العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ منتديات الاسرة والمجتمع ][¤©§][§©¤ > منتدى الحياة الزوجية
 
 

منتدى الحياة الزوجية [القسم للمتزوجين فقط] طريقة التعامل بين الزوجين؛ نصائح للحياة الزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2011, 06:39 PM   رقم المشاركة : 1
ﭠرآنيمـ اζـسـاس
رو ζ ــي تشتاق لگ ..}~

 
الصورة الرمزية ﭠرآنيمـ اζـسـاس
الملف الشخصي





الحالة
ﭠرآنيمـ اζـسـاس غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Ah11 دمـوع العـروس

دمـوع العـروس

همسة: الرجل الذي لا يغفر للمرأة لن يتمتع بفضائلها الكبيرة.



(جبران خليل جبران)



انصرف المدعوون فشمل الدار هدأة وسكون، دخلت وعروسي حجرة النوم، أجلستها على الشيزلون بينما غبت في الحمام متذرعاً بقضاء الحاجة لعل الخلوة ترد أريحيتها فتستعد للمجاذبة، أطلت المكوث في الحمام لأترك لها قرار خوض الجولة أو تأجيلها، فلتفكر على مهل فإقبالها وإدبارها سيتضح دون مواربة، كنت أضطرب في لهفتي لكني أحاول قمع الانفجار كي أجنبها ذعر هذه الليلة، فتاة في ربيعها الثامن عشر تحتاج إلى مداراة ذكية وملاطفة حذرة كي تسترخي وتلين، فعبوسها وتشنجها يطويان رعباً يتطلب مني قدرة جبارة، بعد برهة خرجت إليها مدفوعاً بأمنية القطف كفارس عاشق، وجدتها جالسة على حافة السرير منكمشة.
- هدى حبيبتي، ألا تزعجك الطرحة الثقيلة؟
أشاحت بوجهها شطر الباب تحسباً لأي طارئ رمقتني بعينين دامعتين وهي ترتعش.
أخذت المنديل لأجفف دمعها:
- لا تخافي حبيبتي، سنقضي وقتاً ممتعاًً في الحديث كأصدقاء، يهمني جداً أن أراكِ مرتاحة.
لم تنبس بحرف..
- سأتركك الآن لتغيري ثيابك.
خرجت إلى المطبخ لأجهز بعض الطعام، أحسست أني أمام مخلوقة معقدة وعنيدة تأبى أن تفك أغلال صمتها لتمهد لنا طريق الألفة.
تناهى إلى سمعي همهمات بكائها، عدت من فوري لأستعلم وبدافع من عطف هممت لاحتضانها، أجفلت كمن لدغها عقرب:
- ابعد عني لا تلمسني.
نفضت يدي عنها وأنا أتراجع مأخوذاً.
- آسف جداً لم أقصد إيذائك.
خرجت مضطربة وهي تحمل رداءها قاصدة حجرة أخرى، أقفلت الباب بالمفتاح، تركتها في مناخها الخاص دون ضغط أو ملامة فهي صغيرة وبحاجة إلى ترويض ومهاودة وعليّ أن أتحلى بالصبر كي لا أخسرها في الجولة الأولى.
مضت أيام ونحن متباعدان نجلس على مائدة الطعام كغريبان يتواريان بقناع التجمل والتكلف وكنت أبادر دوماً في افتعال أحاديث شيقة ومفاكهتها بظرف وحنان لتطمئن أنها في كنف إنسان عطوف يربأ برجولته أن يقتحم حصونها البريئة عنوة، فأنا أفكر في المستقبل وإلى أبعد هدف، هي شريكة العمر ورفيقة الدرب وستقطع معي رحلة الحياة وعليّ احتوائها بحكمة وأناة.
اضطررت أن أجلب بعض القصص والروايات العاطفية التي تستميل الفتيات في سنها الغض وقضينا معاً أوقاتاً ممتعة ونحن نقرأ قصدت إضرام فتيل عواطفها لأستدرجها بهدوء، في بعض الأوقات تقترب مني متوددة وتستثير أشواقي بفحيح أنفاسها يوشك توقي المكبوت أن يلفظ حممه لولا تجلدي وكبح سعار قلبي المضطرم، أقنعت نفسي أنها فرصة لنكتشف بعضنا دون تكلف أومواربة فإن غرضي تهيئتها كي تقبلني حبيباً لا ذئباً يتربص ليفترس براءتها، استغرقتنا الكتب وأضفت إلى يومياتنا الأفلام الرومانسية التي أوقدت فينا دفئاً ناعماً غلب سطوة الجسد، آمنت أن الأيام كفيلة بصقلها وإخراجها من شرنقة العذرية الصلبة ونحتها بقالب أنثى هينة لينة.
أخذت تغويني فأيقنت أنها استوت ونضجت حتى غمرها طيفي بألوان قوس قزح فتلبستها ملهوفاً بيد أنها نفضت على أمطار شوقي المنهمرة فدفعتني كارهة، ألجمت موجي بشراستها المرضية، أخذت مقعدي في الحجرة أفكر ساهماً، الموقف يتعقد في كل محاولة فيهتك رجولتي، تركتها تهدأ ثم عدت إليها بعد حين:
- لن أغصبك على فعل لا تطيقينه.
انفعلت وكأني ضغطت على زر حساس:
- أرجوك افهمني.
أشفقت عليها:
- هدى حبيبتي، يبدو أنكِ مغصوبة على الزواج مني؟
صرخت بحرقة:
- أحبك، أحبك يا وسيم، لكن ما يحدث رغماً عني.
ثم هوت على المقعد باكية.
مسدت رأسها بحنان:
- لن أقترب منكِ بعد الآن طالما كنتِ مشمئزة.
وابتلعت الغصة على مضض ولبثت أداريها كطفلة صغيرة إنها تدهشني بتناقضاتها فحينما يبلغ شوقها الذروة تباغتني باندفاع محموم لتأخذني إلى نبعها المدرار لكني سرعان ما أعود خائباً فما حسبته ماءً لم يكن إلا سراب لأني عندما أتمادى كرجل تقاومني بشدة وهي تشهر مخالبها وأنيابها كقطة لئيمة ولن أجد في نفسي بعد هذه المثاورة إلا نافراً قد خبت كل دوافعي نحوها.
بكيت تعاستي وسوء حظي، هربت منها، ما عدت أطيقها ولا رغبة لي فيها، نفذ صبري، فخرجت مع أصدقائي أستعيد حريتي كعازب باحثاً عن منهل الناضجات اللاتي لا يحتجن إلى استعداد ومماطلة.
في ليلة رجعت إلى البيت، استقبلتني بوجه مكتئب شاحب، كنت في مزاج نافر، تجاهلتها ونمت على كنبة الصالون.
جاءت مصرة على نسف الجدار:
- وسيم حبيبي.. دعني أصارحك بما أعاني من جروح.
سخرت:
- تصارحيني بجرمك وجريرتك؟!!
- لا تظلمني أرجوك.
توكأت على ظهر الكنبة، كنت مستعداً لفض هذا السر:
- هاتِ ما عندك لأني أريد أن أرتاح من هذا الصداع فأنتِ غامضة، تقبلين علي متلهفة ثم سرعان ما تتمنعين بوحشية لا أدري لما تتلاعبين بأعصابي.
غطت وجهها بكفيها وهي تجهش باكية:
استوقفتني معاناتها فثمة ما تطويه عني، ربت على كتفها:
- صارحيني حبيبتي.. لعلي أستطيع تسربة همك.
مسحت طرفها وهي تسترجع بمرارة كارثة ألّمت بها يوم كانت طفلة.
- وسيم أرجو أن يتسع صدرك لتتقبل الموقف وإلا فأنت لست مجبر للاستمرار معي، أذكر أن السائق الذي كان يقلني إلى المدرسة فعل فعلته النكراء وهرب، كنت في الصف الثاني الابتدائي مضطربة ومرعوبة لم أفهم إلا أنه أذىً وعذاب، كنت مهملة فأمي جاهلة أنانية لا تفكر إلا بنفسها ولا تستوعب حجم الخطر الذي تقع فيه طفلة صغيرة في براثن ذئب مفترس، انفصلت عن أبي وحرمتني حمايته، لم تترك لي فرصة كي أعبر عن ألمي، إنها مخلوقة من حجر أصم لا تسمع ولا ترى إلا ذاتها المريضة، قرفت من هذا الفعل وازدريته كرجس وقذارة.
لم أصدق كأني بمطرقة هوت على رأسي انعقد لساني وشعرت أن قلبي يتمزق شر تمزيق، بكيت من الداخل إذ أشفقت على مخلوقة بريئة ظلت طوال هذه السنين تكابد محنتها دون عون أو سند، قررت أن أعرضها على طبيب نفسي ليطيب جرحها المزمن، ألمها الغائر، خوفها المحفور في المنابت، احتضنتها كإنسانة مظلومة، كقارورة مخدوشة، صنتها كجوهرة نفيسة لوثتها أيادي الظلم والإجرام.
استردت عافيتها مع جلسات العلاج المكثفة وأحسست بأزهار قلبها البكر تتفتح محبة وعرفان تعلقت بي فوهبتني قلبها، روحها، كل ما تملك راضية، ممتنة، ولبثت تردد على مسامعي دوماً أنني كل حياتها وأملها لكني قلقت أن تخسرني خصوصاً بعد أن عرفت سرها، لهذا أدمنت التعبير عن مشاعري نحوها لأشبع حاجتها إلى الطمأنة والاستقرار، فالذنب ليس ذنبها إنه ذنب أم مجرمة تجهل أنها جريمة حينما تترك زهرة بهذا الحسن تُنهش في الظلام دون أن تحرك ساكناً.
- أنا مدينة لك بحياتي وروحي يا وسيم.
بنداوة ألفاظها تغتسل همومي وتبدد آلامي.
انكشفت الغمة وانفرجت الأزمة، استردت زوجتي (هدى) ذاتها الممزقة فغدت امرأة رائعة في الحب، دافئة في الوصال، وشكرت الله عز وجل أن عوض صبري خيراً وساعدني كي ألجم وحشاً مستبداً قد يجرم بحق بريئة فيغتالها دون رحمة، كنت مؤمناً أن من يخفض جناح الستر على روح بريئة يحصد ثمار غرسه سعادةً وهناء، وزوجتي تلك المخلوقة الصامتة التي كبلها المرض تكشف عن نفس مزدانة بالشمائل والجمال، بعد أن قضينا ليلة خرافية اتكأت هدى على ظهر السرير منتعشة تهمس في خفر وعذوبة ورأسها ملقى على كتفي:
- وسيم.. أنت أعظم نعمة في حياتي!






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2011, 06:20 AM   رقم المشاركة : 2
الورده المحمديه
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي رد: دمـوع العـروس

حرام عورت قلبي
يسلمووو






رد مع اقتباس
قديم 02-18-2011, 07:24 AM   رقم المشاركة : 3
حرت بين السهم والجود
عضوة مميزة
 
الصورة الرمزية حرت بين السهم والجود
الملف الشخصي





الحالة
حرت بين السهم والجود غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: دمـوع العـروس

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك بكِ الرحمن أختاه أحسنتِ الأختيار
طرح رائع وقيم جعله الله في ميزان حسناتكِ
شكراً جزيلاً لكِ ولا حرمنا الله من أبداعكِ

دمتِ بـود






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 02-22-2011, 02:01 AM   رقم المشاركة : 4
أبو رباب
( مراقب اقسام )


 
الصورة الرمزية أبو رباب
الملف الشخصي




الحالة
أبو رباب غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: دمـوع العـروس

اللهم صل على محمد وال محمد
جزيل الشكر لك
على هذا المجهود ..
بارك الله فيك






التوقيع :
أنا بشيمتك يا صاحب الشيمه ... لو ما خدمتك ما أظن الي قيمه

رد مع اقتباس
قديم 02-26-2011, 06:04 AM   رقم المشاركة : 5
بحر الجود
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية بحر الجود
الملف الشخصي




الحالة
بحر الجود غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: دمـوع العـروس

اشكرك على طرحك الراائع
بارك الله فيك
وسلمت يمنااك
تحيااتي






التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:31 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام