العودة   منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام > ¤©§][§©¤][ المنتديات الإداريه ][¤©§][§©¤ > أرشيف أبو الفضل العباس (ع)
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-26-2008, 03:34 AM   رقم المشاركة : 1
ابن العراق
( عضو جديد )
الملف الشخصي




الحالة
ابن العراق غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

7 روائع الكلام

روائع الكلام

ها نحن نقدم على الدخول في بحث مسائل الأخلاق وقضاياه، عمدنا الى ذكر شيء من روائع الكلم الصادرة عن النبي محمد وأهل بيته الأطهار عليه وعليهم الصلاة والسلام، لكي ننور بها أبصارنا، ونضيء بها قلوبنا، وذلك لأنها منار الهدى وغور البصائر. وما نقدمه لكم في هذا الخصوص، هو غيض من فيض. (1)
1- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً الموطَّؤن أكنافاً الذين يألفون ويُؤلفون وتوطَّأ رحالهم.
2- قال الإمام محمد الباقر عليه السلام: إنَّ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً.
3- عن بحرٍ السّقّا قال: قال لي أبو عبد الله (الإمام جعفر الصادق) عليه السلام: يا بَحْرُ حُسن الخلق يُسرٌ.
4- قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: البرُّ وحسنُ الخُلق يعمران الدّيار ويزيدان في الأعمار.
5- قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: إنَّ الخُلقَ الحسن يميثُ الخطيئة كما تميثُ الشمسُ الجليد.
6- عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله (الإمام جعفر الصادق) عليه السلام: ما يقدم المؤمن على الله عز وجل بعمل بعد الفرائض أحبُّ إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخُلقه.
7- قال رسول الله صلى الله عليه وآله إنَّ صاحب الخُلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم.
8- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر ما تلجُ به اُمّتي الجنّة تقوى الله وحُسن الخلق.
9- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يُوضع في ميزان امرئٍ يوم القيامة أفضل من حُسن الخلق.
10- قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: إنَّ الله تبارك وتعالى ليُعطي العبدَ من الثواب على حُسن الخلق كما يُعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويَروح.
11- عن إسحاق بن عمّار عن أبي عبد الله (الإمام جعفر الصادق) عليه السلام قال: إنَّ الخُلق منيحة يمنحها الله عز وجل خلقه؛ فمنه سجيّة ومنه نيّة؛ فقلت: فأيّتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجيّة هو مجبول لا يستطيع غيره وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبّراً؛ فهو أفضلهما.
12- قيل للإمام جعفر الصادق عليه السلام: ما حَدُّ حُسن الخلق؟ قال: تُليّنُ جناحك، وتُطيِّبُ كلامك، وتلقى أخاك ببشرٍ حسنٍ.
الفصل الأول:
الأخلاق أولاً..
لماذا الأخلاق{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاَرضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً * إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً * وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً * وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ اَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَن تَابَ وءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } (الفرقان/63-70)
إذا مات أحدنا بعد انقضاء أجله وتصرم أيامه، فانه يحمل الى مثواه الأخير في موكب مهيب. في هذا الموكب الذي يُرى فقط بعض جوانبه، ولا يرى أكثر ما فيه؛ تجد المشيعين لجثمان الميت على اختلاف نظراتهم وتباين مستوياتهم، يرافقون الجنازة الى المقبرة فقط. بينما في هذا الموكب روح الميت تشيع، وعمله يرافق جنازته، سواء كان على هيئة جميلة جذابة أو قبيحة ذميمة. كما تهيمن على موكب التشييع الملائكة، فمن جهة ملائكة الرحمة يتباشرون به ويحاولون أن يأخذوه معهم الى الجنة، ومن جهة أخرى ملائكة العذاب يحاولون أن يلقوا بصاحبهم الى النار.

ولا ننسى أننا لسنا مستثنون من هذا المصير، وأنه لابد من أن نموت يوماً مهما بعد. الى هذا أشار الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في بيت شعر نسب إليه:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة الحدباء محمول
والى ذات المعنى أشار أحد الشعراء بالقول: و إذا رأيت جنازة محمولة ... فاعلم بأنك بعدها محمول
غير إن هذه الحقيقة الساطعة يتجاهلها البعض، ويعيش في غفلة عنها. فكثيراً ما يلاحظ في تشييع الجنائز من يقف محزوناً مفجوعاً بفقدان عزيز له، وآخر منافقاً شامتاً يمشي في موكب التشييع ولسانه يلهج بذم الميت ولعنه، وثالثاً غافلاً عن حقيقة هذا الحدث بأحاديث الدنيا وما يلهي..
في هذا الخصوص يذكر أن رجلاً مرَّ على جماعة يريدون دفن ميت لهم، فاطلع عليهم، فأخذته العبرة فبكى، ثم أنشد مجموعة أبيات، قال في أحدها:
يبكي عليه الغريب لا يعرفه وقرابته في الحي مسرورون
فقال له أحد الحاضرين: أو تعرف هذا الميت؟ فأجاب لا. ثم سارعه بسؤال آخر: وهل تعرف قائل هذه الأبيات الشعرية؟ قال: لا أيضاً. قال له: إنه هو هذا الميت الذي بكيته أنت الغريب، ولكن انظر ابن عمه ذاك، فهو مسرور بوفاة هذا الميت، لأنه الوحيد الذي سيرثه.
هكذا تلحظ من يبكي على الميت حزناً على فراقه، وآخر يفرح لذلك، وكل منهما يتناول الميت بكلامه من منطلقه، غير أن كلامهم ليس حجة مهما مدحوه أو ذموه، وإنما هنالك ملائكة موكلون بذلك لا يخطؤون أبداً، وهم بأمر ربهم يعملون. وعند الحساب تقف ملائكة الرحمة لتأخذ الانسان الصالح الى الجنة، بينما تقف ملائكة العذاب لتأخذ الانسان الطالح الى النار.
وإذا علم الانسان أن أعماله سوف تتجسد له عند موته، وفي المغتسل، وهو محمول على النعش يشيعه الناس، وعند إدخاله القبر.. فان كانت حسنة تجلت له في صورة رجل جميل لا يرى منه إلاّ الاُنس والمتعة، وإن كانت سيئة تجلت له في صورة رجل قبيح لا يرى منه إلاّ الانزعاج والنفرة.
أليس من العقل أن يسأل نفسه: أيهما أفضل له، أن يمهد لما بعد موته بالأعمال الصالحة والأفعال الخيرة، أم يتبع الشهوات ويرتكب القبائح والمنكرات؟ومن المؤسف أن نرى كثيراً من الناس يسعون أبداً في تزيين حياتهم الظاهرية، فيصرفون المليارات من الدولارات على تجميل بيوتهم وسياراتهم وملابسهم.. بينما كان الأولى بهم أن يهتموا بتزيين أنفسهم بالعمل الصالح والصفات الحميدة.. فكم من الأوقات الثمينة تصرف في مسائل ثانوية في الحياة، كاختيار ألوان صبغ الشعر، أو اختيار أحدث الموضات لخياطة الملابس، وما الى ذلك؛ في حين يغفلون عمّا يصلح حالهم في الدنيا والآخرة. فما قيمة رجل مريض بالجذام -مثلاً- يلبس أفخر الملابس وأجملها؟
فعجب كل العجب ممن يصرف جلّ وقته وطاقاته وإمكاناته على المظاهر الخارجية من ملبس ومسكن ومركب، دون أن يهذب أخلاقه ويزكي نفسه ويصلح عمله !!
من هنا؛ ينبغي على الانسان أن يسعى جهده لصياغة شخصيته وفق معايير الهدى وقيم الحق، وليس وفق زخارف الدنيا وزبارجها. فالقرآن الكريم حينما يصف المؤمنين لا يقول عنهم إن ملابسهم جذابة، وبيوتهم واسعة، وسياراتهم جميلة.. لأنها ليست هي الأصل في حياة المؤمن مهما توفرت له، بل الأصل ما ذكره القرآن في قوله: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاَرضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً } .
هذه الصفة حينما تتجلى في شخصية المؤمن، تجده كله إيجابية، حتى أنه لا يتردد أن يقول للجاهل إذا خاطبه سلاماً. وجميل ما روي في هذا الخصوص عن الإمام محمد الباقر عليه السلام، إذ جاءه شخص أراد أن يستفزه، فقال له: أنت بقر. فقال له الإمام: أنا باقر. فكرر الرجل ما قاله عدة مرات، وفي كل مرة يجيبه الإمام بذات الجواب السابق بكل هدوء وبلا أي انزعاج. عند ذاك قال للإمام عليه السلام: لقد كانت أمك طباخة. فقال له الإمام عليه السلام: تلك كانت مهنتها. وهكذا حاول الرجل أن يثير الإمام بكلمات غير مؤدبة، إلا أن الإمام عليه السلام لم يجبه إلاّ بأدب رفيع وأخلاق فاضلة، فاضطر الرجل إلى الاعتذار من الإمام مصرحاً: " الله أعلم حيث يضع رسالته".
فليسأل كل منا نفسه: هل أتمكن من مواجهة من يؤذيني بكلمة فأسامحه وأتحدث معه بسعة صدر كما فعل الإمام محمد الباقر عليه السلام؟
هذه صفة واحدة من الصفات الحسنة التي يجب أن يتحلى بها الانسان المؤمن. وقد يصرف الانسان من عمره سنوات وسنوات حتى يحلي نفسه بمثل هذه الصفات الحسنة، ويزينها بصفة العفو والاحسان، والانصاف والرفق، والصدق والوفاء..
بالتأكيد هذه الصفات لا يمكن للانسان أن يحصل عليها بسهولة، لذا تجد الناس لا يهتمون بها كثيراً، لأنها صعبة المنال. بينما يتوجهون الى المظاهر والزبارج، لأنها أسهل منالاً. ولكن ما فائدة البيت الرائع في الجمال، وقلب صاحبه قد أكله الصدأ!
ولهذا؛ يأتي التأكيد القرآني على أن يتصف الانسان الصالح بصفات عباد الرحمن مهما كلفته من جهد ووقت، لأنها تضمن له حياة سعيدة في الدنيا، وعقبى فاضلة في الآخرة.
قال الله تعالى: { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الاَرضِ هَوْناً } أي مشية الاقتصاد، التي لا إفراط ولا تفريط فيها.
{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً } . فالجاهل يريد أن يغير من حركة الانسان المستقيمة، ولكن عباد الرحمن عندهم موازين معتدلة يمشون عليها، فيواجهونه بالسلام. { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } . لقد جسد هذه الآية رجال أمثال حبيب بن مظاهر الذي كان يختم القرآن في ليلة، وكذلك ابن أم هاني وهو ابن أخت الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، كان لسنين طويلة يصلي صلاة الصبح بوضوء صلاة المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن بينهما. وأنا وأنت أيضاً يمكننا أن نتبع هذه الآية لو أردنا ذلك، فلماذا لا نصمم على أن نوجد هذه الصفة فينا؟ والبدء بإحياء ولو ساعة من كل ليلة بالعبادة، حتى نكون من أهل هذه الآية.
{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً * إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } حقاً إن جهنم أخطر عاقبة، لذا يجدر بالمؤمن أن يدعو الله تعالى أن يفك رقبته من النار.
وخلاصة القول؛ إذا كان الموت يأتينا لا محالة، فلماذا لا نستعد له بالعمل الصالح والأخلاق الحسنة والمبادرة الى ذلك سراعاً قبل فوات الأوان.






رد مع اقتباس
قديم 06-26-2008, 04:29 AM   رقم المشاركة : 2
عشووق
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية عشووق
الملف الشخصي




الحالة
عشووق غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي







التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 04:03 PM.


منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام