العبادة وإشباع الغرائز

[الامبراطوره ملاك]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

يُتخيل أحياناً أن دعوة الأنبياء والاديان السماوية لعبادة الله تتناقض مع حرية الانسان ولكن لا بد من الإلتفات إلى أن تصميم الانسان ابدع بطريقة لا تتيسر معها الحياة دون الحب والعبادة والأمل فالإحساس بالعلاقة والعبودية أودعت في ذاته (فطرته ) ووظيفة الانبياء هي توجيه وتذكير الانسان وهدايته لعدم الوقوع في شراك الوثنية وعبادة الاصنام والأجرام السماوية أو إتخاذ بعض البشر آلهة

وبعكس النظريات الغربية القائلة بأن العبادة هي وليدة الخوف أو الجهل فالاسلام يؤكد أن العبادة هي من صميم الفطرة نعم نتيجة الجهل والخوف تنحرف العبادة وهذا يختلف كثيراً عن كون الخوف والجهل هما مصدر للعبادة وهذا ما اشار إليه الامام الصادق عليه السلام في حديثه مع الزنديق عن السفينة التي تشارف على الغرق فيشعر الانسان في داخله بأن هناك قوة عليا ستنجيه من الغرق وهذه القوة هي الله فوظيفة الانبياء تعريف الناس وهدايتهم إلى هذه القوة الحقيقية لكي لايلجأوا إلى قوة وهمية ومزيفة وهذا ما يسمى الإشباع الصادق والحقيقي للأحاسيس الفطرية إن شرعة الإسلام الحقّة توجب علينا إرضاء غرائزنا ورغباتنا ضمن الضوابط التي حددها الإسلام ولا يحقّ بتاتاً قتل وسحق هذه الغرائز قال الله تعالى

{ ابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}هكذا يرسم لنا القرآن الكريم الطريق اعمل للآخرة واجتهد ولا تنسى نصيبك الدنيوي وميولك الطبيعية اعطها حقها بما أحلّه الله لأن العكس تكون نتيجته الفساد والإفساد والله لا يُحب المفسدين أيها الإنسان إنك ذو بعدين بُعد روحي وبعد جسدي والطبيعي أن تُشبع البعدين وبشكل متوازن فلا يطغى جانب على الآخر

روي أن إمرأة جاءت عائشة في مسألة خاصة وكانت ذات بعل فسألتها عائشة : هل مات بعلك ؟!
فأجابت : كلا ولكنّه ذهب مع إثنين من أصحابه إلى الصحراء للتهجد والتعبد بعد نزول إحدى الآيات التي تتحدث عن عذاب الآخرة لذلك صمم أن لايعاشرني وأن صاحبه الأول قرر أن لايطعم طعاماً لذيذاً والثاني صمم إعتزال الناس
فأخبرت عائشة رسول الله (ص) بالأمر فغضب غضباً شديداً ودخل إلى المسجد على غير موعد فأمر الناس بالإجتماع إليه وما إن اجتمعوا حتى وقف على أولسلالم منبره ليخبرهم بأنه سمع ما يسيء إلى الإسلام من ترك معاشرة النساء وإعتزال الناس فقال (ص) : أما إني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأضحك وأبكي فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني

وروي أن علي (ع) دخل مسجدالكوفة فوجد رجال مشغولين بالعبادة فسأل عنهم
فقيل له : أنهم رجال تركوا الدنيا وراء ظهورهم وإتخذوا المسجد محلاً لعبادتهم فإن أصابهم شيء من الطعام تناولوه وإلافهم صابرون
فقال : إن عملهم ليس من الإسلام في شيء إنها البدعة وإن مثلهم مثل الكلب إن أعطي ما يطعمه وإلا صبر

نخلص مما تقدم ان قتل الغرائز والميول الطبيعية في الجسد ليست من المنهج الإسلامي في شيء الذي حضّ على إرضاء الغرائز ضمن مجموعة ضوابط أكدّت على سمو القانون الإسلامي الذي يصلح لكل زمان ومكان وأكدت التجربة والعلوم الحديثة أن الإنزواء وقتل الغرائز يؤدي إلى تحول ضمير الشعور إلى ضمير اللاشعور لتتمخض عنه عقد وأمراض نفسية تظهر جلية في تصرفات هؤلاء الأشخاص مع الآخرين التي تكون عدائية وعنيفة في معظم الأحيان قال الله تعالى :
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}هذه الدنيا وكل ما خلق الله تعالى هو من أجل عباده المؤمنين وهي خالصة لهم في الآخرة نعم في الدنيا يشاركهم فيها الكافر ولكن بالإصل هي للمؤمنين فلماذا يحرمونها على أنفسهم إن الشاب الذي يستطيع أن يتزوج ولا يفعل ذلك والبنت التي ترفض الخاطبين متعليلين تارة بأن الوقت لم يحن بعد وتارة أخرى بعدم وجود شخص بالمواصفات المطلوبة هم ليسوا صادقين في عواطفهم وفي حديثهم وإذا سألوا غرائزهم الجنسية ليأتي الجواب من تلك الغدد التي ترشحت في الدم وليس من اللسان وليحاولوا توجيه السوأل لنبيهم (ص) ليجيبهم

" النكاح من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني "

يقول علماء الأحياء إن ترشّح الغدد المرتبطة بالغريزة الجنسية يُكسب الفتى أو الفتاة ميلاً ورغبة جنسية وعندها ينبغي أن يحصل الشاب أو الشابة على جواب رغباته وميوله وإذا ما حلنا دون الإجابة ستطفو على السطح مشاكل لا حصر لها وأكبر خطأ ما يشاع ان الرغبة الجنسية مشابهة لرغبة الأكل والشرب مثلاً وهذا ليس صائباً تماماً إن هذه الغريزة لا شبيه لها إن العشق والذوق والشعر والفن كل هذا ينبع من تلك الغريزة فحسابها منفصل عن باقي الغرائز وما نذهب إليه بالتأكيد هو مخالف لما يذهب إليه فرويد ولكن نحن حديثنا عن أهمية وفرادة هذه الغريزة التي قد تكون من اهم العوامل لرقي الإنسان وقد تكون من أهم العوامل لتسافله وإنحطاطه يقول الله تعالى

{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءيُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}

هنا يأمرنا الله ويخاطبنا يا أيها الناس عليكم بتزويج أبناءكم وهذا خطاب موجه لكل طبقات المجتمع توكلوا على الله لا تتخوفوا من المستقبل إن الله كفيل لهذا الأمرقال رسول الله (ص) : " ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله عز وجل من التزويج "
ويقول(ص) :" شراركم عزّابكم وأرذال موتاكم عزّابكم "

إن الغريزة الجنسية تتفتح عادة إبتدأ من عمر 17 سنة إلى عمر 28 سنة وبعد ذلك يبدأ العد التنازلي إن هذا العمر هو المثالي لتلذذ الإنسان جنسياً وما نراه اليوم من عقد في مجتمعاتنا الإسلامية ترجع في أساسها إلى إغفال هذه السنوات الذروة لذلك مثلاً ترى الشباب بعد هذا العمر يصعب عليه إختيار شريك له وهنا لابد من التأكيد على الأباء ضرورة النصح للفتى والفتاة بضرورة الحضّ على فكرة الزواج وتسهيل هذا الأمر من قبيل تخفيف الأعباء المادية من تجهيز للفتاة والمنزل والإستغناء عن الكماليات وفضول العيش يعني بإختصار إزالة موانع الزواج روي في المأثور :
" نزل جبرائيل على النبي (ص) فقال : يامحمد إن ربك يُقرؤك السلام ويقول : إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر
فإذا أينع فلا دواء له إلا اجتنائه وإلا أفسدته الشمس وغيّرته الريح وإن الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهنّ إلا البعول وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة "

وقال رسول الله (ص) :" أيما شاب تزوج في حداثة سنه عج شيطانه : ياويله ! عصم منيّ دينه "
وقال :" إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته يخطب فزوّجوه إن لم تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"

يقول الله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

إن من أهم فوائد الزواج

1- إرضاء الغريزة الجنسية بطرق طبيعية وصحيحة وتقديم النسل الصالح
2- الهدوء والسكينة قال الله تعالى
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

3- المرأة والرجل يزين أحدهم الآخر{..... نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌلَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}

قال رسول الله (ص) :"ماإستفاد أمرءُ مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مُسلمة تسّرّهُ إذا نظر إليها "

[ولــــد ناس]

أثلج الله صدرك وصدورنا بالرضى بالقضاء ...~
جزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك على هذا الطرح المميز ..~
دمتِ بحفظ الله ورعايته ..~

[مكفولة العباس]

بارك الله فيكي على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدكي الأروع والمميز

لكي مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب

[الامبراطوره ملاك]

اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فررررجهم االشرريف يااالله تسلموون على االمرررووووررر ااالرررااائع تحيااااااتي اسااااالكم الدعاااااااءءءءءءء

ملالالالالالالالاك