العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى أهل البيت عليهم السلام
 
 

منتدى أهل البيت عليهم السلام شذرات من حياة وسيرة المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 09-20-2011, 08:13 AM   رقم المشاركة : 1
شمس لاتغيب
(مشرفة منتدى أبو الفضل العباس)

 
الصورة الرمزية شمس لاتغيب
الملف الشخصي




الحالة
شمس لاتغيب غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي عليّ ـ شخصية ذات قوتين

عليّ ـ شخصية ذات قوتين

عليّ(عليه السلام) من الرجال الّذين يمتلكون القوتين الجاذبة والدافعة، وكلتا القوتين أشد ما تكونان فيه. ولعلنا لا نعثر على مدى القرون والعصور من بلغت فيه هاتان القوتان شدتهما في عليّ(عليه السلام). فأتباعه من أعجب الأتباع: تاريخيون، مضحون، صابرون، يلتهبون حباً به كبيدر مشتعل، ويشعون ضياء، يرون التضحية بأرواحهم في سبيله أمنية وفخراً، ينسون كلّ شيء في غمرة حبهم له. لقد مضت على موت عليّ(عليه السلام) قرون، وما زالت جاذبيته تشع وتتلألأ، فتنجذب إليها العيون حيرى والهة.
في حياته تمحورت حوله عناصر شريفة، ونجيبة، تعبد الله، مضحية، ليداخلها الطمع، أُناس صابرون، رحماء، عادلون، يخدمون الناس، لكلّ واحد منهم تاريخ وعبرة.
وبعد موته، في خلافة معاوية والأمويين، عذبت جماعات كثيرة بتهمة الولاء له أشد تعذيب، ولكنها لم تنكص بسبب ذلك خطوة واحدة على أعقابها عن حبه، بل صمدت حتّى الموت.
سائر شخصيات العالم يموت كلّ شيء عنهم بموتهم ويختفي مع أجسادهم تحت التراب. غير أن رجال الحقيقة يموتون وتبقى مدارس أفكارهم ويظل الحب الّذي أشعلوا فتيلة سراجه على مر الدهور يزداد تلألؤاً وإشراقاً.
إننا نقرأ في التاريخ نّه بعد مضي قرون على وفاة عليّ(عليه السلام) ما يزال هناك أشخاص يستقبلون سهام أعدائه بصدورهم.
نقرأ، فيما نقرأ عن عشاق عليّ والمنجذبين اليه، عن ميثم التمار، الّذي راح يتحدث عن فضائله وسجاياه الإنسانية، وهو على أعواد المشنقة. ففي ذلك العهد الّذي غرقت فيه البلاد الإسلامية من أقصاها إلى أدناها في بحر من الكبت والتضييق، حيث أُهدرت الحريات وخنقت الأنفاس في الصدور، وران صمت كصمت القبور على الملامح والوجوه، أخذ هو (ميثم) من أعلى المشنقة ينادي بأعلى صوته: تعالوا أُحدّثكم عن عليّ. فهجم الناس من جميع الأطراف يريدون أن يسمعوا حديث ميثم. وإذ ترى الحكومة الأموية أن مصالحها في خطر، تأمر بإلجام فمه، وبعد أيام تقتله.
إن تواريخ أمثال هؤلاء العشاق يدور كثيراً حول عليّ.
هذا الجذب لا يختص بعصر دون عصر، ففي جميع العصور تجد تجليات من هذا الجذب الطاغي الّذي فعل فعله العميق.
هنالك شخص باسم (ابن السكّيت) من كبار علماء العرب وأُدبائهم، وما يزال اسمه يتردد كلما تردد اسم سيبويه وأضرابه. عاش هذا الرجل في عصر الخليفة المتوكل العباسي. وكان متهماً بالتشيع لعليّ بعد موت عليّ بمائتي سنة، ولكن لفضله وسعة علمه اتخذه المتوكل معلماً لولديه.. في أحد الأيام دخل على المتوكل ولداه بحضور ابن السكّيت، فأبدى المتوكل رضاه عنهما لتفوقهما في أداء الامتحان، وخطر له ـ استناداً إلى ما كان يشاع عن ابن السكّيت من تشيع لعليّ ـ أن يسأله:
أتراك تحب ولدي هذين أكثر من الحسنين ولدي عليّ؟
فاستفزت هذه المقارنة ابن السكّيت فغضب لها أشد الغضب، وقال في نفسه: أبلغت الجرأة بهذا المغرور أن يقارن ولديه بالحسنين؟! إنّني أنا المقصر لكوني قبلت تعليمهما. ثمّ قال للمتوكل:
«والله ان قنبر مولى عليّ لأحب إليَّ مرات من هذين وأبيهما».
فغضب المتوكل، وأمر به فقطعوا لسانه من أصله.
إن التاريخ يعرف الكثيرين ممن لا شهرة لهم ضحوا بأرواحهم في سبيل حب عليّ(عليه السلام).. فأين تجد هذه الجاذبية في العالم؟ لا أحسب أن لها شبيهاً.
وإن لعليّ(عليه السلام) كذلك من الأعداء من ينقلب حاله عند سماع اسمه. لقد مضى عليّ كفرد، وبقي كمدرسة تجتذب إليها جماعات وتطرد عنها جماعات.
نعم، عليّ هو الشخصية ذات القوتين!






التوقيع :
[flash=http://im22.gulfup.com/2011-12-12/1323724480781.swf]WIDTH=500 HEIGHT=430[/flash]

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:24 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام