العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنبر الاسلامي ][¤©§][§©¤ > منتدى الإمام المهدي المنتظر عليه السلام
 
 

منتدى الإمام المهدي المنتظر عليه السلام شذرات من سيرة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-27-2013, 08:12 PM   رقم المشاركة : 1
حرت بين السهم والجود
عضوة مميزة
 
الصورة الرمزية حرت بين السهم والجود
الملف الشخصي





الحالة
حرت بين السهم والجود غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

2 :: طالب العلم الديني إمّا جندي الإمام أو وكيله :: سيد صادق الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:: طالب العلم الديني إمّا جندي الإمام أو وكيله ::

أمّا القضيّة الأخرى المتعلّقة بنا نحن أهل العلم فهي من المسائل المهمّة جدّاً وتستحقّ أن نبذل الوقت والجهد من أجلها لكي نصل إلى نتيجة، وإلاّ فلسنا على شيء، ومهما يكن عندنا فهو مساوق للعدم إن لم يكن أسوأ من العدم؛ فإنّ علماً لا ينتفع به صاحبه لا يزيده إلاّ بعداً عن الله تعالى؛ «العلم إذا لم يُعمل به لم يزد صاحبه إلاّ كفراً ولم يزدد من الله إلاّ بعداً»(1)؛ العياذ بالله تعالى من ذلك.

فطلبة العلوم الدينية على قسمين؛

القسم الأوّل: أولئك الذين ترنو نفسوهم لأن يبلغوا مقام العدالة والاجتهاد والتقوى ولازالوا سائرين لأجل ذلك وقد يبلغونه وقد لا يبلغونه، فهؤلاء مازالوا في مرتبة جنود الإمام.

أمّا القسم الآخر: فهم الذين وُفّقوا لبلوغ مقام العدالة والاجتهاد، وهؤلاء هم الوكلاء العامّون للحجّة عجّل الله تعالى فرجه. وتعرفون أنّ الوكيل إذا تصرّف بالنحو اللائق فأهمّيته عند موكّله أكثر من تصرّف الإنسان العادي. وكذا الجندي بالطبع إذا أحسن التصرّف بين يدي قائده ومولاه كان جديراً بالاحترام أكثر من غيره من الأشخاص العاديين.

ولكن عكس الحالة صحيح أيضاً، فلو كان تصرّف الوكيل والجندي غير صحيح والعياذ بالله كان استحقاقهما للعقوبة أشدّ وآكد.

من بين الأمثلة الكثيرة أذكر لكم نموذجين فقط؛

الأوّل: الفضل بن شاذان رضوان الله تعالى عليه الذي كان مثالاً للوكيل الجيّد،

أمّا النموذح الآخر المضادّ فهو علي بن أبي حمزة البطائني، ومثله الحسين بن منصور الحلاّج ومن على شاكلتهما.

كان الفضل بن شاذان من الوكلاء الجيّدين للأئمّة سلام الله عليهم، فقد روي أنّ الفضل بن شاذان أرسل مبعوثاً إلى الإمام الحسن العسكري سلام الله عليه، وقال مبعوث الفضل بعد ذلك إنّ الإمام العسكري سلام الله عليه قال له: «أغبطُ أهل خراسان لمكان الفضل بن شاذان بمكانه بين أظهرهم»(2).

ينبغي القول: إنّ المقصود بالغبطة هنا معناها المجازي وليس الحقيقي: لأنّ الغبطة تقابل الحسد، فالحسد هو تمنّي زوال نعمة الغير، وهو من الرذائل، أمّا الغبطة فليس فيها تمنٍّ لزوال نعمة الغير، بل هو تمنّي مثلها للنفس. وهي من الفضائل، وبما أنّ الغبطة بهذا المعنى لا يمكن أن تكون من شأن الإمام المعصوم سلام الله عليه. إذاً فما هو ذلك الشيء الجيّد الذين يتوفّر عليه أحد من الناس ولا يوجد مثله أو أحسن منه عند المعصوم ليكون مثار غبطة المعصوم سلام الله عليه؟ بل أيّ فضيلة حقيقيّة من فضائل المعصومين توجد عند غيرهم من الناس؟!

فلاشكّ إذاً أنّ الغبطة هنا غير مقصودة بمعناها الحقيقي بل لابدّ أن تكون بالمعنى المجازي لها، ويُعرف أقرب المجازات عن طريق القرائن الخارجية، فهنا ـ مثلاً ـ يكون معنى قول الإمام سلام الله عليه: «أغبط أهل خراسان» أي أنّ من شأن مَن لم يكن في خراسان أن يغبط أهلها على نعمة الاستفادة من جوار الفضل بن شاذان ـ وكانت خراسان يومذاك تعني معظم بلاد إيران اليوم ـ وهذا يعني أن عمل الوكيل بواجبه جيّداً يوصله إلى هذه الدرجة.

أمّا إذا كان عمل الوكيل سيّئاً ـ والعياذ بالله ـ فستكون عاقبته كعاقبة علي بن أبي حمزة البطائني؛ فرغم أنّه كان وكيلاً لإمامين معصومين وكان هو السبب في هداية بعض عمّال بني أميّة(3)، ولكن انظروا إلى عاقبة أمره كيف صار.

يقول الحسن بن علي الوشا: دعاني سيدي الرضا بمرو فقال سلام الله عليه: «يا حسن، مات علي بن أبي حمزة البطائنـي في هذا اليوم وأُدخل في قبره الساعة ودخلا عليه ملكا القبر فساءلاه مَن ربك؟ فقال: الله. ثم قالا: مَن نبيّك؟ فقال: محمّد. فقالا: مَن وليّك؟ فقال: علي بن أبي طالب. قالا: ثمّ مَن؟ قال: الحسن. قالا: ثمّ مَن؟ قال: الحسين. قالا: ثم مَن؟ قال علي بن الحسين. قالا: ثمّ مَن؟ قال: محمّد بن علي. قالا: ثم مَن؟ قال: جعفر بن محمّد. قالا: ثمّ مَن؟ قال: موسى بن جعفر. قالا: ثمّ مَن؟ فلجلج فزجراه وقالا: ثمّ مَن؟ فسكت فقالا له: أفموسى بن جعفر أمرك بهذا؟ ثمّ ضرباه بمقعمة من نار فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة»(4).

ونحن في سنة 1423هـ مازال علي بن أبي حمزة معذّباً إلى الآن؛ بل إلى قيام الساعة فالإمام قال: «إلى يوم القيامة».

لقد كان وكيلاً للإمام الصادق والكاظم سلام الله عليهما ولكنّه مازال يُضرب بمقمعة من نار(5).

إذا كان هذا حال من كان وكيلاً لإمامين معصومين فلا محاباة بالحق، فلنكن يقظين وحذرين جدّاً فإنّ المسألة دقيقة جدّاً وذات حدّين قاطعين. فلو أنّ المرء كان يجد العذر الشرعي لاعتزال هذا الأمر لاختار كلّ مَن يملك العقل أدنى درجة من العقل طريق التخلّي والاعتزال، ولكن كما قلت إنّ الحدّين قاطعين فلا يمكن الاعتزال والتخلّي عن هذا الأمر ولا عذر للمرء في ذلك.

ومن جهة أخرى فإنّ العالِم مسؤول وكما في الحديث: «لتحملنّ ذنوب سفهائكم على علمائكم»(6).

وليس المراد من العلماء هنا المراجع وحدهم، بل العالِم بالمعنى اللغوي وهو يشمل كلّ مَن يتحمّل مسؤولية هداية الناس.

____________________

(1) الكافي: ج1، ص44، ح4.
(2) تهذيب الأحكام: ج10، ص49، جامع الرواة: ج2، ص5.
أقول: كان الفضل بن شاذان آنذاك في نيسابور ومزاره اليوم هناك، وقد وفّقت لزيارته قربة إلى الله مراراً، ونيسابور تقع على طريق مشهد وحريّ بالذاهبين إلى مشهد لزيارة الإمام الرضا سلام الله عليه أن يعرّجوا على نيسابور لزيارة الفضل، بل إنّه حتى لو لم يكن في طريق مشهد كان يستحقّ أن تُشدّ الرحال لزيارته.
(3) روي: أنّه قدّم أحدهم إلى الإمام الصادق سلام الله عليه للتوبة قال ذلك الشخص للإمام: «جُعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالاً كثيراً وأغمضت في مطالبه. فقال أبو عبد الله سلام الله عليه: لولا أنّ بني أمية وجدوا مَن يكتب لهم ويجبي لهم الفي‏ء ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقّنا، ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئاً إلاّ ما وقع في أيديهم. قال: فقال الفتى: جُعلت فداك فهل لي مخرج منه؟ قال: إن قلت لك تفعل؟ قال: أفعل. قال: فاخرج من جميع ما كسبت في ديوانهم فمَن عرفت منهم رددت عليه ماله ومَن لم تعرف تصدّقت به وأنا أضمن لك على الله الجنة. فأطرق الفتى طويلا ثمّ قال له: قد فعلت جُعلك فداك» فهذا واحد ممن صار ابن أبي حمزة سبباً في هدايتهم. بحار الأنوار: ج47, ص382، ح105.
(4) بحارالأنوار: ج49، ص58، ضمن حديث 74.
(5) المقمعة: وهي سياط تعمل من حديد، رؤوسها معوجّة. لسان العرب لابن منظور، ج8،، ص394 «مادّة قمع». ولكن قد يكثّف الله تلك النار حتى يكون لها سمك، والله أعلم، فهذه أيضاً من مقادير أموره.
(6) بحارالأنوار: ج2، ص22، ح63.

في أمان الله وحفظه.







التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:55 AM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام