دوامة الندى والغياب

لا فض فوك يا أخي علي

ولقراءتي نصك طرفة يا أبا إبراهيم

فإني حين قرأت البيت الأول قلت في نفسي :

( الأبيات مكسورة، وستكون الصور غير جميلة )

لكني بعد أن تجاوزت البيت الأول .. فوجئت وذهلت

ويبدو أني ولدت في يوم ماطر حين لم أخسر قراءة هذا الجمال

إيه يا عراقنا الأشم، كيف يكون للشاعرالعراقي نكهة خاصة !

فأيقنت بعد إعادة القراءة أن خطأ طباعيا حصل في الشطرة الثانية

وهي:

إذا ما شتقت واقترب اجتماع
.................. ففؤادي الموج والنبض الشراع

فكانت الفاء الأولى هي الزائدة التي كادت تصرفني عن متابعة قراءة النص

هي وهمزة ( اشتقت )

لقد ازدهرت كشروق محياك الطاهر يا صديقي الشاعر

كنت أنظر لسحابة عابرة أسألها عن حواشي هذا الجمال

حيث غرست لنا شتلات أوراق حلوة الأماني على سطح أبياتها

فوجدت نفسي غارقا في الوداعة والجمال

فهنيئا لك هذا الحرف أيها الشاعرالأنيق

وما أجمل قولك:

ومن قبل ابتغى حضرا مقامي
........ فأرشدني إلى الغجر الضياع

فهنا لا مزيد على جمال هذا البيت

الله ما أروعك يا أبا إبراهيم !

وكثير من أبياتها كذلك في سموق معانيها

وحسن سبك مبانيها

وأحسن هنا:

أعادوا دهشة , والحبّ عود
............. وناي شفّهم حتى تداعوا

على أني قد أختلف معك إن أذنت لي

فكلمة ( تداعوا ) هي معتلة والتصقت بواو الجماعة فبقيت العين مفتوحة إجبارا
فأنت تقول ( تداعَـوا )

بيناما العين في التأسيس مضمومة في بقية النص كما هو معلوم لديك

وأعجبتني جدا هذه الصورة:

ولامسني المغيب الغضّ توا
.............. كما التفّت على عود ذراع

فلله درّك أيها المبدع

حقا إني أعترف لك بانسكاب الجمال كله من محبرتك

فشكرا لهذه الرحلة معك يا أخي علي

سلم الله بنانك