ يَقْـظـانُ
يُقِيتُهـا المُـثُـلُ العُلـيـا ويدفعُـهـا * لشاطـئِ الأمـنِ فـي يُمنـاهُ رُبّــانُ
يزهو بـه الغـارُ موفـوراً، ورائـدُهُ * أن لا يَضِـلَّ طريـقَ الحـقِّ إنسـانُ
قادَ الجموعَ إلـى الإحسـانِ تَكرُمـةً، * إنّ القـيـادةَ إيـثــارٌ وإحـســانُ
وثـارَ لا أشِـراً فيـهـا ولا بَـطِـراً * لكنَّمـا هُــو إصــلاحٌ وعُـمـرانُ
رسالـةٌ مِـن ذُرى الإسـلامِ خـالـدةٌ * فاهَ ( الحسينُ ) بها، فانصاعَ ( سُحْبانُ )



* * *


يَحمي الحسينُ حِمى الوادي وتَحرُسُهُ * عـن النوائـبِ أنصـارٌ وأعــوانُ
في كلِّ عصـرٍ لـه جُنـدٌ وألويَـةٌ * وكـلِّ جيـلٍ لـه صــوتٌ وآذانُ
يلقاكَ مِن حولِه ( العبّاسُ ) مُبتسِمـاً * ( كما تَلقّاكَ دونَ الخُلْدِ رِضـوانُ )
والهاشميُّون فـي لُجْـبٍ وجَمْهـرةٍ * مِـن العزائـمِ، والأنصـارُ رُكبْـانُ
إن يَمنعوا الناسَ عن قبرِ الحسينِ فَقَد * مُدَّت له مِن قلوبِ النـاسِ أغصـانُ
في كلِّ روحٍ لـه روضٌ ومزرعـةٌ * وكـلِّ قلـبٍ لـه حقـلٌ وبُسـتـانُ
يبقى الحسينُ منـاراً يُسْتضـاءُ بـهِ * فإن أغـاروا عليـه فَهـوَ بُركـانُ
أخافَهُم وَهوَ حـيٌّ بالكفـاحِ، كمـا * أخافَهُم وهوَ في الأرمـاسِ جُثمـانُ
قد حاولُوا النَّيلَ مِـن عليـاءِ عِزَّتِـهِ * وهـاشِـمٌ تَـتَـأبّـاهُ وعـدنــانُ
عَـدَوا حَواليـهِ عُدوانـاً يُلاحِقُهُـم * ولا يَـدومُ مـع الأيّـامِ عُــدوانُ
يُخادِعـون البرايـا أنَّهـم رَبِحُـوا * ورِبحُهُم فـي مجـالِ الهَـدمِ بُنيـانُ
القَصْفُ والنَّسْفُ والتدميـرُ أسلحـةٌ * على العِدا، لا عليهِ.. فهـيَ بُهتـانُ
إنِ استطالَت يدُ التخريبِ فانطَمَسَـت * بعـضُ المعالـمِ.. فالأيّـامُ أزمـانُ
للمُتَّقيـن مِـن الدنـيـا عواقبُـهـا * وللمُضِلِّـيـن أغــلالٌ ونـيـرانُ



* * *


هـذي القِبـابُ سِــراجٌ لا انْطـفـاءَ لَــهُ * وكـيـفَ يُطـفِـئُ نـــورَ اللهِ طُـغـيـانُ
تُهـدى السـمـاءُ بـنـورٍ مِــن أشعَّتِـهـا * ويَستضـيءُ بهـا فــي اللـيـلِ حَـيـرانُ
وتَحسُـدُ الأرضَ فيهـا الشُّـهـبَ سابـحـةً * وتَستَطـيـلُ إلـيـهـا وهـــيَ أكـــوانُ
مـا زالَ فيـهـا نشـيـدُ الـحـقِّ مُنطلِـقـاً * يَصحُو بـه الدهـرُ حيـث الدهـرُ سَكـرانُ
شعـائـرٌ قـــد أعـــزَّ اللهُ جانـبَـهـا * لـهـا مِــن النـجـمِ سُـمَّـارٌ ونُـدْمـانُ
تُحنَـى الـرُؤوسُ علـى أعتابِـهـا فَـرَقـاً * وتسـتـجـيـر أكـالـيــلٌ وتِـيـجــانُ
وتَستَـظِـلُّ بـهـا فــي كــلِّ نـازلــةٍ * أئــمّــةٌ وبـطـاريــقٌ ورُهــبـــانُ
للـسـاجـديـنَ تَـرانـيــمٌ وهَـيـنَـمـةٌ * وللمُـصـلّـيـن إنـجـيــلٌ وقُــــرآنُ
الحـقُّ بــاقٍ، وإن عَــزَّ النصـيـرُ، وإنْ * تَــداولَ الحُـكـمَ صِـبـيـانٌ وعُـبــدانُ
والظُّلْـمُ فـإنٍ، وإن طــالَ الـزمـانُ بــهِ * وإن تَجَـبَّـرَ ( فِـرعَـونٌ ) و ( هـامـانُ )
فأيـن ( عـادٌ ) و ( شَـدّادٌ ) وشِبْهُهـمـا ؟ * وأين ( كِسرى ) و ( سابورٌ ) و ( ساسانُ ) ؟!
وأيـن مُلـكُ ( بـنـي العـبّـاسِ ) قاطـبـةً * وأيـن ولّـى عـن السلطـانِ ( مَـروانُ ) ؟!
كانـوا مُلـوكـاً؛ فـعـادُوا بَـعـدُ أتْـرِبـةً * كأنّمـا القـومُ مـا صـاروا ومـا كـانُـوا!



* * *



( بَنـو علـيٍّ ) ولاةُ الأمــرِ تُزْعجُـهُـم * عــن الأمــانِ تَبـاريـحٌ وأشـجــانُ
مُـشَـرَّدون فِـجـاجُ البِـيـدِ تَحضِنُـهُـم * فلـيـس للمالكـيـنَ الأرضَ أوطـــانُ!
تُراثُـهُـم بـيَـدِ الأقـــدارِ مُنـتَـهَـبٌ * وحظُّهُـم مِــن حـقـوقِ اللهِ حِـرمـانُ!
عَـبَّـتَ ( أُمـيّـةُ ) أحـقـاداً دمـاءَهُـمُ * وأسفَرَت مِـن ( بنـي العبّـاسِ ) أضغـانُ
حتّـى إذ الحـقُّ أبـدى حُــرَّ صَفحـتِـهِ * وآنـهـارَ للرافعـيـنَ الظُّـلْـمَ بُـنـيـانُ
ذابَ الطُّغـاةُ؛ كـأنّ الشمـسَ مـا طَلَعَـت * ولا عَــلا لَـهـمُ مُـلـكٌ وسـلـطـانُ
وظـــلَّ آلُ رســـولِ اللهِ ذِكـرُهُــمُ * عـالٍ، فمـا استسلَمـوا ذُلاًّ، ولا هـانُـوا
إن كنـتَ تطلـبُ برهانـاً علـى حَــدَثٍ * فـإن تـاريـخَ أهــلِ البـيـتِ بُـرهـانُ
عاشُوا على مَضضِ الأحـداث وانتصـروا * عصـا ( الكليـمِ ) إذا حَقّقـتَ ( ثُعبـانُ )
هُـمُ النجـومُ نـجـومُ الأفــقِ لامـعـةً * هُمُ الجبالُ.. فما ( رَضْوى ) و ( ثَهلانُ ) ؟!
أئـمَّـةٌ قُـربُـهُـم دِيـــنٌ، وحُـبُّـهُـمُ * فَـرضٌ، وبُغضُـهُـم شِــركٌ وكُـفـرانُ
إن لاحَ صـبـحٌ.. فـأبــرارٌ وألـويــةٌ * أو جَــنَّ لـيـلٌ.. فعُـبّـادٌ ورُهـبــانُ
كانـوا علـى الأرضِ أوتــاداً مُقـدَّسـةً * فهل سألـتَ سمـاءَ الخُلـدِ مـا كانـوا ؟!
يمشـون هَونـاً.. وللطغـيـانِ زَمْـجَـرةٌ * ويَـرْأفُــون، ولـلإرهــابِ إرنـــانُ
أخلاقُـهُـم مِــن رســولِ اللهِ نابـعـةٌ * وهَدْيُـهـم بِـهُـدَى الرَّحـمـانِ مُــزدانُ
صَلَّـى الإلـهُ عليهـم كلَّـمـا سَجَـعَـت * وُرْقٌ، وحَنَّـت إلــى الأنــداءِ أفـنـانُ



( من ديوانه: ديوان أهل البيت عليهم السلام:182 ـ 190، نشر: مؤسّسة البلاغ ـ بيروت، الطبعة: الأولى ـ سنة 1430 هـ / 2009 م )

اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس
قديم 12-16-2015, 06:30 PM   رقم المشاركة : 2
أبو حيدر
يا منصور أمت.


 
الصورة الرمزية أبو حيدر
الملف الشخصي





الحالة
أبو حيدر غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: قِفْ في رُبى الطَّف

يا حسين مدد.






التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:36 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام