المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمر لا يعرف نسبه.!


السوسن
06-14-2010, 03:40 PM
في تاريخ المدينة:3/796: « مر عمر بن الخطاب على عقيل بن أبي طالب، ومخرمة بن نوفل بن وهب بن عبد مناف، وعبدالله بن السائب بن أبي حبيش وهم يتذاكرون النسب، فجاء عمر حتى سلم عليهم ثم جاوزهم فجلس على المنبر فكبر عليه، قال: إياكم والطعن في النسب، إعرفوا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتأخذون به وتقطعون به، واتركوا ما سوى ذلك .لا يسألني أحد وراء الخطاب ! فإنه لو قيل: لا يخرج من هذا المسجد إلا بهيم بن هبوب، ما خرج منهم أحد! فقال مخرمة بن نوفل: إذن أخرج منه !فقال له عبدالله بن السائب: إذن أمسكك لما قيل فيك وفي قومك ! قال: فكأن عمرسره ذلك !
ويروى في غير هذا الإسناد: أن الحارث بن حاطب قال: إذن لخرجت منه أنا وأنت يا أمير المؤمنين! فقال عمر: لو رمت ذلك أخذ بثوبك، وقيل أجلس حار» ! يقصد عمر: أنا جميعاً أهل جاهلية لانعرف من هم آباؤنا ! فلو قيل: لايخرج من هذا المسجد إلا (بهيم بن هبوب) أي من عرف أبوه، لما خرج أحد !
فأجابه مخرمة بن نوفل رئيس بني زهرة: أنا أخرج لأني أعرف أبي ونسبي ! فقال له ابن السائب: إذن أمسكك لأنه قد طُعن في نسب بني زهرة الى إسماعيل(عليه السلام) !
وهذا يؤكد القول بأن المتفق على سلامة نسبهم الى إسماعيل(عليه السلام) هم بنو هاشم فقط !
ويؤيده ما رواه في تاريخ المدينة:3/797، عن عمر قال: «لا يسألني أحد ما وراء الخطاب ! ألا وقد ذكر لي: أن رجالاً منكم قد أكثروا في إسماعيل وما ولد، الله أعلم بإسماعيل وما ولد » !

السوسن
06-30-2010, 09:33 PM
لو نظرنا في حجم ما يقوم به في عصرنا الذين يسميهم ابن حبَّان (المعتنين بأمر الدين) ، لتركيز قداسة أبي بكر وعمر في نفوس المسلمين ، لرأينا العجب !!
من مناهج التربية المدرسية والجامعية ، إلى برامج الراديو والتلفزيون ، إلى خطب المساجد ودروسها ، إلى الكتب والكتيبات والأشرطة ، إلى صفحات النت ومواقعها المتنوعة.. ومنها بإسم الصحابة لكن المقصود به أبو بكر وعمر !
والمطلوب فيها كلها غرس الإعتقاد بفضائل أبي بكر وعمر إلى حد العصمة والغلو ، وغرس الإعتقاد بأن من لم يعتقد بذلك فهو عدو للإسلام ونبيه وقرآنه !
وفي مقابله لاتكاد تجد شيئاً عن أهل البيت (عليهم السلام)، وحتى عن بقية الصحابة !
والمطلوب أن يكبر الطفل المسلم وعنده تقديس خاص لعمر وأبي بكر لايصل اليه تقديس آخر ، وحساسية خاصة تجاههما بحيث تستنفر وسائل دفاعه لأقل ما يحتمل أنه يمس بهما ، أكثر مما يستنفر لرسول الله صلى الله عليه وآله !
وبهذا يتجاوز المعتنون بأمر (الدين) قضية إلجام العوام عن المساس بأبي بكر وعمر ، إلى تعبئتهم للحرب من أجلهما ، ومن أجل كل ما يتعلق بهما !
وليس في كلامنا هذا مبالغة ، إذ يكفي أن تجرب مع هؤلاء المعبئين أن تبحث في عصمة النبي صلى الله عليه وآله وأخطائه الكثيرة ، فتراهم يشاركونك في البحث ! حتى إذا طرحت ما يحتمل أنه خطأ لعمر ، انصب عليك جام غضبهم بلا هوادة !