العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > المنتدى الإسلامي
 
 

المنتدى الإسلامي السير في الطريق إلى الله عز وجل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-28-2012, 03:30 PM   رقم المشاركة : 1
الامبراطوره ملاك
فإنكم وسيلتي إلى الله


 
الصورة الرمزية الامبراطوره ملاك
الملف الشخصي





الحالة
الامبراطوره ملاك غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي اسلوب اهل البيت (ع) في التربية الروحية

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف

الاعداد الروحي للمؤمن تارة يُنظر إليه من وجهة نظر عامة، وأخرى بما هو مقدمة من مقدمات التهيؤ للظهور والاعدادالروحي هو تعبير اخر عن التزكية التي ذكرها القرآن الكريم:

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)


فالتزكية بشكل عام هي هدف مقدس لكافة المؤمنين, وكل إنسان مؤمن، وهو في أيّ مرحلة من مراحل حياته, وفي أيّ مقطع من مقاطع التاريخ

مطالَب بأن يزكي نفسه، وهذا أمر نحن مطالبون به أيضاً كما طولب به المؤمنون في صدر الإسلام والمؤمنون التابعون بعد ذلك

وهكذا كل طبقات المسلمين كانوا يقرؤون هذه الآية ويفهمون منها ذلك(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها).

إذاً التزكية أمر مطلوب للجميع، وواجب على الجميع.

وتارة ننظر إلى التزكية من وجهة نظر الظهور، أو من هذه الزاوية، زاوية التهيؤ والاستعداد لنصرة الإمام المهدي عليه السلام والمشاركة مع الإمام لنشر العدل في الأرض.


إذاً في حديثنا هذا مقامان:

المقام الأوّل:
التزكية بشكل عام، أيّ الإعداد بشكل عام، وهو أمر مطلوب يجب على كل المسلمين في أيّ عصر من العصور.


والمقام الثاني:

إعداد روحي وتزكية بشكل خاص يرتبط بمشروع الإمام المهدي في إصلاح

المعالم الاساسية في الاعداد الروحي عند اهل البيت (عليهم السلام)

الأمر الأوّل الذي سنتحدث فيه هو في طريقة أهل البيت عليهم السلام في إعداد وتزكية المؤمن روحياً، والفرق بين هذه الطريقة وبين طريقة

غيرهم وهذا عنوان مهم جداً سوف نبدأ به الحديث.

أهل البيت عليهم السلام كما تعلمون هم أئمّة الخلق، وهم المفسرون الشرعيون لهذا القرآن الكريم، ونحن نعتقد أنهم لم يتركوا شيئاً مما يهم الإنسان في حياته صغيراً أو كبيراً،

إلا وتناولوه بتعاليمهم وأرشدوا الإنسان إليه.

ومن تلك المواضيع المهمة, موضوع التزكية الذي هو من الأمور الخطيرة في حياة الإنسان.

التزكية تعني: إعادة صياغة الروح، إعادة صياغة النفس، السيطرة على النفس بكل جوانبها، وهذا أمر ليس بالهيّن،

أمرٌ مهم للغاية أن يكون الإنسان قادراً على السيطرة على نفسه،

وعلى التحكم في غرائزه، وعلى إعادة صياغة روحه، فلا يمكن أن نفترض أن أهل البيت عليهم السلام تركوا المسألة سدى ولم يتعرضوا لها,

أو أنهم كانوا حياديين تجاهها, فلم يكن عندهم طريقة خاصة وأسلوب خاص للتزكية، لا بدّ وأن نعترف بأن التزكية واجب على المؤمن،

وقد أرشد الناس إلى طريقة خاصة لذلك في القرآن الكريم،

وأكملها أهل البيت عليهم السلام ببياناتهم ورواياتهم.

إذاً لأهل البيت عليهم السلام طريقة خاصة في التزكية هي طريقة القرآن نفسه، وهي تختلف عن الطرق الأخرى

التي راجت في العصور السابقة بين الطوائف الإسلامية المختلفة،

من تصوف، ومن غيره ، فما هي إذن طريقة أهل البيت عليهم السلام في التزكية؟ هذا أمر مهم يجب أن نتعرّف عليه.

والجواب: هو أن أسلوب أهل البيت عليهم السلام في تربية النفوس والأرواح يعتمد على معالم وأركان أساسية:


المعلم الاول : الفطرة

ااوّلها: هو إرجاع الناس إلى الفطرة والتأكيد على الرجوع إلى النفس، حيث سيجد الإنسان ضالته داخل نفسه, ليس بعيداً عنها, ولا بمنأى عن جوانحها.

القرآن الكريم يشير إلى ذلك في قوله تعالى: (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ).


الأئمّة عليهم السلام بدورهم جاءوا وفسروا هذه الآيات التي تتحدث عن الفطرة، فصرحوا عن الفطرة (فِطْرَتَ اللَّهِ... )


بأنها تعني التوحيد، بمعنى: أن الله عز وجل خلق الناس وأودع فيهم هذه الفطرة وأودع فيها توحيده والإيمان به والتصديق بوجوده.

الله تبارك وتعالى حينما خلق الإنسان لم يخلقه موجوداً بلا توجيه، بل خلق في داخله عقلاً يقبل التوجيه. عقلاً يقبل الكلام يقبل النصيحة، يفهم،

ولولا هذا العقل لما صحّ التكليف، هذا العقل هو تعبير آخر عن الفطرة، أحكام العقل الأساسية التي نعترف بها هي عبارة أخرى عن الفطرة،

العقل الإنساني بما هو عقل، سواء كان الإنسان مسلماً أو غير مسلم، هو الفطرة بعينها, أيّ إنسان عاقل يحمل عقلاً كاملاً تاماً يجد من القبيح والمستهجن أن يخون الأمانة،

هذه مسألة إنسانية عامة بغض النظر عن التعاليم الدينية.


هذه هي الفطرة، كل عقل إنساني يأبى نكاح الأمثال مسألة فطرية، الفطرة أودع فيها ذلك، فإذاً العقل هو عبارة أخرى عن الفطرة،

الله عندما خلقنا أودع فينا هذه الفطرة بما فيها من أساسيات، بما فيها من مفاهيم أصيلة على أساسها تتفرع الفضائل، وعلى أساسها يتعلم الإنسان الخير
.
أهل البيت عليهم السلام حاولوا بكل أسلوب وبكل طريقة أن يُرجعوا الناس إلى الفطرة التي دعا إليها القرآن وأكد على ضرورتها وأهميتها ومركزيتها،

فإذاً هذا معْلَم أول من معالم طريقة أهل البيت عليهم السلام في تربية الناس وتزكيتهم، التأكيد على الفطرة والرجوع إليها، والتأكيد على أن من أراد التزكية فعليه

أن يرجع إلى فطرته وإلى ذاته.هذه المسألة لا بدّ من التوقف عندها بالشرح:

الفطرة صفحة بيضاء نقية، ولذلك حينما يولد الطفل وإلى أن يبلغ سنّ التكليف نعتبره وجوداً طاهراً لا شوائب فيه، لا حق يتعلق في عهدته، لا ذنب يتعلق في ذمته.

الله عز وجل جعل فطرة الطفل فطرة توحيد، توحيد الطفل يعني معرفته بربه، تلك المعرفة الكامنة في أعماقه, والممزوجة بوجوده,

والتي تجعل بكاءه تسبيحاً لربه (كما ورد في بعض الروايات), ولكن لا تفقهون تسبيحهم.

توحيدٌ كامل، لكن الطفل لا يستطيع أن يعبّر عن نفسه أو يبدي ذلك، إلاّ أن الظروف غير الصالحة التي تحيط بالطفل من والديه، من مجتمع،

من مؤثرات ثقافية، من مؤثرات إعلامية، كل ذلك يراكم على تلك الفطرة الغبار حتّى يخفي معالمها، يخفي حقيقتها، فيكبر الإنسان مسيحياً أو يهودياً،

أو يكبر مخالفاً لأهل البيت عليهم السلام، أو يكبر شيعياً لكن مع شيء من الضعف في بعض الكمالات والفضائل.

إذاً الفطرة هي أساس الفضائل وأساس التوحيد في وجودنا، لكن الإنسان حينما يعيش في مجتمع ما يتأثر بظروف ذلك المجتمع،

كما أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال

: (كل مولود يولد على الفطرة، حتّى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).


الفطرة هي أساس الخير، فإذا أراد الإنسان أن يرجع إلى الخير فإنه يرجع إليها كما خُلق، هناك عبارات رشيقة فيما يتعلق ببعض الأعمال وثوابها

كقوله صلى الله عليه وآله وسلم:

(من حجّ ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه )


هذه أمنية بالنسبة إلى المؤمن، كل مؤمن يتمنّى أن يوفق لعملٍ يُرجعه إلى هذا الحد من النقاء.

فإذاً أهل البيت عليهم السلام أكدوا علينا أنه إذا أردتم التزكية فارجعوا إلى الفطرة التي جئتم معها إلى الدنيا.

ارجعوا إلى تلك الفطرة التي يتحدث عنها الله تعالى: (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)


ففطرة الله دائماً نظيفة نقية.

فالمَعْلم الأوّل من معالم طريقة أهل البيت عليهم السلام في تربيتنا وتزكيتنا هي ارجاعنا إلى الفطرة. وهنا نتسائل: ما هي الآثار النفسية لهذه الطريقة؟


الآثار النفسية للفطرة :

هناك بعض الآثار النفسية لهذا الأسلوب الرائمنها: أن أسلوب القرآن الذي هو أسلوب أهل البيت عليهم السلام، حينما يَدعو الإنسان لأن يكون طاهراً سوياً تائباً إلى

الله يقول له ارجع إلى الفطرة،

هذا الارجاع يعطي الإنسان الشعور بأن الشيء المطلوب منه ليس بأمر بعيد وليس بأمر صعب وشاق.

لاحظوا المدارس الأخلاقية الأخرى التي تدعو إلى التزكية عن طريق التصوف أو غيرها، تلك المدارس تضع الإنسان على طريق متاهة.


في تلك المدارس يشعر الإنسان أنه يسعى إلى شيء غريب خارج وجوده، أما في مدرسة أهل البيت عليهم السلام فإنه يشعر أنه مدعو إلى الرجوع إلى نفسه،

الإنسان مرة يقال له إذا أردت حل مشكلتك فهي في بيتك، الحل في دارك، فإنه سوف يطمئن ويحس أن الهدف ليس بعيداً، أما إذا قيل له أن الشيء الذي تطلب في الصحراء،

وأن المساحة التي تبحث فيها ليس لها حدود، كم سيكون ذلك صعباً على الإنسان، وكم سيحدث ذلك يأساً، وإعراضاً عن المسير.

أما أهل البيت عليهم السلام فإنهم قالوا: ابحث عن ضالتك في قلبك، في داخل نفسك، الفطرة السليمة هي الضّالة،

ابحث عن تلك الفطرة وأزل الغبار المتراكم عنها والشوائب والأوساخ المتراكمة بسبب الحياة تجد ضالتك التي تحييك، وهي التي ترجعك إنساناً كاملاً، وهي التي

تجعلك أقرب ما تكون إلى ربّ العالمين.

فالدعوة إلى الفطرة لها أثر نفسي بالغ في تييسير السلوك إلى الله تعالى وتسهيل الأمر على الناس.

وقد يتصور البعض أن السير إلى الله تعالى هو من أصعب الأمور وأشقها, وأن السائر إليه تعالى لا بدّ أن يلتزم بأعمال شاقة وأذكار طويلة وممارسات خاصة.

مما يجعل التزكية عملية خاصة بالنخبة من الناس, أما عامة الناس فلا طريق لهم إلى ذلك, لصعوبة ذلك ومشقته.

فلا الشاب يرغب في ذلك, ولا المرأة تتقبل ذلك ولا الكاسب ولا العامل ولا غيرهم من عامة البشر ممن يعمل ويكسب ويجهد لتحصيل لقمة العيش,

إذ لا يجد مجالاً للالتزامات الصعبة التي يفترضها الصوفي, فيحيد عنها وعن أصل السير.

وحتّى من سار طبقاً لتلك الطريقة الصعبة سرعان ما سيصيبه التعب والجهد والملل. فيترك السير والسلوك دون رجعة لأنه إنسان له متطلبات. وذلك الأسلوب لا يراعي متطلباته كبشر.

أما إذا رجعنا إلى أهل البيت عليهم السلام وهم أطباء النفوس والأرواح, وبهم تزكى الأنفس, سنجد عندهم ما نريد بكل بساطة ويسر, إذ يقول سيدهم الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم:

(جئت بالشريعة السهلة السمحاء)


التي لا تعقيد فيها, و لا احتكار ولا اختصاص. هي ليست خاصة بمجموعة من الناس يسمون بالصوفيين, ولا بالعرفانيين,

هي شريعة لعامة البشر ميسرة لهم جميعاً. فقالوا عليهم السلام: (أعبد الناس من أقام على الفرائض).

هذا هو التيسير الذي يجعل من الشريعة طريقاً لنجاة عامة البشر.

وقالوا عليهم السلام: (ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس)

أورع الناس هل هو من انعزل في صومعته ولم يعرف من الحياة وابتلاءاتها ومشاكلها شيئاً؟

هل هو من انكفأ على نفسه وترك الناس والدنيا دون أن يترك عليها شيئاً من بصماته؟ واكتفى بالأذكار والعبادة الأنانية التي لا نفع فيها لأحد إلا لنفسه؟

الكف عن المحارم هو الطريق إلى الله تعالى, وهو وسام المتقي العارف الورع






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 04-28-2012, 04:14 PM   رقم المشاركة : 2
ولــــد ناس
( فـآرس الـكـلـمة)

 
الصورة الرمزية ولــــد ناس
الملف الشخصي




الحالة
ولــــد ناس غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: اسلوب اهل البيت (ع) في التربية الروحية

أثلج الله صدرك وصدورنا بالرضى بالقضاء ...~
جزاك الله خير الجزاء

بارك الله فيك على هذا الطرح المميز ..~
دمتِ بحفظ الله ورعايته ..~






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 04-29-2012, 08:23 PM   رقم المشاركة : 3
مكفولة العباس
عقيلة بني هاشم

 
الصورة الرمزية مكفولة العباس
الملف الشخصي




الحالة
مكفولة العباس غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: اسلوب اهل البيت (ع) في التربية الروحية

بارك الله فيكي على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدكي الأروع والمميز

لكي مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 05-02-2012, 06:03 PM   رقم المشاركة : 4
الامبراطوره ملاك
فإنكم وسيلتي إلى الله


 
الصورة الرمزية الامبراطوره ملاك
الملف الشخصي





الحالة
الامبراطوره ملاك غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: اسلوب اهل البيت (ع) في التربية الروحية

اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فررررجهم االشرريف يااالله تسلموون على االمرررووووررر ااالرررااائع تحيااااااتي اسااااالكم الدعاااااااءءءءءءء

ملالالالالالالالاك






التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:59 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام