مدرسة الأمام الباقر(عليه السلام) في الحقل المعرفي

[السوسن]

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
« لم يَظهرْ عن أحد من ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) من علم الدِّين وآثار السنّة ، وعلم القرآن والسيرة ، وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) ».
« وقد روى أبو جعـفر (عليه السلام) أخبارَ المُبتدَإ وأخبار الانبياء وكتب عن المغازي ، وآثروا عنه السنن ، واعتمدوا عليه في مناسك الحج الّتي رواها عن رسول الله (صلى الله عليه واله)، وكتبوا عنه تفسير القرآن ، وروت عنه الخاصّة والعامّة الاخبار ، وناظر مَن كان يَرِدُ عليه من أهل الآراء ، وحفظ عنه الناس كثيراً من علم الكلام » .
وإلى مكانته العلمية السامية الّتي تبوّأها (عليه السلام) يُشيرُ قول تلميذه محمّد بن مسلم :
« ما شجر في رأيي شيء قط إلاّ سألت عنه أبا جعفر (عليه السلام) ، حتّى سألته عن ثلاثين ألفَ حديث » .
كما يشير قول صاحبه جابر بن يزيد الجعفيّ (ره) :
«حدّثني أبو جعفر سبعين ألفَ حديث» .
ذلك ، وإنّ قضيّة المستوى الفكري الّذي يحظى به الأمام الباقر (عليه السلام) تتجلّى بعمق لكل مُنصِف من خلال تصريح عبد الله بن عطاء المكّي بهذا الشأن :
« ما رأيتُ العلماءَ عند أحد أصغرَ علماً منهم عند أبي جعفر ، لقد رأيتُ الحَكَمَ ابن عُيَيْنَةَ عنده كأنّه مغلوب » .
والمتتبِّع لتراثه (عليه السلام) في كتب التاريخ والسنن والآثار يدرك أنّ فكر الأمام الباقر (عليه السلام) بحكم كونه نسخة صادقة لرسـالة الله عزّ وجلّ ، قد كان شاملاً في مضـامينه وحقوله لكلِّ أبواب المعرفة ، فلسفة وفقهاً وأخباراً ونحو ذلك .
وكما تعدّدت المضامين والحقول المعرفيّة لدى الأمام الباقر (عليه السلام) ، تعدّدت أساليب عرضه للفكر الاسلامي ؛ فمرّة يطرقه في حلقة علمية كما في التدريس لتلامذته وروّاد فكره ؛ واُخرى من خلال المناظرات ؛ وتارة في اللِّقاءات العامّة كمواسم الحج وسواها؛ واُخرى في المحاورات والاحاديث والوصايا والوعظ وسوى ذلك .

[تاج النور]

[بحر الجود]

موضوع قيم
دمت ودام عطاءك لنا هنا
بوركت جهودك
تحيااتي

[احرار الزهراء]